
النعمان اليعلاوي
تعيش تمارة على وقع أزمة متفاقمة ترتبط بغياب أسواق القرب وتدهور البنية التحتية لسوق الجملة الوحيد للخضر والفواكه، في وقت تزداد فيه شكاوى التجار والمواطنين من تداعيات هذا الوضع على الحياة اليومية والأسعار والنظام العام بالمدينة.
وكشفت مصادر مهنية من الجمعية الوطنية لتجار الخضر والفواكه، في تصريحات لجريدة «الأخبار»، أن «الوضعية الحالية لسوق الجملة بمدينة تمارة أصبحت لا تُطاق، بسبب غياب أبسط شروط التنظيم والتأطير»، مشيرة إلى أن السوق يفتقر للمرافق الأساسية، ويعاني من غياب نظام تجاري منظم، بالإضافة إلى ضعف المراقبة وعدم اضطلاع الوكلاء بمهامهم.
ومن بين أبرز الإشكالات التي فاقمت الأزمة، حسب المصادر، «اعتماد نظام عشار مبالغ فيه»، ما دفع بالعديد من التجار إلى هجر السوق المحلي والتوجه إلى أسواق الرباط وسلا لاقتناء بضاعتهم، وهو ما ساهم بشكل مباشر في تنامي ظاهرة الباعة الجائلين، وارتفاع أسعار الخضر والفواكه في أسواق القرب بتمارة، وسط غياب بنية تجارية بديلة قادرة على امتصاص الضغط المتزايد.
وتحدث التجار عن حالة «سخط واسعة تسود المهنيين، بسبب ظروف العمل القاسية»، داعين السلطات المحلية والجهات المعنية إلى التدخل العاجل، من أجل معالجة الوضع قبل انفلاته، خاصة في ظل ما وصفوها بـ«المرحلة الانتقالية التي يعيشها السوق، في انتظار افتتاح السوق الجهوي الجديد للخضر والفواكه بالرباط، بعد أن انتهت الأشغال فيه منذ أشهر».
ومن المرتقب أن يؤدي افتتاح هذا السوق الجهوي من الجيل الجديد إلى إلغاء أسواق الجملة بكل من الرباط وسلا وتمارة، ما يجعل المدينة أمام تحد كبير يتمثل في تأمين فضاءات بديلة منظمة تستوعب النشاط التجاري، وتضمن التوازن بين العرض والطلب، وتكفل كرامة التاجر والمستهلك على السواء.
في المقابل، تتصاعد احتجاجات السكان، بسبب الوضع البيئي والصحي الكارثي الذي يسببه انتشار الأسواق العشوائية، خصوصا على مستوى شارع القدس، حيث يفرش الباعة سلعهم في الهواء الطلق على امتداد الشارع، مخلفين أطنانا من الأزبال والروائح الكريهة يوميا، في غياب شبه تام لأي تدخل تنظيمي أو حملات تنظيف جادة.
ويشكو السكان أيضا من الانفلات الأخلاقي الذي يرافق هذا النشاط غير المنظم، حيث تتحول بعض الشجارات بين الباعة إلى ساحة لتبادل الألفاظ النابية، ما يُضر بأجواء الأحياء ويؤثر على راحة الأسر، ناهيك عن عرقلة حركة المرور وتعطيل تنقلات السكان، بسبب العربات المجرورة والبراريك العشوائية.
وتجدر الإشارة إلى أن عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، كان قد أعلن خلال جلسة برلمانية بمجلس النواب عن قرب الانتهاء من أشغال بناء السوق الجهوي الجديد بجهة الرباط، موضحا أنه سيتوفر على جميع التجهيزات الحديثة، إلى جانب أربعة أسواق جهوية أخرى بكل من مكناس، بركان، مراكش، وإنزكان، في إطار رؤية وطنية جديدة لإعادة هيكلة أسواق الجملة للخضر والفواكه.





