
كان السلطان المولى إسماعيل ينوي الزواج بابنة ملك فرنسا لويس الرابع عشر. السبب يعود لسفير مثل المغرب لدى فرنسا أيام هذا الملك، وعاد ليخبر المولى إسماعيل بأمر ابنة لويس وتطوع ليخطبها له. اعتذار لويس الرابع عشر كان متوقعا.
حسب عبد الرحمن بن زيدان، فإن الاختلاف الثقافي وكثرة زوجات المولى إسماعيل والقصص التي كانت تروج عن صرامته وشخصيته القوية، وراء الرفض الذي كاد أن ينهي مهام السفير.
في “تاريخ الضعيف”، لمحمد الضعيف الرباطي، يروي المؤرخ حكاية مصاهرة مغربية ليبية انعقدت عام 1811 ميلادية، وتحديدا بين السلطان المولى سليمان وحاكم طرابلس ويعرف بسيف النصر، حيث تزوج السلطان المغربي من كريمة سيف النصر، بعدما كانت أختها في عصمة السلطان اليزيد.
“احتفل أمير ليبيا يوسف باشا بوفادة عروس المغرب، ووجه معها عشرة من أمراء البحر، واثنين من فقهاء طرابلس من أجل مباشرة العقد وجارية لخدمتها، مع طائفة من الجواري”.
تقول كتب التاريخ إن السفراء كانوا الأكثر إقبالا على الزواج المختلط، وأن غالبيتهم كانوا يتزوجون سرا ويفضلون استكمال ما تبقى من حياتهم في عصمة أصهاره.
شجعت البعثات الدراسية في عهد الحماية الفرنسية، الشبان المغاربة على الزواج من أجنبيات، خاصة الطلبة المغاربة الذين اختاروا فرنسا وجهتهم الدراسية، لذا ارتبط الكثير منهم من طالبات وفئة منهم سقطوا في حب فرنسيات من علية القوم، فجمعوا المجد من أطرافه، خاصة بعد أن توفقوا في إقناعهن بضرورة اعتناق الديانة الإسلامية.
اليوم انتشرت مواقع الزواج بأجنبيات للمسلمين العرب المهاجرين إلى أوروبا، مؤكدة على التزامها بمبادئ الشريعة الإسلامية، طبعا مع استحضار الحديث الشريف: “تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك”.
حسن البصري
نجل مبديع يتزوج حفيدة الوزير الأول الفرنسي السابق جاك دلماس
ما زالت تداعيات حفل الزفاف “الأسطوري”، الذي شهدته مدينة الفقيه بن صالح، يثير الجدل، والذي صنفه الإعلام كآخر فرحة للوزير السابق والقيادي الحركي، محمد مبديع. كان عرسا وصف بالباذخ لنجله آدم إلياس مبديع، الذي تزوج بالشابة الفرنسية مورغان، حفيدة جاك شابان دلماس، الوزير الأول الفرنسي السابق في عهد الرئيس جورج بومبيدو.
يعتبر جاك شابان دلماس كبير عرابي السياسة الفرنسية، فقد ولد في مارس 1915، قبل أن يصبح فقيها في السياسة والقانون، ويلتقي الحسن الثاني الذي تعرف عليه وهو مازال وليا للعهد، وطالبا في مدينة بوردو ثم ملكا جمعته به جلسات عمل، خاصة وأن الحسن الثاني وجاك شابان تربطهما العديد من القواسم المشتركة، من قبيل الإلمام بالتاريخ والقانون وحب الكرة، فضلا عن الجانب العسكري.
ولدت مورغان في مدينة بوردو الفرنسية، والدها ابن الوزير الذي عاش بعيدا عن السياسة قريبا من الدراسات القانونية، في الوقت الذي كان والده شابان يرأس بلدية بوردو من عام 1947 إلى غاية عام 1995، وانضم عام 1954 إلى حكومة بيار منديس فرانس وزيرا للأشغال العمومية. ومع تأسيس حزب الاتحاد من أجل جمهورية جديدة، نجح جاك شابان كمرشح من جديد للبرلمان، وهي مهام مكنته من اكتساب معرفة عميقة بالسياسة.
بين شابان وصهره مبديع قواسم مشتركة عديدة، أبرزها رئاسة بلدية بين بوردو والفقيه بن صالح، الاستوزار فهما معا تأبطا حقائب وزارية والانتماء لأحزاب سياسية فضلا عن وجودهما وترددهما على قبة البرلمان.
في سنة 1970، التقى رئيس الوزراء الفرنسي آنذاك جاك شابان دلماس، الملك الحسن الثاني، وكان خارجا للتو من محنة انقلاب الصخيرات، أسر له الملك بعزمه استبدال أسماء أجنبية على شوارع وساحات كثير من المدن المغربية، صيغ معظمها بلغة موليير، قال له الملك مازحا: “حين تتجول في وسط مدينة الدار البيضاء تخال نفسك في شارع شانزيليزي، وكأن المدينة باريس”. نصحه شابان بالإبقاء على الرموز الفرنسية التي ساندت المغرب في معركته من أجل الاستقلال.
كان الحسن الثاني يجد متعة في الاستماع لتحاليل أحد أشهر سياسيي فرنسا في القرن العشرين، جاك شابان دلماس، الديغولي الصنديد الذي ترأس البرلمان وبقي عمدة لبوردو نحو نصف قرن، لا ينازعه قيادة الديغوليين إلا شيراك نفسه.
رغم مرضه، أصر رئيس الوزراء الفرنسي السابق جاك شابان دلماس على السفر إلى المغرب، لحضور جنازة صديقه الحسن الثاني، وبعد أقل من سنة التحق به إلى دار البقاء.
نعود لحفل زفاف آدم من مورغان، والذي عاشت فيه مدينة الفقيه بن صالح حالة استنفار قصوى، بعدما تحولت مداخلها باتجاه واحد هو قصر محمد مبديع.
كانت عائلة شابان حاضرة، بل إن عدد الأجانب بلغ 200 ضيفا أغلبهم من عائلة العروس، ناهيك عن قيادات حزبية كبرى وشخصيات ديبلوماسية وأصدقاء الزوجين.
بنهيمة يختار القرب من الوجاهة الفرنسية بعد زواجه من قريبة شيراك
في سنة 1945، اختير امحمد بنهيمة ضمن البعثة الدراسية المغربية التي خصصت لها منحة من القصر الملكي من أجل متابعة دراستها الجامعية في فرنسا. التحق بكلية الطب في نانسي، وجاء اختيار هذه المدينة لأنها كانت مسقط رأس وقلب الماريشال ليوطي.
في هذه المدينة، سيلتقي امحمد بطالبة فرنسية تدعى ماري تيريز، وتنحدر من شرق فرنسا، كانت تدرس الفلسفة في كلية مجاورة، وتربطها علاقة عائلية بجاك شيراك.
نسج الطالبان خيوط المودة وانتقل الإعجاب إلى حب. لعبت رفيقته دورا كبيرا في استمرار دراسة امحمد في فرنسا، حيث إنه مباشرة بعد نفي محمد الخامس تقرر أن تستمر المنحة الدراسية للطلبة المغاربة في الخارج لكن ليس بتوقيع السلطان المنفي بل من طرف محمد بن عرفة وهو ما رفضه بنهيمة وبعض رفاقه، وبدأ يعتمد في مصاريف دراسته على تيريزا.
عاد امحمد إلى المغرب بعد استكمال دراسته وهو يحمل شهاد الدكتوراه في الطب تخصص طب النساء، ترك زوجته في فرنسا وهي حامل، بعد اتفاق على أن تكون عودتها بعد الوضع.
عين امحمد طبيبا في مستشفى بابن سليمان، لكن ما أن علم الأهالي بزواجه من “نصرانية” حتى أعرضوا عنه، وتم تعيينه من جديد في قرية حد كورت ضواحي القنيطرة، حيث ستلتحق به ماريا التي أسلمت وأصبحت تحمل اسم شامة، بينما حل إدريس بنهيمة بالمغرب رفقة والدته وعمره لا يتعدى بضعة شهور. وفي حد كورت ولد ابنها الثاني نجيب.
رافقت تيريز زوجها في مختلف محطاته وتعهدت بتربية الأبناء على النمط الأوربي، بل وكانت فيلسوفة في بيت بنهيمة توجهه بأفكارها كأنها مستشارة فكرية لوزير تقلد عدة مناصب في هرم الدولة رغم تخصصه في مجال الطب.
بعد عبور قصير في وزارة الصحة العمومية، اختير وزيرا للأشغال العمومية في يونيو 1962، من بين أعضاء الحكومة التي ترأسها الملك الحسن الثاني، ولم يمض وقت طويل على توليه تلك المهمة حتى أنيطت به مسؤولية التجارة والصناعة والملاحة التجارية، ثم عاد إلى قطاع الأشغال العمومية للمرة الثانية، “بيد أن اسمه سيرتبط في أذهان جيل المرحلة بتوليه وزارة التربية الوطنية، وقد ضمته حكومة واحدة إلى جانب شقيقه أحمد الطيب بنهيمة كوزير للخارجية، وهي الحكومة التي ترأسها الملك الحسن الثاني في يونيو 1965.
نعود إلى تيريز أو شامة الزوجة، فقد منحها الملك محمد الخامس الجنسية المغربية، وهي التي تزوجت وزيرا وأنجبت وزيرا، وظلت رفيقة له راعية لأبنائها حتى في كبرهم، إلى أن توفيت في ليلة القدر من سنة 2007، بعد مرض عضال، ودفنت في مقبرة الشهداء إلى جانب قبر زوجها امحمد.
كلما تردد الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك على مقر إقامته في تارودانت، تردد أفراد عائلة بنهيمة عليه، بسبب صلة القرابة العائلية بزوجة الوزير السابق إدريس بنهيمة الذي سجل حضوره في مأتم شيراك.
كريستيان.. زوجة أحمد رضا كديرة كريمة ضابط فرنسي وحفيدة رئيس حرس نابليون
بعد حصول أحمد رضا كديرة على ديبلوم معهد الدراسات القانونية العليا بالرباط، قرر الشاب ابن المدينة القديمة للعاصمة البحث عن يد تنتشله من المغرب وتساعده على استكمال دراسته الجامعية في فرنسا، سيما بعدما قطع عدد من رفاق دربه الدراسي مضيق البوغاز واستقر بهم المقام في الجامعات الفرنسية.
حرص أحمد على استكمال تعليمه في المجال الحقوقي، والتركيز على دراسته بعد أن صده تيار الدويري الذي عاش معه حربا باردة في عاصمة لا تقل صقيعا عن جو العلاقات الطلابية المغربية، لذا كان هدفه الأول هو الحصول على شهادة الإجازة في القانون الخاص، وهو ما تأتى له بفضل إصراره ورغبته في مبادلة جحود رفاق الأمس بالنجاح والتألق المعرفي.
إلا أن الفضل الكبير في اندماج اكديرة في عالمه الجديد، يرجع لفتاة تعرف عليها خلال تردده على مكتب أحد المحامين الفرنسيين حيث كان يقضي فترة تدريب، وهي شابة فرنسية تدعى كريستيان دوفال فونتينبلو، وهي ابنة ضابط عسكري فرنسي شارك في الحرب العالمية الأولى ولقي حتفه فيها، بل إن عائلتها لها ارتباط وجداني بالعسكر إذ شارك جدها في جيش نابليون، مما يعطي انطباعا أوليا على تربيتها الصارمة.
اقترح أحمد على كريستيان تحويل علاقة العشق المتبادل إلى زواج، واتصل بوالدته لإخبارها بهذا الارتباط، في الوقت الذي كانت الوالدة تخطط لزواج عائلي، وفي أول زيارة لكريستيان إلى الرباط وقعت أسيرة حب غير مسارها، وأجبرها على إقناع شقيق والدها العسكري بضرورة الخضوع لنبض قلبها الذي خفق لشاب مغربي ضدا على الضوابط العسكرية الصارمة التي كانت تسيطر على أجواء الأسرة.
قبلت والدة كريستيان عرض الزواج من مغربي على مضض، لكنها اشترط على ابنته التمسك بديانتها المسيحية، وعدم اعتناق الديانة الإسلامية، وهو شرط أزعج اكديرة ووضعه في موقف حرج مع أفراد أسرته، خاصة حين تصر زوجته الفرنسية على ممارسة الشعائر الدينية الكاتوليكية بانتظام والتردد على الكنيسة دون أن يؤثر توجهها الديني في تربية أبنائها بعد أن أنجبت ولدا وثلاثة بنات، وهم حكم ومليكة ومريم وزبيدة.
يقول ابنها حكم: “كانت والدتي كريستيان مؤثرة في قرارات أبي لكنها لم تكن مؤثرة في الجانب الديني، بل كانت بسيطة في معاملاتها تصر على نشر وعي ليبرالي بين أبنائها، كانت تناقش القضايا العائلية بديمقراطية وتنصت جيدا لمقترحاتنا، لكنها كانت تقوم بشعائرها الدينية دون أن تتدخل في التربية الدينية التي علمها لنا والدنا”.
بفضل الفقيه محمد الركراكي، المدرس بالمدرسة المولوية، تعرف المحامي الشاب على الملك محمد الخامس ومولاي الحسن في منتجعه الصيفي بإفران، فتطورت علاقته بولي العهد إلى صداقة قوية كانت بابه الأوسع لعالم السياسة والمناصب الحكومية، قبل أن يساهم في تأسيس أحزاب عديدة مقربة من القصر، أبرزها جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية “الفديك” سنة 1963.
مرت علاقة أحمد مع كريستيان بعدد من المطبات أبرزها الخلاف الذي طفا على سطح علاقاتهما بعد أن هددت بقطع علاقتها باكديرة والاستقرار نهائيا في فرنسا، على خلفية إشعاعات عن وجود علاقة حب بين زوجها أحمد ونادية برادلي، وهي العلاقة التي بدأت من توكيله للمرافعة في قضية تهم إرث والدها.
عانى أحمد في منتصف التسعينات من مرض عضال أبعده عن الحياة السياسية والاجتماعية، فاختفى عن الأنظار كثير من الموالين له في زمن سطوته، وأصبح هاتفه لا يرن إلا بالخطأ، مما أثار حفيظة أبنائه وزوجته التي دعته إلى بيع كل ما يملك والعودة إلى فرنسا للاستقرار النهائي هناك. زاره الملك الحسن الثاني سنة 1994 في بيته بتمارة واكتشف أن البيت متواضع وأنه لم يبق من الأثاث إلا قطع أثرية.
في يوم الخميس 14 دجنبر 1995 توفي أحمد رضا اكديرة في إحدى مصحات باريس، رافقته زوجته في آخر نبضات قبله، وحين توفي قررت اعتناق الديانة الإسلامية، حتى تدفن إلى جانب قبره في نفس مقبرة الشهداء.
هكذا استطاع ابن التاجر “إيسفي” خطف قلب أميرة بلجيكية
خبر زواج الأميرة البلجيكية ماريا لورا، وهي ابنة شقيقة الملك فيليب، من الشاب المغربي الجنسية اليهودي الديانة “ويليام إيسفي”، خلق زوبعة في الإعلام الأوروبي والدولي.
تساءلت الصحافة البلجيكية ووضعت عناوين عريضة في صفحاتها الأولى: “من يكون هذا المغربي الذي اقتحم القلعة الملكية في بلجيكا”؟ “مغربي في القصر الملكي”.. وغيرهما من العناوين المثيرة لاهتمام البلجيكيين الشغوفين بتتبع قصة زواج الأميرة ماريا التي سلطت عليها أضواء الصحافة مبكرا، وعلى والدتها منذ أن أنجبتها، على اعتبار أنها “مدللة” الأسرة الملكية لوقت طويل.
وبما أن الأمر يتعلق هنا بالأسرة الملكية في بلجيكا، فقد كانت الصحافة تنتظر صدور بلاغ يؤكد خبر الزواج، قبل أن تنتشر صوره في كل مكان. إذ أن التقاليد المرعية في بلجيكا، تلزم الصحافة بتحري المصداقية عندما يتعلق الأمر بالحياة الخاصة للأسرة الملكية، على عكس أخبار زواج المشاهير من عالم الفن والسينما والرياضة، حيث ألفت الصحافة نشر إشاعات كثيرة بهذا الخصوص.
وأصدر الديوان الملكي البلجيكي في عز كورونا، شتنبر 2022، بلاغا يؤكد خبر الزواج وتاريخه، وهو ما جعل الصحافة البلجيكية تنطلق في سباق محموم مع الزمن، لنشر أكبر قدر من التفاصيل عن تلك العلاقة التي كللت بزواج ملكي، حضره الملك وبقية أفراد الأسرة الملكية، إلى جانب أسرة الشاب المغربي “إيسفي” الذي عاش بين باريس ولندن والدار البيضاء.
ولم يفت الصحافة البلجيكية الإشارة إلى الأصول المغربية للشاب إيسفي، وقالت إنه ولد في باريس ويبلغ من العمر 30 سنة، وإن والده فرنسي مغربي من الدار البيضاء، وأمه إنجليزية، ويحمل بالتالي ثلاث جنسيات: المغربية والفرنسية ثم البريطانية.
أما عن طريقة تعارف الزوجين اللذين حظيا باهتمام بلجيكا بكل طوائفها، فقد أكدت الصحف أنهما تعارفا في كندا، حيث كانا يتابعان دراستهما العليا هناك. إذ إن “إيسفي” كان يتابع دراسته العليا بجامعة “ماكغيل” في مونتريال، وهناك تعرف على الأميرة ماريا لورا، وقررا الزواج.
كاد المالح وابنة أميرة موناكو.. زواج عمره ثلاث سنوات
بقدر الشهرة التي حصدها الكوميدي المغربي الفرنسي، كاد المالح، منذ تسعينيات القرن الماضي، بعد نجاحه في إضحاك فرنسا كلها، بقدر ما عانى عندما تسربت أخبار ارتباطه بابنة أميرة موناكو سنة 2012.
ورغم أن كاد المالح، الذي ولد في الدار البيضاء، بداية سبعينيات القرن الماضي، قبل أن ينتقل إلى فرنسا مع والديه، كان يحيط حياته الخاصة بسرية كبيرة جدا، إلا أن خبر علاقته بابنة أميرة موناكو، “شارلوت كازيراغي” أسال الكثير من المداد في الصحافة الفرنسية، وظل قناصو الصور يلاحقونه خلال تنقلاته علهم يفوزون بصورة له معها، قبل خبر إعلان الزواج رسميا، والذي لم يكن مفاجئا لأحد في فرنسا.
لكن ما كان مفاجئا هو خبر الطلاق، الذي دوى بعد ثلاث سنوات. إذ في سنة 2015 أعلن رسميا خبر انفصال المالح عن شارلوت، سليلة الأسرة الحاكمة في موناكو، ومغادرتها رفقة ابنها لشقة كاد في باريس، لكي تعود إلى العيش هناك مع أسرتها.
ومن بين ما نقلته الصحافة الفرنسية، أن المالح تعرض لضغوط كبيرة من الأسرة الأميرية، لكي تمنعه من إتمام طقوس ختان ابنه، هذا الخبر قسم الفرنسيين إلى فئتين، الأولى تعاطفت مع المالح بشأن تقاليد الديانة اليهودية، وأحقيته في ختان ابنه، بينما فئة أخرى اعتبرت كاد المالح “رجعيا” في اختياراته.
عانى المالح كثيرا خلال فترة زواجه من انتشار الإشاعات، وكانت معاناته تزداد خلال تنقلاته لإحياء الحفلات الساخرة التي كانت تحقق رقم إيرادات خيالي، إذ في الفترة التي كان فيها في قمة مجده الفني، وكانت كبريات شركات الإنتاج تتنافس للفوز بحقوق بث وتسجيل عروضه الساخرة في أرقى المسارح حول العالم، كانت صحافة “البابارازي” تنال منه وتنشر صورا خاصة له، خصوصا عند ارتياده المطاعم محاولا عدم إثارة الانتباه، ولم يعد ممكنا له ولأسرته الصغيرة قبل الطلاق، أن يعيشوا حياتهم الخاصة كما كانوا في السابق. هذا الضغط ساهم أيضا في التعجيل بنهاية زواجه، الذي كان لوحده حدثا هاما جدا في فرنسا، فاق في قوة وكثافة تغطيته الانتخابات الرئاسية.
حين يسأله الصحافيون عن رفيقته ووالدة ابنه، رافاييل، كشف كاد بإيجاز عن انتهاء علاقته بشارلوت كازيراغي، مؤكدا أنه أصبح عازبا منذ فترة، وذلك بعدما تركته رفيقته.
في نفس الوقت يبدو أن رفيقة المالح السابقة مشغولة بعلاقة جديدة تجمعها بالسيناريست الإيطالي لامبيرطو سانفيليس، وهي العلاقة التي لم تسع لإخفائها عن وسائل الإعلام، حيث تقضي كثيرا من الوقت في التجول مع رفيقها الجديد غير مهتمين بالمصورين الذين يوثقون لحظاتهما تلك.
وكان گاد المالح وشارلوت كازيراغي قد ارتبطا بعلاقة شغلت وسائل الإعلام منذ سنة 2011، وقد أثمرت عن طفل “رافاييل” وضعته كازيراغي في دجنبر من سنة 2013، وكان كل شيء يبدو بخير بين الثنائي إلى أن فوجئ الجميع بانفصالهما بعد ثلاث سنوات من الارتباط.
صفية الجزائرية.. حفيدة العلامة عبد القادر الجزائري في عصمة عائلة الخطابي
رأت صفية الحسني الجزائري النور في 27 أبريل سنة 1935 في دمشق، وهي تنحدر من أصول جزائرية فجدها هو العلامة عبد القادر الجزائري أحد رموز الجارة الشرقية الجزائر، وهو دفين العاصمة السورية. صفية هي زوجة الدبلوماسي رشيد الخطابي ابن شقيق الأمير بن عبد الكريم، ثم زوجة ابن الخطابي بعد ذلك إدريس.
تعرفت على رشيد الخطابي نجل محمد الخطابي زعيم الريف، حين حل بدمشق من أجل إتمام دراسته العليا في الكلية الحربية للعاصمة السورية، وشاءت الصدف أن يقطن الشاب الريفي شقة لا تبعد كثيرا عن الشقة التي تقطنها عائلة الجزائري.
ولد رشيد في المنفى سنة 1926 وتحديدا بجزيرة لاريونيون الواقعة تحت النفوذ الفرنسي، وهو الرابع من الذكور والخامس بعد أخته طيموش، وجميع من عرفه سواء داخل البيت الخطابي أو خارجه يقر بشبهه الشديد بوالده.
تبادل الشاب المغربي نظرات الإعجاب مع صفية، وقرر الارتباط بها، بوساطة من أحد أفراد عائلتها وتمت الخطبة سنة 1953 وبعد سنة أقيم حفل الزفاف، وشاءت الأقدار أن يعود إلى دمشق ليس كطالب في الكلية الحربية بل سفيرا للمغرب لدى مصر وسوريا بحكم الوحدة التي كانت تجمع البلدين، وكان الملك الراحل محمد الخامس هو من اختار ابن محمد الخطابي لهذا المنصب بالنظر لشبكة العلاقات التي كوتها في دمشق، مما حكم عليه بالتنقل بين مصر وسوريا بانتظام.
نالت صفية صفة زوجة ابن المناضل ومحرر الريف، محمد الخطابي الذي أصبح صهرها، قبل أن ينال زوجها صفة ديبلوماسي، وتصبح مقربة من القصر سيما بعد أن نسج محمد الخامس علاقة مودة مع عائلتها حين زار دمشق. لكن مباشرة بعد الحصول على الاستقلال مرت علاقة آل الخطابي ببعض المطبات خاصة في علاقتها بالقصر، وتحديدا بولي العهد حينها الأمير مولاي الحسن، لكن هذا الخلاف لم يمنع القصر من تعيين زوج صفية سفيرا في أكثر من بلد. لكن المرض استبد بالزوج ولم يمهله طويلا ليموت بعد طول معاناة مع المرض في مستشفى ابن سينا بالرباط.
تقول صفية، إن إدريس نجل الخطابي اقترح عليها الزواج ففي سنة 1970 “اقترح علي إدريس أمرين اثنين: الأول أن يتزوجني على سنة الله ورسوله، والثاني أن يتكفل بي وبحماتي وأبنائي في حال ما إذا رفضت طلب الزواج به. كان ذلك تصرفا نبيلا منه. حينها استشرت والدي، فوافق على زواجي به”.
لكن الزواج لم يستمر سوى تسع سنوات، ففي صيف سنة 1979 تلقت صفية خبر وفاة زوجها على إثر حادثة سير.
منح الملك الراحل الحسن الثاني لصفية الجنسية المغربية، ولما توفي رشيد وإدريس استفادت أيضا من معاش استثنائي.
الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي يفتخر بمصاهرة مغربية تونسية
قضى والد الرئيس التونسي السابق، منصف المرزوقي، فترة هامة من حياة النفي في مدينة طنجة، وفي المدينة ذاتها سيقضي ابنه الذي سيصبح رئيسا لتونس فترات التحصيل ما بين 1961 و1964، حين التحق بوالده محمد البدوي المرزوقي، المعارض للرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، والذي فضل النفي الطوعي هروبا من بطش الحبيب إلى أن توفي في مراكش سنة 1988، وكان هروبه ناتجا عن فوز التيار البورقيبي، حسب شهادة منصف المرزوقي، الذي يتحدث في مذكراته عن علاقته الوجدانية بمدينة بالمغرب، ويقول: “عشت مع أسرتي المهاجرة في مدينة طنجة في جو جديد من اليسر المادي والأمان النفسي، وطيلة هذه السنوات تعلمت حب المغرب والمغاربة. فقد استضاف البلد أبي المضطهد وفتح لعائلتي المشردة أبوابه الواسعة فغرفنا من كرمه ومن حسن وفادته. وهو إلى يوم يبعثون بلدي الثاني وهو البلد الأول لإخوتي الذين ولدوا من أم مغربية وعاشوا فيه دون انقطاع”.
حصلت مصاهرة مغربية تونسية حين تزوجت نادية شقيقة منصف بعبد الواحد المغربي الذي عمل طويلا في أسلاك الحومة وأنجبا مهندسة تدعى سارة والطبيب إسماعيل الذي اختار دراسة الطب في جامعة المنستير بتونس. “لقد تجمعت فينا دماء التونسيين والمغاربة ودماء العرب والأمازيغ” يضيف منصف المرزوقي.
كلما حل بالمغرب يصر المرزوقي على صلة الرحم مع جزء من عائلته التي تعيش في المغرب، إضافة إلى زيارة قبر والده المدفون بمقبرة في “باب دكالة” بمراكش.





