حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأي

قصة قبل النوم

حسن البصري

مقالات ذات صلة

ظل الثعلب حاضرا في حكايات قبل النوم التي كانت ترويها الجدات للأطفال في زمن لم يكن فيه ذكر لمواقع التواصل الاجتماعي التي أعفت الجدات من الحكي ودفعتهن للانسحاب بمجرد انتهاء النوافل.
ما حصل للناخب الوطني هيرفي رونار، حين اختار التفاوض سرا مع الاتحاد الإماراتي وهو على ذمة منتخب، شبيه إلى حد ما، بحكاية الثعلب والغراب. فقد توجه المدرب الفرنسي إلى دبي وأقام في فندق على مقربة من برج خليفة رفقة زوجته، وظل يتابع مباريات كأس أمم آسيا سرا وعلانية، وحين يسدل الليل ستائره يفتح قلبه وعلبة بريده لتلقي عروض من المنتخبات التي خرجت من دائرة التنافس.
ثعلبنا كالثعلب الذي كنا ننبهر بدسائسه ونحن صغار، خاصة في قصته مع الغراب، عندما رآه واقفا على غصن شجرة وفي فمه قطعة جبن، فتحايل عليه وطلب منه الغناء مشيدا بصوته، وضع الغراب الجبن تحت جناحه وشرع في الغناء وحين حمى وطيس الطرب بدأ الثعلب يرقص ويصفق وحين حاول المغني التصفيق سقطت الجبنة وارتمى عليها الثعلب فالتهمها واختفى عن الأنظار ولسان حاله يقول «اقرأ سلسلة قصص الثعلب وتمعن».
كل أبناء جيلنا الذين يذكرون حكايا الثعلب في كتاب القراءة للجميع، يقفون إجلالا واحتراما لهذا الكائن الذي يستطيع أن يطيح بكبار الرؤوس، لكن المناهج التعليمية تغيرت وأنجبت مواقع التواصل الاجتماعي ثعالب إلكترونية عابرة للقارات.
مناسبة هذا الاستهلال، هي التقارير الإعلامية العالمية التي أجمعت على أن الفرنسي هيرفي رونار، مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، أصبح في دائرة التفاوض لتدريب المنتخب الإماراتي، خلفا لصديقه الإيطالي ألبرتو زاكيروني.
عزز المعلق الإماراتي، علي الحميد، هذه التقارير في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» حين كتب بحبر واثق: «يا إخوانا هيرفي رينار الفرنسي، مدرب منتخب المغرب، هو الأقرب لتدريب منتخب الإمارات خلفا لزاكيروني، والاجتماع تم معه على هامش بطولة أمم آسيا، وتقريبا أصبح التوقيع مسألة وقت، رغم أنه عنده التزام مع المنتخب المغربي في أمم أفريقيا التي تقام في مصر في شهر يونيو المقبل».
هيأ الناخب الوطني المغاربة للتعايش مع أي طارئ، وقال إن المنتخب المغربي غير مرشح للظفر بكأس أمم إفريقيا، التي ستجرى في مصر، ولمح لإمكانية مغادرة المغرب بعد انتهاء الحدث الكروي القاري.
لكن هيرفي سيجد نفسه في ورطة حقيقية وهو الذي اعتاد الاعتماد على اللاعبين المحترفين في أوربا، بعد أن تهافت لاعبو الفريق الوطني على الدوريات الخليجية، ولأنه «رونار» فقد قرر بدوره المشاركة في رحلة الشتاء والصيف.
حتى ولو انفصل الاتحاد الإماراتي عن الإيطالي ألبرتو زاكيروني، عقب الخروج من نصف نهائي كأس آسيا 2019، بعد الهزيمة أمام المنتخب القطري، بأربعة أهداف لصفر، فإنه لا يحق لمدرب المنتخب التفاوض وهو يعلم أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تستطيع أن ترده إلى بيت الطاعة.
لن يستطيع رؤساء جمعيات الصحافيين شجب مكر الثعلب، لأن بقايا طعام صلح «بوركراك» لازالت عالقة بين أسنانهم، وهم يتزاحمون حول مائدة رونار، صحيح أن أغلب المنازعات تجد طريقها إلى الحل حول مائدة عليها طعام، لا تهم طريقة الأكل باللقمة أو بالشوكة والسكين، وصحيح أيضا أن الاشتراك في الأكل الجماعي يتحول إلى قرابة قد توازي قرابة الدم والرضاعة، فقرابة الملح أو «الممالحة» تتأسس بمشاركة الطعام وابتلاع الأحقاد، لكن لن نقبل بقصة الثعلب الفرنسي والغراب الإيطالي.
بالقرب من مقر جامعة الكرة سيقوم بعض المدربين المغاربة والأجانب بعمليات إحماء في انتظار إشارة، من غرفة القرار، تنهي العطالة، بينما سيستنفر بعضهم قواتهم الاحتياطية وسيمنحونهم الذخيرة الكافية لتمشيط الجامعة من منافسين أملا في استعادة بطاقة زيارة تتوسطها مهنة ناخب وطني بكل ما توفره من حصانة.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى