تطوان: حسن الخضراوي
بعد زوبعة اختلالات صفقات عمومية بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، والتحقيقات التي باشرتها النيابة العامة المختصة في الموضوع، طفت على السطح مجددا ملفات اختلالات صفقة قيمتها الملايين تمت بين المندوبية الجهوية لوزارة الصحة، ومجلس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، وذلك خلال تولي إلياس العماري مسؤولية تسيير الشأن العام الجهوي، حيث رفض العماري آنذاك تحميله مسؤولية الاختلالات لأن مجلس الجهة لا يفقه في المعايير التقنية.
وحسب مصادر «الأخبار»، فإن صفقة جهة طنجة – تطوان – الحسيمة المذكورة، تتعلق بتجهيز مستشفيات الشمال بمعدات وتجهيزات بمبالغ ضخمة، حيث تم رصد شبهات اختلالات وتجاوزات، وانتهى الملف بتحقيقات في مدى احترام معايير الجودة، ولجان تفتيش زارت المؤسسات الاستشفائية العمومية المعنية، وأعدت تقارير مفصلة حول الموضوع، حيث سبق واختار مجلس جهة الشمال الصمت على القضية طيلة مدة تحمل إلياس العماري المسؤولية، وتسليم المنصب بعده لفاطمة الحساني عن حزب الأصالة والمعاصرة آنذاك، وقد تواصل الحديث عن أن المعايير والجودة من مهام المصالح المختصة بوزارة الصحة، وأن المجلس اكتفى بالمصادقة على التمويل.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن العديد من الأصوات التي تهتم بتتبع الشأن العام الجهوي بالشمال، طالبت بالكشف عن نتائج التحقيقات الإدارية في شبهات اختلالات صفقة تجهيز مستشفيات الشمال، وذلك بعد تحقيقات ماراثونية من قبل لجان مختصة، فضلا عن مراجعة جودة المعدات التي تم استيرادها، والتدقيق في الإجراءات المتبعة للتسليم، وكذا حيثيات الجدل الخاص بربط المسؤولية بالمحاسبة بخصوص المعايير المطلوبة.
وأضافت المصادر نفسها أن الملف المذكور، شهد متابعة إعلامية واسعة، استمرت لشهور وتوافد لجان تفتيش على مستشفيات عمومية بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، حيث تم استفسار العديد من المسؤولين ورفع تقارير للدراسة واتخاذ القرارات المناسبة.
وكان مجلس الجهة قد أبرم اتفاقية مع وزارة الصحة تتعلق بتمويل برنامج تقوية البنية التقنية من أجل دعم أقسام المستعجلات بالمستشفيات التابعة لتراب جهة الشمال، حيث استفاد من هذه العملية مستشفى محمد الخامس بطنجة، ومستشفى أصيلة، ومستشفى سانية الرمل ومستشفى الأمراض النفسية بتطوان، ومستشفى محمد الخامس بالحسيمة، ومستشفى ترجيست، ومستشفى للامريم بالعرائش، ومستشفى القصر الكبير، ومستشفى محمد الخامس بشفشاون، كما تم تسليم تجهيزات لمستعجلات مستشفى محمد السادس بالمضيق، ومستشفى الحسن الثاني بالفنيدق، ومستشفى أبو القاسم الزهراوي بوزان، ومستشفى قصر المجاز بإقليم الفحص أنجرة.
