شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرحواروطنية

محمد كليوين في حوار مع “الأخبار” : وثيرة إعادة إيواء قاطني الدور الآيلة للسقوط بطيئة جدا بمقاطعة الفداء

“الأخبار” تقربكم في هذا العدد من آلية تدبير مقاطعة الفداء لعدد من الفضاءات التابعة لها، ومردودية هذه الفضاءات التجارية والرياضية على المقاطعة، ودور هذه الأخيرة في الترافع عن ملفات المواطنين في مجالات متعددة.

مقالات ذات صلة

في هذا الحوار، يكشف محمد كليوين رئيس مقاطعة الفداء، مجموعة من النقاط السوداء التي وجدها أثناء تسلمه زمام تدبير المقاطعة وكيف تعمل المقاطعة على تجاوزها من خلال وضع تصورات جديدة في معالجة ملفات المواطنين في مجال السكن والولوج إلى المرافق.

 

حاوره : حمزة سعود

 

انهيار بناية حي الفرح يجدد مخاوف ساكنة البنايات الآيلة للسقوط، كيف تدبرون هذا الملف ؟

 

من أجل توضيحات أكثر حول هذا الموضوع، فمهامنا داخل مقاطعة الفداء، هي المصادقة وتسليم قرارات الهدم لفائدة الساكنة. وهذا الهدم يكون إما جزئيا أو كليا.

طلبات الحصول على قرارات الهدم بشأن المباني الآيلة للسقوط نتوصل بها غالبا من طرف صاحب العقار أو الجيران أو المكترين لهذه الشقق السكنية.

المسألة التعقيدية في ملف المنازل الآيلة للسقوط بمنطقة الفداء، تكمن في أن صاحب العقار عند رغبته القيام بالهدم الكلي نطالبه كمجلس للمقاطعة إلى جانب باقي الشركاء المشرفين على لجان تتبع هذه الملفات بالقيام بالخبرة اللازمة، إلا أن المكترين يرفضون المغادرة ويقدمون في المقابل خبرة مضادة، والعكس صحيح، إذ قد يطعن صاحب العقار بخبرة مضادة بشأن ما أدلى به السكان حول العقار يتقدم بها المكترون من أجل الاستفادة من السكن عبر سعيهم إلى استصدار قرار للهدم، الأمر الذي يعرقل عملية إعادة إيواء قاطني الدور الآيلة للسقوط.

هذه العراقيل المرتبطة بالمكترين ومالكي العقارات والخبرات المضادة بينهم تدفعنا لتكوين لجان تابعة للعمالة تستصدر قرارات بالهدم الكلي أو الجزئي أو الإصلاح بشأن البناية الآيلة للسقوط موضوع الخلاف.

بالنسبة للشقق السكنية المخصصة للساكنة التي تغادر المنازل الآيلة للسقوط، فليست من مهام المجلس الجماعي للمقاطعة أو جماعة الدار البيضاء على حد سواء. بل هي مهام الدولة عبر وزارة الإسكان، تستفيد ضمنها كل مقاطعة من حصيص للمنازل تضعه الوزارة رهن إشارة المجالس الجماعية، وننتظر حاليا الاستفادة من الحصيص الخاص بساكنة مقاطعة الفداء.

في جماعة الدار البيضاء وحدها، هناك أزيد من 900 ملف لإعادة إيواء قاطني الدور الآيلة للسقوط لازال يراوح مكانه. كما أن مواكبة شركة التنمية المحلية الدار البيضاء سكن للمقاطعة جد متعثرة، يترجمها وجود 184 منزلا فارغا تم إخلاؤه من السكان ويجب هدمه من طرف الشركة بموجب قرارات بالهدم الكلي، إلا أن عملية الهدم لم تتم بعد.

فمن أصل 30 منزلا تم هدم 14 منها إلى حدود اليوم. نُعبر خلال اجتماعات اللجان ورؤساء المصالح التي يتم عقدها بشكل دوري عن عدم الرضا بالحصيلة المنجزة من طرف شركة التنمية المحلية الدار البيضاء سكن.

بدورها الساكنة ترفض أحيانا المغادرة رغم تضرر البناية التي تقطن بها، بسبب اكترائها للشقق وفق قيمة منخفضة. المنزل الذي انهار خلال الأسبوع الماضي بحي الفرح، أرسلنا بشأنه تبليغات وقرارات هدم وإخلاء فوري، بسبب الشقوق والتصدعات إلا أن مجموعة من السكان يرفضون المغادرة رغم التوصل بهذه القرارات.

 

الوثير الحالية جد بطيئة في إعادة إيواء قاطني الدور الآيلة للسقوط، ما هي الأسباب الرئيسية وراء ذلك ؟

 

 

وقعنا اتفاقية شراكة مع شركة الدار البيضاء سكن )إدماج سكن(، بما يناهز 21 مليون درهم، من أجل الشروع في هدم المنازل الآيلة للسقوط تحسبا لموسم التساقطات المطرية المقبل، عبر تسريع عمليات هدم هذه المنازل حتى لا تشكل خطرا على أرواح الساكنة.

عمليات هدم المباني تشمل أيضا مقاطعات أخرى وأحياء سكنية ضمنها الحي المحمدي والمدينة القديمة ومنطقة الفداء مرس السلطان، وجلها مقاطعات تنتشر في أحيائها بنايات متضررة ومتداعية للسقوط. في غياب حصيص من الشقق السكنية الخاصة بإعادة إيواء قاطني الدور الآيلة للسقوط، الملفات حاليا تراوح مكانها.

طرحت مع عامل الدار البيضاء ومدير الوكالة الحضرية بالعاصمة الاقتصادية، خلال الأسابيع الأخيرة إشكالية تسجيل المزيد من الانهيارات في المباني المتداعية للسقوط، خاصة مع اقتراب موسم التساقطات المطرية وتأثير الهزة الأرضية الأخيرة على البنايات في مجموعة من الأحياء ضمنها درب الشرفة ودرب الطلبة وحي الفقراء، ونأمل تسريع وثيرة الهدم وإخلاء المباني المتضررة.

 

هل تستفيد مقاطعة الفداء من المردودية التجارية والمالية للأسواق المتواجدة بترابها ؟

 

مقاطعة الفداء تنتمي لى منطقة تجارية بالدار البيضاء، على سبيل المثال سوق القريعة، وجدنا عند تسلمنا زمام تسيير مجلس المقاطعة أن السوق بكامله أصبح في ملكية الشركة الوطنية للتهيئة الجماعية )صوناداك(.

للأسف الشديد تم الاتفاق بين هذه الشركة ومقاطعة الفداء منذ وقت سابق على تحويل السوق في ملكية الشركة، مقابل إنشاء ملاعب ومركبات تجارية وثقافية، إلا أن هذه الاتفاقية لم تترجم على أرض الواقع، ولم تلتزم الشركة أيضا باستكمال الشطرين الثاني والثالث من سوق القريعة.

الصفقة تمت قبل مرحلة وحدة المدينة، في إطار جماعة الفداء سنة 2001. جماعة الفداء حينها فوتت السوق إلى الشركة الوطنية للتهيئة الجماعية )صوناداك(، مقابل 10 ملايين درهم، من أجل بناء محلات سكنية لفائدة موظفي الجماعة بالمنطقة وهيكلة التجار، إلا أن العملية سرعان ما توقفت سنوات قليلة بعد ذلك.

مجموعة من الأسواق المتواجدة في تراب المقاطعة ليست في ملكيتها أو لا يمكن لنا تدبيرها بشكل مباشر. سوق العيون أيضا بشارع محمد السادس والمتخصص في بيع طيور الزينة وجميع أنواع الزيتون بدوره تابع للشركة الوطنية للتهيئة الجماعية )صوناداك(.

حاليا نسير في اتجاه التفويت و”المعاوضة” في هذه الأسواق، ورغم توقف المفاوضات في مراحل متقدمة من العملية، إلا أننا نأمل أن ترفع )صوناداك( يدها عن هذه الأسواق حتى تصبح القريعة حقلا تجاريا مميزا.

هذه الأسواق لا نستفيد منها ماليا ولا من مردوديتها التجارية، وعندما تولينا تسيير المقاطعة وجدنا تفويت المجلس السابق لعدد من الأسواق القرب المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إطار شراكات معها، حيث تم تسليمها و”عاءات عقارية من ذهب” خاصة بأسواق نموذجية تقف في شكل أطلال حاليا، ضمنها سوق نموذجي وسط القريعة، يتسع لـ6 آلاف متر مربع.

حَرَكنا ملف الأسواق النموذجية حاليا، بعد أن توقف خلال مرحلة مجلس المقاطعة السابق، ونشتغل حاليا على وضعها بتجهيزات جديدة رهن إشارة التجار، لاحتضان الباعة المتجولين أيضا.

 

هل لديكم صلاحيات بشأن تسريع وثيرة إنجاز أشغال الترامواي التي تعرفها شوارع المقاطعة ؟

 

لا نملك أية صلاحيات من أجل تسريع وثيرة الأشغال التي تعبر شوارع مقاطعة الفداء، رغم أنها تتسبب في عرقلة كبيرة بشوارع تعرف اكتظاظا خلال أوقات الذروة، خاصة أن منطقة الفداء تعرف توافد مليوني زائر خلال عطلة نهاية الأسبوع بحكم الأنشطة التجارية التي تشهدها شوارعها، على مدار الأسبوع.

وثيرة الأشغال المتباطئة على مستوى بعض المحاور الطرقية تدفعنا إلى المطالبة في عدد من المناسبات بتسريعها، أملا في انتهائها في القريب العاجل، مع حلول السنة المقبلة، من طرف شركة التنمية المحلية الدار البيضاء للنقل.

 

 

محيط أولاد زيان يشكل مصدر انزعاج للساكنة والزوار، ما هي مجهوداتكم في مواكبة الساكنة المتضررة ؟

 

من المخلفات السوداء لمحطة أولاد زيان، انتشار المتشردين والمتخلى عنهم، ما يتسبب في خلق حزام أسود في محيط المحطة يساهم في انتشار الممنوعات وارتفاع مستويات الجريمة.

نواكب جميع المتخلى عنهم في محيط المقاطعة، في إطار حملات ننظمها بشكل منتظم لفائدة المسنين وضحايا الاعتداءات والشباب في وضعية صعبة من أجل إعادة إدماجهم في المجتمع عبر إعادة إيوائهم. رغم احتلالهم لفضاءات حيوية كالسوق النموذجي المتواجد في محيط محطة أولاد زيان الذي يشهد توافد المهاجرين الأفارقة من السودان، إلا أن السلطة تعمل على مواكبتهم وتمكينهم في احتياجاتهم بتخصيص فضاءات تأويهم.

 

تنتشر العديد من مظاهر احتلال الملك العام، هل هناك يقظة من المقاطعة اتجاه أصحاب المحلات والمقاهي المعنية ؟

 

الشرطة الإدارية تبلغ الإنذارات لأصحاب المحلات التجارية، وتتكلف السلطة عبر عدد مصالحها بإفراغ المساحات التي تعنى باحتلال الملك العام. عمليات المراقبة التي نقوم بها ننسق بشأنها مع مصالح الشرطة الإدارية والقياد، وأعوان السلطة، بشكل مستمر.

خلال الأسبوع الماضي، أبلغنا 220 مقهى باحتلالها للملك العام، وأزيد من 25 محلا تجاريا بين شوارع المقاطعة وأزقة أحيائها، بتنسيق متواصل مع السلطات المحلية.

 

ميزانية التزفيت تثير نقاشا كبيرا داخل مجلس العاصمة الاقتصادية، أين وصلتم في إنجازها بتراب مقاطعة الفداء ؟

 

في حساب النفقات، كل مقاطعة تخصص حوالي ملياري سنتيم لإعادة ترصيف الطرق المتضررة في ترابها. جماعة الدار البيضاء تفرض على المقاطعات إنجاز الأشغال الكبرى والطرقات بحوالي 60 في المائة من ميزانية التدبير، يجب تخصيص 40 في المائة منها على الأقل، لإصلاح الطرق المتضررة على الأقل.

البنية التحتية لمجموعة من الأحياء بمقاطعة الفداء وبعض شوارعها تبقى مهترئة. نحن اليوم في مقاطعة الفداء نشتغل على مخطط 0 في المائة رصيف متضرر بحيث بدأنا نشتغل على تهيئة الأزقة وفق تصورات حديثة تضفي رونقا خاصا على مستوى جماليتها.

أحرص بشكل شخصي على تتبع الأشغال والانتهاء من إنجاز الأشغال على مستوى رصيف، ثم الانتقال إلى إكمالها في رصيف آخر. اليوم تم إكمال أشغال إعادة التهيئة في جميع الأحياء تبقت بعض الأزقة بمنطقة القريعة.

 

كيف تتعاملون مع شكايات الراغبين في حصص رياضية في ملاعب القرب، بشأن مطالبتهم بالأداء مقابل الاستفادة من الملاعب ؟

 

أمرت جميع الموظفين منذ أن توليت زمام تسيير المقاطعة، بعدم مطالبة الراغبين في الاستفادة من حصص خاصهم في ملاعب القرب بمبالغ مالية كما كان سابقا، وإلا فسيتم اللجوء إلى القضاء في حال تسجيل أي شكاية أو مخالفة في هذا الصدد.

العصب الجهوية والفرق الرياضية تشتغل في مواكبة الشباب دون مقابل، وبالنسبة للفرق التي تعبر عن رغبتها في الاستفادة من حصص رياضية، فنسلمهم توصيلا في الحين، يمكنهم من حجز موعد ببرمجة حصص خاصة بهم في ملاعب القرب المعنية.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى