حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأي

قراءة الفناجين

يونس جنوحي
الأشغال على قدم وساق لاستقبال العام الجديد. المُستثمرون في أفراح العالم يُحصون أرباحهم المتوقعة، بينما المُتشددون عندنا لا يزالون يتساءلون ما إن كان الاحتفال مع النصارى محرما أم مباحا.
سكان الكرة الأرضية جميعا سوف يتابعون غدا أو بعد غد النقل المباشر لأهم الاحتفالات في العواصم العالمية وهي تستقبل العام الجديد، بينما رئيس الحكومة هنا لا زال يدعو إلى محاربة جيوب مقاومة الإصلاح.
الله وحده يعلم أين ينام أعداء الحزب الحاكم بعد أن نجح المُتشددون سياسيا في شيطنة خصوم الإسلاميين وتصويرهم على أنهم سبب كل مشاكل المغاربة. ولا أحد يعلم إلى اليوم ماذا يعني رئيس الحكومة بـ«جيوب المقاومة»، وهو المصطلح الذي تردد كثيرا خلال السنوات الأخيرة.
بعد آخر تعديل حكومي شهدناه هذا العام، لا تزال أمام الحكومة أسابيع محترمة لكي نرى ماذا سيفعل رئيسها بخصوص بعض الملفات العالقة، أولها الحوار الاجتماعي، بحكم أن الأخبار القادمة من المركزيات النقابية تعد بموجة جديدة من الإضرابات للضغط على الحكومة من جديد.
قبل نهاية السنة الماضية، توعد رئيس الحكومة شخصيا بإفحام كل خصومه الذين يشوشون على حكومته الموقرة ووعد بنشر دراسة كلفت الملايين قام بها مكتب دراسات أجنبي حول فوائد التوقيت الجديد الذي تبناه المغرب.
ونحن الآن نوشك على استقبال سنة أخرى ولم نر بعدُ نتائج تلك الدراسة ولا النقط التي رصدتها، رغم أن جل المغاربة لا يزالون في فترة البرد يستيقظون رفقة أبنائهم الصغار قبل الفجر للذهاب إلى أعمالهم.
يُتوقع، على شاكلة توقعات أحوال الطقس، أن تكون السنة المقبلة ساخنة سياسيا. والسخونة السياسية لا تطهو طعاما ولا تُدفئ بيتا. كل ما هنالك أن الفرقاء السياسيين يعرون عورات بعضهم البعض. لن يفصلنا عن الاستحقاقات المقبلة سوى سنة واحدة، وهذا يعني أن الأحزاب السياسية دخلت الجولة الأخيرة. هل سوف يستمر التحالف الحكومي، أم أن هناك مفاجئات في الطريق؟ هل ستنهي الحكومة ولايتها الحالية أم أن حزبا آخر سوف ينسحب كما انسحب التقدم والاشتراكية. ماذا سيقول رئيس الحكومة في التجمعات الخطابية المقبلة؟ هل سيصارح المغاربة ويكشف لهم عن رؤية حكومية جادة لإخراج المغرب من عنق الزجاجة، أم أنه سيكتفي بالتأكيد على أن كل المغاربة يُمكن أن يصيروا يوما ما رؤساء حكومات ما دام هو شخصيا قد وصل إلى المنصب؟
أفضل ما يمكن أن يقع من سيناريوهات، هو ألا ترتفع أعداد الحاصلين على الشهادات الجامعية وألا يهدد المتفوقون في المعاهد العليا بعد ستة أشهر من الآن بسنة بيضاء في مكان ما.
لا بد أن الواقفين في الحركات الاحتجاجية أمام العمالات مطالبين بمستوصفات إضافية أو مد طريق لفك العزلة عن دوار من الدواوير، سيقضون رأس سنة أخرى وهم يصبغون اللافتات ويمدون أمتار الثوب لرفع الشعارات. سيقتنون الجرائد ليجدوا ألا أحد يكتب عن وقفاتهم الاحتجاجية. لكن المتوقع، حسب ما تقوله الفناجين هذا العام، أن كل الأمناء العامين وقادة الأحزاب السياسية، سوف ينزلون إلى الشارع في السنة القادمة، تمهيدا لاكتساح نتائج الانتخابات.
وعلى ذكر الفناجين.. في كل الدول الديموقراطية يتم استقبال علماء المستقبليات لكي يدلوا بتوقعاتهم بناء على التقارير والأرقام المتوفرة. وهكذا يتنبؤون بالأزمات الحكومية وبإفلاس الشركات وفشل المخططات أو نجاحها، وأحيانا يتنبؤون حتى بنتائج الانتخابات. لكن عندنا، تستضيف المواقع بعض العرافين، لكي يخبروا المغاربة أن فنانة ستتزوج، وأن أخرى سوف تستقبل مولودا خلال السنة المقبلة.
سنة أخرى من منغصات العيش، وكل توقعات وأنتم بخير.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى