طنجة: محمد أبطاش
شهدت مدينة طنجة عشية يوم الثلاثاء الماضي، انهيارًا أرضيًا مفاجئًا بالقرب من فندق وسط المدينة، تسبب في ابتلاع جزء من الطريق وتشكل حفرة عميقة وخطيرة خلفت حالة من الذعر وسط الساكنة. وأعادت هذه الواقعة إلى الواجهة النقاش حول البنية التحتية المهترئة في عدد من أحياء المدينة، حيث تحولت شوارع بأكملها إلى مصائد مفاجئة لا تُفرق بين مركبة أو راجل، وفق تعبير بعض المصادر.
ولم تُسجل أية إصابات بشرية، في وقت أثار الأمر الجدل حول معايير الأشغال العمومية ومستوى مراقبة جودة التهيئة الحضرية، خصوصًا أن الأمر لم يعد يتعلق بحفرة معزولة أو شارع واحد، بل بظاهرة باتت تتكرر نفسها في أكثر من حي، لتصير الحفر السمة الأبرز لعشرات الأزقة والطرقات، منها حتى تلك التي جرى إصلاحها مؤخرًا.
إلى ذلك، وباتت هذه الحفر بمثابة فخاخ للسائقين والراجلين، حيث تم تسجيل عدد من الحوادث المرتبطة بهذه الحفر، من خلال سقوط المواطنين فيها، أو تسببها أحيانًا في حوادث سير، وأعطاب في السيارات. وكان آخرها ما شهدته منطقة “ملابطا”، حين سقطت شاحنة لنقل الخرسانة داخل إحدى الحفر العميقة بطنجة البالية، ما تسبب في خسائر مادية كبيرة في هذه الشاحنة، كما أظهرت الحادثة كون بعض الطرقات لم يتم إعادة صيانتها، خاصة تلك التي تمر من أسفلها أنابيب للصرف الصحي والاتصالات الهاتفية.
وقالت المصادر إنه رغم إعلان الجماعة في وقت سابق رصد ميزانية بالملايين لهذه الظاهرة بعد ضغط واسع من رواد الشبكات الاجتماعية، فإن الأخيرة تراجعت عن هذه الصفقة، وقامت فقط بإصلاح بعض الطرقات القريبة من مقرها الرئيسي، فيما تخلت كليًا عن عموم الشوارع والأحياء بالمدينة التي تعرف وضعًا مزريًا.
وجدد منتخبون استفسارهم للجماعة عن ظروف توقف مشروع تطويق هذه الحفر المنتشرة بشوارع المدينة، بعدما أعلنت الجماعة في وقت سابق عن الشروع في عملية تأهيل الطرقات المحلية وإطلاق صفقة لهذا الغرض. وقد أحرج عدد من المنتخبين عمدة المدينة منير الليموري بسبب هذه الوضعية مؤخرًا، ناهيك عن إثارتهم الصور التي تغزو مواقع التواصل الاجتماعي وتُظهر جانبًا من هذه الكارثة بأحياء المدينة، وهو ما دفع بالعمدة إلى الإعلان أنه تم أخذ الأمر بجدية، وسيتم التعاقد مع شركة للتهيئة بغرض تغطية جميع الحفر الموجودة بشوارع المدينة. إلا أنه بعد انطلاق الشركة نائلة الصفقة بتزفيت بعض الشوارع القريبة من الجماعة، توقفت عن الاستمرار والوصول إلى مختلف أحياء المدينة في ظروف غامضة.
