حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرفسحة الصيف

ليلى السليماني.. ابنة الوزير الموقوف تواجه الأزمة العائلية بالإبداع الروائي

أولاد خدام الدولة..

ولد عثمان السليماني بفاس يوم 13 أكتوبر 1941، خلافا لعائلات الوجاهة ينحدر عثمان من وسط عائلي متواضع، إذ استفاد من منحة لدراسة الاقتصاد في فرنسا، كان يتدبر معيشه اليومي بمنحة بسيطة، وعند إتمامه لدراسته، قرر العودة إلى المغرب، حيث تفرغ للخدمة المدنية، قبل أن يصبح إطارا في وزارة المالية.

 

المصرفي الذي حمل المنتخب لمنصة التتويج

في عام 1976، تقلد عثمان السليماني منصب رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، خلال السنة نفسها فاز المنتخب المغربي بكأس أمم  إفريقيا لكرة القدم. وفي الفترة ما بين 1977 و1979 عينه الحسن الثاني في منصب وزير الدولة للشؤون الاقتصادية، في حكومة أحمد عصمان.

من 1979 إلى 1993، سيتولى منصب الرئيس التنفيذي للقرض العقاري والسياحي. وكان متابعا قضائيا منذ عام 2001 من قبل لجنة التحقيق، بسبب «اختلالات» في المصرف، مصرا على براءته.

حسب عائلة السليماني، فإن معيلها عثمان كان ضحية تصفية حسابات، وأن إدريس البصري زج به في السجن، حيث قضى أربعة أشهر خلف القضبان، قبل أن ينتزع البراءة ويتحول إلى جسد يتربص به المرض، قبل أن يحوله إلى جثة هامدة في أبريل 2004.

توفي عثمان بسرطان الرئة مباشرة بعد العقوبة القضائية، لكن بعد هذا التاريخ وتحديدا في يناير 2010، حكمت محكمة الاستئناف بتبرئته من جميع التهم الموجهة إليه، ما جدوى البراءة لميت في قبره؟

قضت ليلى السليماني، ابنة الوزير السابق عثمان السليماني، ووالدتها، فترة طويلة وهما تدافعان من أجل استخلاص براءة إنسانية، قبل البراءة القضائية.

 

بياتريس الطبيبة التي عالجت زوجها في محنته

خلال فترة دراسته في فرنسا، ارتبط عثمان بفتاة تدعى «بياتريس» التي كانت عائلتها تقطن في مدينة ستراسبورغ على الحدود الفرنسية الألمانية، والدتها «أن رتش دهوب» دفعت ابنتها «بياتريس»، التي ستصبح زوجة الوزير عثمان السليماني، إلى دراسة الطب.

لوالدة زوجة عثمان قصة عجيبة مع المغرب، هي من مواليد ألمانيا سنة 1921، وخلال الحرب العالمية الثانية ستتعرف على عسكري مغربي كان يقاتل في ألمانيا مع الحلفاء ضد النظام النازي يدعى لخضر دهوب، فعاشت معه قصة حب كللت بالزواج.

في سنة 1946 سيعود لخضر إلى المغرب، وتحديدا إلى مدينة مكناس ليشرف على ضيعة صغيرة كانت في ملكية عائلته، هناك ستتعلم اللغة العربية وستتحول إلى فلاحة وهي التي كانت تمني النفس بدارسة الطب، بعدما اشتغلت كمتطوعة في الصليب الأحمر خلال الحرب العالمية الثانية. نضالها وكفاحها وحبها للمغرب مكنها من الحصول على وسام ملكي، بل إنها أصرت على أن تدفن في مقبرة القرية.

 

الروائية ليلى.. صيادة الجوائز والأوسمة 

ولدت ليلى السليماني في شهر أكتوبر 1981، بالعاصمة الرباط، وفيها تابعت دراستها، حيث برزت مواهبها الفكرية في ثانوية ديكارت، وحين حصلت على شهادة البكالوريا سافرت إلى فرنسا لاستكمال تعليمها ابتداء من سنة 1999، تخرجت من معهد الدراسات السياسية بباريس. ثم حاولت دخول مهنة التمثيل بـ«كور فلوران»، ثم تخرجت بعد ذلك من المدرسة العليا للتجارة بباريس، لكن الصحافة مارست جاذبيتها، فالتحقت بمجلة «جون أفريك» واهتمت بمواضيع حول القضايا المغاربية واخترقت العديد من «الطابوهات»، وقضت بها لمدة خمس سنوات، ثم استقالت.

فضلت ليلى الكتابة الروائية، وهنا صنعت مجدها ومجد عائلتها التي لم تنصف، عادت عليها كتاباتها بجوائز كثيرة، أبرزها جائزة المامونية لسنة 2015 عن روايتها الأولى «في حديقة الغول»، وعن روايتها الثانية «الأغنية الهادئة» ونالت جائزة غونكور لسنة 2016، غونكور وهي أرقى وأعرق جائزة أدبية في فرنسا، وأصبحت بهذا التتويج ثالثة وجه أدبي عربي فرنكوفوني يتوج بهذه الجائزة، بعد الطاهر بن جلون عام 1987، وأمين معلوف عام 1993.

توجت ليلى بالوسام الفرنسي للفنون والآداب سنة 2017، وعينت في سنة 2018 رئيسة لجائزة كتاب إنتر الأدبية، وعضوا في لجنة تحكيم مهرجان «دوفيل» للسينما الأمريكية، ورئيسة لجنة تحكيم جائزة بوكر الدولية سنة 2023.

 

تهنئة ملكية لابنة وزير مدان

بعث الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى الكاتبة ليلى السليماني، بمناسبة فوزها بجائزة غونكور لسنة 2016، عن روايتها «الأغنية الهادئة».

وأعرب الملك، في هذه البرقية، عن أحر تهانيه للكاتبة ليلى السليماني على هذا التتويج الأدبي الكبير، تقديرا من هذه الأكاديمية العريقة لتميز هذا العمل الروائي المبدع.

وقال الملك: «إن نيلك لهذا الاستحقاق بقدر ما يعد مشرفا لك وللمرأة المغربية، يجسد ما تحفل به جاليتنا المقيمة بالخارج من طاقات وكفاءات أبانت عن تفوقها وتألقها في العديد من المجالات، وإننا لواثقون من أن هذا التتويج سيكون خير حافز لك لمواصلة العطاء والإبداع».

كشفت ليلى السليماني، للملك عن مسارها الدراسي والعائلي، وقالت إنها قد درست بباريس في المدرسة العليا للتجارة، قبل أن تلتحق بمجال الإعلام، حيث اشتغلت بمجلة «جون أفريك»، وأنها ابنة عبد الكريم السليماني، الرئيس الأسبق للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. وكيف زُجَّ به في السجن في قضية اختلاس، قضى أربعة أشهر خلف القضبان، ثم انتزع البراءة.

عينها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ممثلة شخصية له في المنظمة الدولية للفرنكوفونية، يوم 6 نونبر 2017.

وذكر بلاغ للإيليزي أن ليلى السليماني ستمثل بهذه الصفة، فرنسا في المجلس الدائم للفرنكوفونية، وأضاف البلاغ أن رئيس الجمهورية يرغب في نهج سياسة طموحة للنهوض بالفرنكوفونية، مشيرا إلى أن ليلى السليماني ستعمل في إطار مهامها على النهوض وتعزيز إشعاع اللغة الفرنسية والتعددية اللغوية، فضلا عن القيم التي يتقاسمها أعضاء الفرنكوفونية.

وتابع البلاغ أن ليلى السليماني «ستمثل سياسة فرنكوفونية منفتحة في مبادراتها، تتمحور حول مشاريع ملموسة مرتبطة بأولويات رئيس الجمهورية، مثل التربية والثقافة والمساواة بين الرجال والنساء والاندماج المهني وحركية الشباب، والتصدي للتغيرات المناخية وتطوير القطاع الرقمي».

فازت الكاتبة المغربية الفرنسية ليلى السليماني بالمرتبة الثانية في قائمة أكثر 50 شخصية فرنسية تأثيرا لعام 2018، حسب الاستفتاء السنوي الذي تجريه مجلة «فانيتي فاير».

وجاءت السليماني في المرتبة الثانية بعد مصمم الأزياء الشهير الهادي سليمان، فيما اختير كيليان مبابي، مهاجم منتخب فرنسا، ليكون في المرتبة الثالثة، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في المرتبة الخامسة.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى