
بنموسى
عيد الأضحى، عيد الفطر، عيد الميلاد المجيد، عيد الشجرة، ثم اليوم الدولي لحقوق المرأة الذي أصبح فجأة عيدا للمرأة.
مناسبة للاحتفال بهذا الكائن ومعايدته مرة في السنة، وإهدائه وردة أو عقدا من ذهب تقابله من الجهة الأخرى ميزوجينية وعنصرية جنسية مقيتة طوال العام، ودعم مادي لا ينضب تستفيد منه جمعيات حقوقية نسوية من المفترض أنها تشتغل العام بطوله كي تعمل على توعية جميع مكونات المجتمع، وخصوصا النساء، بأن الثامن من مارس ليس عيدا، بل هو يوم دولي للاحتفال بحقوق المرأة التي يفترض أنها تتمتع بها على طول السنة.
هو يوم للتذكير بالنضال الذي تقوده مجموعة من النساء حول العالم كل يوم وكل صباح من أجل حقوقهن الاقتصادية، الاجتماعية والقانونية، من أجل تفعيل مبادئ المساواة والمناصفة، والقطيعة مع التمييز الجنسي وجرائم النوع، والتحرش اللفظي، والعنف الجنسي، والإقصاء وتجريم العنف ضد النساء بجميع أنواعه، لكنه فجأة ودون سابق إنذار تحول إلى مجرد «عيد» «كاناكلو فيها الحلوة بحال العيد الصغير، وكايربحو فيها النساء خاتم ووردة وشي شكلاطة». وإمعانا في تحقير هذا اليوم تختار إحدى المؤسسات استضافة مذيعة تدعي «الفيمينزم» في حين أنها في الواقع مرجع في الميزوجينية وتشييء المرأة، «باش تورينا حنا المغربيات كيفاش نديرو نعيشو بلا رجال»!
لا توجد امرأة تحتاج ليوم من التمييز الإيجابي وسنة كاملة من التمييز السلبي في الأجور والحقوق وتحمل الفروق الجنسية، وانعكاسها على الحقوق والواجبات والامتيازات، لكننا نمعن منذ سنوات في اغتنام فرصة التاريخ الذي يجب أن تذكر فيه كل هذا ونختزله في عيد لا تعكر صفوه إلا المشاكل العاطفية والزوجية مع الرجل والمشاكل التي لها ضرورة علاقة بالجنس الآخر، ولذلك بدل أن ننظم ندوات تثقيفية وحقوقية تسلط الضوء على الواقع المعيش، والمشاكل السوسيو- اجتماعية التي تعاني منها النساء، تم اللجوء إلى استضافة رضوى الشربيني العالمة العظيمة في كيفية التنكيل بالذكر، والانتقام منه.
في مجتمعات تعيش تحت ضغط الولاية والقوامة، وتعاني النساء في أفضل الحالات من التحرش الجنسي، وتروح في أفظعها ضحية لجريمة شرف ذكر من عائلتها، ويختزل الرجال شرفهم بين أفخاذ النساء أو غشاء بكارة أو قدرة على إنجاب الذكور، وفي تنورة قصيرة تجرح كرامتهم، فنحن قطعا لا نحتاج «رضوى الشربيني» كي تخبرنا كم نحن جميلات؛ ورائحتنا جميلة، و«مزز»، ولا كي تقدم لنا نصائحها الذهبية حول كيفية استعمال خاصية «بلوك» على الفيسبوك، إننا في حاجة إلى من يحفز نساء هذا الوطن على فهم الوظيفة المحورية وبالغة الأهمية التي يقمن بها جنبا إلى جنب مع الرجل، لسن مضافات إليه، ولا مجرورات يتبعها الجار، ولا هن أمه وأخته وزوجته وصديقته… فقط، بل هن نصف كامل من المجتمع كما وكيفا، لذا فإن تحفيزهن على الفهم الدقيق لهذا المعنى سيعفيهن من هرطقة رضوى الشربيني، ومن التحول إلى امرأة/شجرة لا فرق بينهما إلا تاريخ عيدهن.





من المفترض ان نتوصل بكل جديد المرجو الرد