الرئيسيةسياسية

محتجون يرفعون شعار «ارحل» في وجه العثماني والأزمي بفاس

تبادل الاتهامات بين «البيجيدي» و«الأحرار» حول استعمال «الترهيب» و«البلطجة»

محمد اليوبي

تحول الحفل الختامي للأبواب المفتوحة، الذي نظمته الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بفاس، أول أمس الأحد، إلى وقفة احتجاجية حاشدة نظمها المئات من المواطنين الذين رفعوا شعار «ارحل» في وجه سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، وإدريس الأزمي الإدريسي، عمدة المدينة، وذلك بعد منعهم من حضور اللقاء.
وتدخلت القوات العمومية لوضع جدار أمني فاصل بين عناصر محسوبة على حزب العدالة والتنمية ومئات المواطنين الذين قدموا من مختلف أحياء المدينة، لتفادي وقوع احتكاك بين الطرفين، خاصة بعد إغلاق أبواب مركب الحرية في وجههم، ومنعهم من الدخول إلى القاعة التي كانت تحتضن اللقاء المفتوح، بحضور رئيس الحكومة، والكاتب الجهوي للحزب، خالد البوقرعي، وعمدة المدينة، إدريس الأزمي الإدريسي، وبرلمانيين يمثلون المدينة بمجلسي النواب والمستشارين.
واضطر المواطنون إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام القاعة، رفعوا خلالها شعارات تندد بالوضع المزري الذي تعرفه المدينة منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى التسيير. ورفع المحتجون شعار «ارحل» في وجه العثماني والأزمي، وشعارات أخرى من قبيل «العثماني سير بحالك وفاس ماشي ديالك»، و»الأزمي سير بحالك فاس ماشي ديالك»، و»فاس ملكية ماشي عدلاوية».
واتهم حزب العدالة والتنمية خصومه السياسيين بـ»تجييش» أتباع «ولد زروال»، من أجل التشويش على أنشطته، موجها اتهامات لبرلمانيين من حزبي الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار بتجييش المحتجين لنسف اللقاء المفتوح.
وتحدث مسؤول إقليمي للحزب في مداخلته خلال اللقاء عن «ظاهرة ولد زروال»، واتهم قادة الحزب بعض الجهات السياسية دون تسميتها بـ»شراء بعض المواطنين من أجل نسف المهرجان الختامي الذي يتوج سلسلة من اللقاءات الناجحة في المدينة».
وفي رده على الوقفة الاحتجاجية، دعا العثماني أعضاء حزبه إلى مواصلة النضال، والاستمرار في نكران الذات، معتبرا أنه «من الطبيعي أن يكون طريق الإصلاح محفوفا بالتشويش والمعوقات، من قِبل أعداء الإصلاح».
واعتبر العثماني أن التشويش، الذي يتعرض له الحزب باستمرار، دليل على قوة حزب العدالة والتنمية وليس دليلا على ضعفه، مردفا «لأنهم فشلوا في ساحة الديمقراطية وفي التنافس معه على أي مستوى، فاختاروا طريق التشويش، لأنهم انهزموا في مجال الديمقراطية وفي مجال العمل السياسي الجاد الذي يقنع المواطن بأهميته وجدواه». وخاطب العثماني أعضاء الحزب بالقول «إذا كنتم تسيرون بهذه المبادئ فلا تخافوا من التشويش والبلطجة».
أما إدريس الأزمي الإدريسي فقد وجه اتهامات واضحة لحزب الاستقلال بقوله إن «فاس أصبحت محصّنة ضد الفساد، وضد خرق القانون وضد الولاءات والبلطجة»، مشددا على أن «العدالة والتنمية قطع مع كل هذه الممارسات التي كانت تسيء إلى المدينة وتحدّ من تنميتها». وأضاف «واهم من يعتقد أن ساكنة فاس، ترغب في العودة إلى العهود البائدة، التي اتسمت بالولاءات والزبونية والمحسوبية التي أضرت كثيرا بمدينة فاس وبتنميتها»، مشيرا إلى أن «الساكنة قطعت مع المنطق والممارسات، منذ أن اختارت العدالة والتنمية سنة 2015»، وأضاف «مدينة فاس تعرف اليوم دينامية حقيقية، ينبغي أن نحرص على ألا ترجع إلى العهود البائدة، التي اتسمت بالفساد، وبتدبير سيئ لا يحترم القانون».
إلى ذلك، أصدرت المنسقية الإقليمية لحزب التجمع الوطني للأحرار بلاغا للرد على ما أسمته «الحملات الاستباقية المُغرضة التي يشنها بعض أنصار العدالة والتنمية على الفضاء الافتراضي، وَالتي تُلمِّحُ إلى سَعي حزب التجمع الوطني للأحرار إلى تَعبئة مناضليه محليا لنسف التجمع الخطابي للأمين العام لحزب العدالة وَالتنمية».
وتبرأ التجمع الوطني للأحرار من «هذه المغالطات التي يُروجها أتباع حزب العدالة والتنمية للقفز على واقع الانحسار الشعبي الذي يعيشه الحزب محليا ووطنيا، ما يفسر موجات الغضب الشعبي التي تلاحق كل تجمعات الحزب».
وأكدت التنسيقية المحلية للحزب أنها لم تُوجِّه أي دعوة للتظاهر أو للاحتجاج ضد النشاط الحزبي للعدالة والتنمية، وذلك «انطلاقا من إيمانها بأدبيات وَأخلاقيات العمل السياسي النبيل، وحِرصها على تدبير الاختلاف بآليات ديمقراطية بعيدة عن أساليب البلطجة والتشويش».
وأعلنت عن «عدم مسؤوليتها الأخلاقية وَالتنظيمية عن أي احتجاج شعبي ضد أنشطة العدالة وَالتنمية محليا، وأي مشاركة في هذه الاحتجاجات هي مشاركة فردية تخص أصحابها وقناعاتهم الشخصية والمجتمعية باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من حركة الشارع ولا مسؤولية للحزب إلا عما يَصدره من قرارات تنظيمية»، كما حملت لحزب «البيجيدي» كامل المسؤولية في «ما تروجه كتائبه الإلكترونية من مُغالطات وَحملات مغرضة تصل حد التحريض الضمني على مناضلي وأطر حزب التجمع الوطني للأحرار وتسيءُ لسمعة وَمصداقية الحزب وتهدد السلامة النفسية والبدنية لمناضليه والمتعاطفين معه».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى