شوف تشوف

الرئيسيةتقاريروطنية

مشروع طمر النفايات يعيق تزويد طنجة بالماء الشروب

تقديرات تكشف كون «شرفة العقاب» قادرة على تزويد المدينة

طنجة: محمد أبطاش

 

أوردت مصادر مطلعة أن المشروع، الذي تم إحداثه بمنطقة المنزلة بضواحي طنجة حول طمر النفايات، بات يشكل عائقا كبيرا أمام تزويد عاصمة البوغاز بالماء الشروب، بعدما تبين أن كل التسربات الناجمة عن عصارة النفايات تتجه إلى الفرشة المائية التي تدعى «شرفة العقاب»، وبالتالي يستحيل في الوقت الراهن أن تتحول إلى منبع رئيسي لمياه الشرب لسكان طنجة، في ظل حاجة المدينة إلى المياه بشكل كبير بناء على المؤشرات المتوفرة.

وقالت المصادر إن تقديرات توصلت بها المصالح المختصة، بناء على مكاتب للدراسات وجهات وصية، كشفت أن «شرفة العقاب» قادرة بشكل رئيسي على تزويد طنجة بالماء الشروب، في حال عدم وجود مشروع للنفايات بمحيطها، حيث إن كل التسربات الناتجة عن طمر النفايات تتجه بشكل مباشر صوب هذه الفرشة المائية الغنية، وبالتالي يستحيل أن تكون في المستوى المطلوب لتوجيهها إلى السكان المحليين، كماء صالح للشرب بصنابيرهم.

واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن الفرشة المائية الواقعة في «شرفة العقاب» تشكل مخزونا مائيا واحتياطيا لتزويد المدينة بما تحتاجه من الماء، إضافة إلى الموارد المائية المعبأة انطلاقا من أودية «المهرهر» و«الحاشف»، وذلك بفضل تجهيزات سدي ابن بطوطة و«9 أبريل» بطاقة استيعابية تبلغ على التوالي 35 مليون متر مكعب و300 مليون متر مكعب. وفي الوقت الذي بات مشروع طمر النفايات يشكل عائقا أمام تزويد البوغاز بمياه الشرب، فإن من الحلول المطروحة التوجه لمنابع المياه العذبة الجيدة الموجودة خاصة بين طنجة و«رأس سبارطيل»، كمنابع «عين بلوط» و«عين الدالية الكبيرة» و«عين الأصيل».

للإشارة، فإن مشروع طمر النفايات لا يشكل فقط تهديدا للفرشة المائية، بل إنه يهدد أيضا بإعدام مناطق بيئية رطبة، خاصة وأن التساقطات المطرية التي شهدتها طنجة أخيرا تسببت في تسرب عصارة النفايات بمطرح المنزلة التابع لجماعة المدينة، إلى أكبر محمية بالشمال، ويتعلق الأمر بمحمية تهدارت، مع العلم أن هذه المحمية تعتبر المتنفس الوحيد لمدينة طنجة، وتوجد على مساحة 14 ألف هكتار، وتبدأ من ضاية سيدي قاسم بقرب مطار ابن بطوطة حتى حدود مدينة أصيلة بواد غريفة، وتمر بمزارع حد الغربية وغابة حجر النحل. وإلى حدود سنة 1980 كانت هذه المحمية تضم أنواعا كثيرة من الطيور المهاجرة والأسماك والغابات، بيد أنها خلال السنوات الأخيرة فقدت الكثير من مساحتها الغابوية التي تم الترامي عليها، إلى جانب عدد من الطيور والحيوانات والأسماك، كما أن روائح مطرح المنزلة باتت تهدد بالقضاء بشكل كلي على ما تبقى داخل هذه المحمية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى