حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسية

قراءة علمية لـ«كوفيد- 19» في المغرب

أيــــوب الــراغ

في خضم هذا السيل الهائل من المعلومات التي بات يتلقفها المواطن من كل جانب، قررنا كتابة هذه الأسطر من أجل تقديم قراءة علمية بسيطة، لشرح وتوضيح بعض من المنطلقات النظرية والعملية لفيروس «كوفيد- 19» في المغرب.
بشكل عام، فقد أجمع العديد من أخصائيي الفيروسات على وجود مقاربتين علميتين لمواجهة هذه الجائحة، في ظل عدم التوصل بعد للقاح ناجع:
– المقاربة الأولى تكمن في محاصرة الفيروس عبر الحجر الصحي الصارم، مع توفير إمكانية القيام بأكبر عدد ممكن من الفحوصات، حتى يتم احتواء كافة الأشخاص المصابين والحؤول دون اختلاطهم بالناس، وهذا الأمر يسمى التباعد الاجتماعي. لكن ما يعيب هذه المقاربة في المغرب، هو النقص الكبير في عدد الفحوصات، وهذا الأمر راجع إلى نقص في معدات الفحص، التي نتوقع أن يتم تحسينها في الأيام القليلة المقبلة. ومن منطلق عملي، فهذه المقاربة تبدو في غاية الصعوبة، لأن عددا مهما من الأشخاص الحاملين للفيروس لن يدركوا ذلك ولو بعد شفائهم، وربما نقلهم للعدوى إلى عشرات الأشخاص ممن حولهم، لأنهم بكل بساطة لم تظهر عليهم أي من أعراض «كوفيد- 19».
ولهذا السبب فقد نبه الكثير من الأخصائيين إلى حتمية ظهور موجة ثانية للفيروس بعد الحجر الصحي، والتي سوف تكون أقل حدة وعددا من الموجة التي نعيشها الآن.
أما بخصوص المقاربة الثانية، فهي تنص على تطوير مناعة جماعية، عبر السماح لفيروس «كوفيد- 19» بالانتشار بشكل كبير داخل المجتمع، لتنتقل العدوى إلى ثلثي المجتمع على الأقل، حتى يقوم المتعافون بتطوير مناعة ذاتية تجعل من فرضية عودة موجة ثانية مستبعدة. لكن هذه المقاربة بالرغم من كونها ناجعة علميا، إلا أن تطبيقها والدفاع عنها على أرض الواقع يبدو مستبعدا إلى حد كبير، لأن لديها تداعيات إنسانية كارثية قد تخلف عشرات الآلاف من الضحايا.
ولقد أثار انتباهنا مسألة نسبة الوفيات التي اختلفت فيها القراءات، حيث أرجع البعض ذلك لنجاعة المنظومة الصحية في البلد. فنحن نعتقد أن كل هذه المسائل قد يكون لها تأثير نسبي، لكن لدينا قراءة مغايرة من منطلق علمي ورقمي محض، وبالتالي فلا بد من قراءة الأرقام بطريقة علمية، تأخذ بعين الاعتبار كافة المعطيات التي من شأنها التأثير على نسبة الوفيات. فنسبة الوفيات تتعلق بمسألتين اثنتين، الأولى هي عدد الأشخاص المصابين، والثانية هي عدد الأشخاص الذين توفوا جراء الإصابة بالفيروس.
فإذا كان عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس يسهل تحديده بدقة متناهية، فإن عدد الأشخاص المصابين يصعب بل يستحيل حصره نتيجة الأسباب التي ذكرناها سابقا، وبالتالي فازدياد عدد الفحوصات سوف يمكننا من تحديد ولو بشكل نسبي عدد المرضى، وبالتالي تدقيق نسبة الوفيات بشكل أكبر، وهذا ما يفسر نسبة الوفيات الضعيفة في كل من ألمانيا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية، لكون هذه الدول قامت بعدد كبير من الفحوصات نتج عنها إحاطة أكثر دقة بالعدد الفعلي للناس المصابين بالفيروس، بينما دول أخرى مثل كل من فرنسا وإيطاليا اللتين لا يختلف اثنان في قوة منظومتهما الصحية، لديهما نسبة وفيات مرتفعة، لكونهما لم تستطيعا حتى الآن حصر بدقة عدد المصابين بفيروس «كوفيد- 19».
وبناء على هذا الأمر، فإننا ندعو مواطنينا إلى عدم الذعر بشأن نسبة الوفيات في المغرب، فالأمر ببساطة شديدة راجع إلى العدد الهزيل الذي تم من الفحوصات المخبرية.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى