
طنجة: محمد أبطاش
أفادت مصادر جماعية بأن مصالح وزارة الداخلية وجهت، أخيرا، مذكرة إلى عموم المجالس الجماعية بطنجة، بما فيها المجلس الجماعي والمقاطعات الأربع، للكشف عن لوائح المتغيبين من المستشارين الجماعيين الذين لا يحضرون إلى الدورات، حيث بات عدد كبير منهم مهددا بالإقالة طبقا للقانون، إذ تشير المادة 67 من القانون التنظيمي للجماعات إلى ذلك بشكل صريح.
وحسب المصادر، فإن مقاطعات بادرت إلى مراسلة المستشارين الجماعيين والنواب بضرورة توقيع استدعاءات الحضور إلى الدورات، وذلك كحماية قانونية لرؤسائها، بالتزامن مع مراسلات أخرى تلقتها هذه المقاطعات من طرف بعض المستشارين النشيطين في فرق المعارضة، بضرورة الكشف عن حصيلة الحضور السنوية لهؤلاء المنتخبين الذين يتوصلون بتعويضات سنوية، ناهيك عن سيارات جماعية وهواتف وخطوط هاتفية مجانية طيلة المراحل الانتدابية للمجالس.
إلى ذلك، قالت المصادر إن رؤساء مقاطعات طنجة الأربع هم أيضا معنيون بهذه المذكرة، وقد باتوا مهددين بالإقالة بشكل قانوني، في حال قامت مصالح ولاية الجهة بتفعيل بنود القانون التنظيمي للجماعات المحلية، نظرا إلى تسجيل ما يشبه حالة انقطاعهم عن حضور اجتماعات لجنة الميزانية والشؤون المالية بالجماعة، كان آخرها الاجتماع المنعقد أخيرا بالمجلس، والذي يهم المصادقة ومناقشة منح المقاطعات الأربع، إذ تبين أن الرؤساء لم يحضروا إلى هذا الاجتماع المنعقد بمقر الجماعة، ناهيك عن تقاعس أعضاء المقاطعات بدورهم عن الحضور.
ونبهت المصادر إلى أن هؤلاء الرؤساء لم يقدموا أي مبررات عن الغياب عن اجتماعات هذه اللجان، إذ لا يتقنون سوى ممارسة الضغوط السياسية بغرض الرفع من قيمة المنح المالية، في الوقت الذي لم تقدم فيه المقاطعات بعد حصيلة مشرفة، باستثناء التنشيط الثقافي وبعض المبادرات من هنا وهناك، تقول مصادر الجريدة.
وكانت آخر المعطيات المتوفرة قد كشفت أن مجموع منح المقاطعات الأربع بطنجة تجاوز 100 مليون درهم، وهو المبلغ الذي أقلق رؤساء المقاطعات في مواجهة المجلس الجماعي، حين رفض الأخير الزيادة في قيمة هذه المنح، نظرا إلى ما أسماه “مراعاة للوضعية المالية الراهنة للجماعة، والإكراهات المتمثلة في ارتفاع حجم المبالغ الملتزم بها والديون المستحقة”. وكانت بعض المصادر قد نبهت إلى أنه حان الوقت للعمل على إيجاد صيغ جديدة للمقاطعات، عبر إلغاء مقاطعة السواني، وإلحاقها ترابيا بمقاطعة طنجة المدينة، أو بني مكادة، إذ لا يُعقل أن هذه المقاطعة التي جاءت في منتصف هذه المجالس، تتوصل هي الأخرى بميزانيات مهمة، غالبيتها يذهب نحو الأنشطة الثقافية وغيرها.





