حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرفسحة الصيف

كينغ جيليت.. بائع الخردة يخترع شفرة الحلاقة

دأب الكثير من الرجال قبل الذهاب إلى أعمالهم كل صباح على حلق ذقونهم بيسر وسرعة تامين، دون أن يطرحوا هذا السؤال البسيط من كان أول من خطرت بباله فكرة ابتكار هذه الأداة التي تجعل الحلاقة ناعمة وسهلة؟ صاحب هذا الاختراع البسيط كينغ كامب جيليت king Camp Gillette (1932-1855)، ولد في شيكاغو في أسرة متوسطة الحال شغوفة بالاختراع، والده صاحب محل للخردة، عرفت العائلة بجدها في العمل والمثابرة، لكن الحريق الشهير الذي اندلع في شيكاغو عام 1855 أتى على كل ما تملك العائلة، فقررت الانتقال إلى نيويورك، حيث عمل الأب وكيل براءات الاختراع والابن في تجارة الحديد والخردة، ونال فيها نجاحا ملحوظا، لكنه كان دائما مهووسا بتلحيم المواد المعدنية لابتكار أشياء بسيطة، دون نجاح يذكر. لما تزوج ورزق بطفل وأراد أن يؤمن حياته أكثر، تقدم إلى وظيفة مندوب مبيعات في إحدى الشركات الناجحة، حيث صارت لكينغ جيليت صداقة متينة بصاحب الشركة «وليام بنتر»، الذي كان صاحب اختراع سدادات الزجاجات المكونة من الفلين والمغطاة بالقصدير، وجلبت له الربح الوفير.

مقالات ذات صلة

 

نصيحة غالية تقود إلى اختراع

ذات مرة قدم وليام بنتر لكينغ جيليت نصيحة غالية أثرت على مجرى حياته، عندما قال له: «كينغ، أنت دائم التفكير والابتكار، ولكن لماذا لا تفكر في اختراع شيء شبيه بسدادات الفلين. لأنها ترمى بعد استعمالها لمرة واحدة، وفي كل مرة يعود إليك الزبائن ثانية طالبين المزيد، وتكون قد رفعت من نسبة أرباحك وبنيت أساسا صلبا لمستقبل مشرق». في صباح ذات يوم من عام 1898 عندما كان جيليت يهم بالحلاقة، وكانت أمرا مضنيا ومرهقا لملايين الرجال، وتشكل خطرا على جلد الوجه والذقن، يقول جيليت عن هذه اللحظة الفارقة: «كان عقلي كالقناص يحاول تحويل كل ما يراه إلى فرصة لتحقيق ما قاله لي بنتر، وبينما كنت أحلق كنت أحس أن موس الحلاقة بليدة وبطيئة، وكانت في حاجة إلى حلاق أو حداد، وبينما كنت أقف والموس في يدي وأنظر بهدوء كما ينظر العصفور إلى بيته، كانت شفرة جيليت الآمنة وسهلة الاستعمال قد ولدت. رأيت كل شيء في هذه اللحظة، وسمعت مئات الأسئلة في ذهني تسأل وتجاوب عن نفسها بسرعة كالحلم»، ويضيف: «جاءتني الفكرة عندما لاحظت أن أحدا لم يفكر في تغيير جذري على شفرات الحلاقة، فكل الاختراعات كانت تصب في خانة تحسين الموس وليس تغييرها كليا، لمعت في رأسي فكرة أنه يجب ابتكار شفرة حلاقة رخيصة الثمن وسهلة الاستعمال، وتوفر على الناس الذهاب إلى الحداد والحلاق، وهذا ما يوفر لهم الوقت بشكل كبير ويسمح لهم بتبديل الشفرات بشكل منتظم وسهل». بدأ جيليت العمل وفق فكرة جديدة مختلفة أساسها الفصل بين أمرين آلة الحلاقة من جهة وشفرة الحلاقة من جهة أخرى، لتحقيق غاية عملية وتجارية محضة. كانت الأولى ابتكار أداة حلاقة سهلة الاستعمال وآمنة، وبيعها بسعر بسيط. الثانية، اختراع شفرة للحلاقة مصنوعة من شريحة رفيعة من الصلب تقل حدتها مع الاستخدام، يرمي بها المستهلك ويشتري أخرى جديدة لاستعمالها مع أداة الحلاقة نفسها. هذه الشفرة هي التي يتم بها تحقيق أرباح كبيرة من خلال بيع كميات كبيرة من شفرات الحلاقة. يقول جيليت مفسرا فكرة اختراعه: «عندما وقفت هناك مع ماكينة الحلاقة في يدي، كانت عيني تستلقي عليها بخفة مثل طائر يستقر في عشه، ولدت آلة حلاقة جيليت. في تلك اللحظة رأيت كل شيء: الطريقة التي يمكن بها حمل النصل في حامل، فكرة شحذ الحافتين المتقابلتين على قطعة فولاذية رفيعة، ألواح التثبيت، بمقبض في منتصف المسافة بين حافتي الشفرة». قام جيليت بعد توصله إلى اختراعه وإنتاج نموذج أولي وإجراء اختبارات عملية، بتأسيس شركته سنة 1901 والحصول على تسجيل لعلامته التجارية التي تتضمن صورته وتوقيعه على أغلفة منتجاته.

 

جيليت رائدا في عالم الإشهار والتسويق

لم تكن رحلة تسويق اختراعه سهلة، فقد قابلها الناس بالكثير من التشكيك في فعاليتها، ورغم فتحه لشركة متخصصة في صنع آلة الحلاقة وشفراتها، فإن مبيعاته ظلت محدودة، رغم لجوئه إلى سياسة إعلامية وإشهارية جيدة ورائدة في عصره في التسويق، فقد تكبد الخسارة تلو الأخرى ولجأ إلى الاستدانة وتقاسم الأرباح مع الشركاء، عبر عن ذلك بقوله: «كنا في الزاوية الضيقة مع أصحاب الديون، وكانوا يقفون بالطابور جاهزين لأي شيء للمطالبة بديونهم. وجاءني شعور بأنني أعطيت موضوع الشفرة أكثر مما يستحق». لكن بداية من سنة 1904 وبفضل صبره الدؤوب بدأت شركته في تحقيق أرباح متصاعدة على مستوى الولايات المتحدة، ثم في أوروبا، حيث فتح مكاتب تجارية لها. قبل وفاة جيليت سنة 1932 أصبحت شركته ضمن الشركات العالمية الكبرى، وتوالت ابتكاراتها، سواء في صنع فرشاة الأسنان أو معجون الأسنان أو الآلات الكهربائية المرتبطة بالحلاقة، ومن الصابون إلى غسل الشعر، إضافة إلى المراهم وما له علاقة بهذا المجال. لم يكن كامب جيليت مجرد مخترع، بل كان رائدا في مجال الإشهار والتسويق وإدارة الأعمال، حيث ابتكر أسلوبا وخطابا إشهاريا جديدا متوجها إلى المستهلك مباشرة معتمدا دائما على صورته الشخصية وتوقيعه الخاص كعلامة تجارية كتعاقد بينه وبين المستهلك ما اعتبر في ذلك الزمن مفهوما جديدا وغير مسبوق في عالم الإشهار. عكس ما يمكن تصوره عن رجل الأعمال، كان لجيليت ميل إلى الكتابة في الموضوعات الاجتماعية، مثل كتابه «شركة الشعب».

إن بائع الخردة جيليت لم يكن فقط رمزا للصبر والإيمان بالفكرة، بل كان كذلك عنوانا كبيرا للذكاء الفطري الذي جلب له النجاح وخلود الاسم.

 

نافذة:

بينما كنت أحلق كنت أحس أن موس الحلاقة بليدة وبطيئة وكانت في حاجة إلى حلاق أو حداد وبينما كنت أقف والموس في يدي وأنظر بهدوء كما ينظر العصفور إلى بيته كانت شفرة جيليت الآمنة وسهلة الاستعمال قد ولدت

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى