حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الدوليةالرئيسيةسياسية

نتنياهو يرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام

موجة جدل وانتقادات وسياسيون يعتبرون المبادرة مثيرة للسخرية

في خطوة أثارت اهتماماً واسعاً وتبايناً في الآراء، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بترشيح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام. وهي الجائزة المرموقة التي تُمنح سنوياً للشخصيات أو المؤسسات التي تساهم، بشكل بارز، في تعزيز السلام العالمي. هذا الترشيح جاء في وقت يواجه فيه ترامب جدلاً واسعاً بشأن سياساته ودوره في عدة ملفات إقليمية ودولية، ما جعل من المبادرة موضوع نقاش محتدم بين مؤيدين ومعارضين.

إعداد: سهيلة التاور

 

 

 

في خطوة أثارت كثيراً من التفاعل والانتقاد، قدّم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترشيح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، وهي الجائزة التي تُمنح سنوياً لأبرز شخصية أو جهة ساهمت في تعزيز “السلام بين الشعوب”.

ونشر نتنياهو نصّ ترشيحه على الأنترنيت، معتبراً أن ترامب جسّد “إخلاصاً نادراً وجهوداً متميزة في ترسيخ الأمن والاستقرار والسلم العالمي”.

ويأتي هذا الترشيح في وقت يحاول فيه ترامب لعب دور الوسيط في جهود وقف التصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. وكانت باكستان قد أعلنت في يونيو الماضي نيتها تقديم ترامب للجائزة تقديراً لما وصفته بـ”مساعيه في حل النزاع الهندي الباكستاني”.

غير أن هذه المبادرة لم تمر دون انتقادات، إذ اعتبر رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلت أن نتنياهو “يغازل” ترامب، وذلك في تعليق نشره عبر منصة “إكس”. كما وصف الممثل الأوروبي السابق للسياسة الخارجية جوزيب بوريل، نتنياهو، بـ”مجرم حرب”، في هجوم مباشر على خلفية الترشيح.

وفي حال فاز ترامب بالجائزة، فسيكون بذلك خامس رئيس أمريكي يتوّج بها بعد كل من تيودور روزفلت، وودرو ويلسون، وجيمي كارتر، وباراك أوباما.

 

اعتبارات ترامب

منذ ولايته الأولى، دأب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التلويح بأحقيته في نيل جائزة نوبل للسلام، مستندا في ذلك إلى ما يعتبره إنجازات كبرى في السياسات الدولية، بينها اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية، ومقاربته لما يسميه “السلام عبر القوة”.

وعاد الحديث عن الجائزة مؤخرا، بعدما أعلنت الحكومة الباكستانية ترشيحه لنيلها على خلفية “جهوده لاحتواء التصعيد بين إسلام آباد ونيودلهي”، وهو ما تبعه ترشيح آخر من عضو جمهوري في مجلس النواب الأمريكي.

ويأتي ذلك في وقت نفّذت فيه إدارة ترامب الثانية ضربات غير مسبوقة على منشآت نووية إيرانية، وواصلت تقديم دعم غير مشروط لإسرائيل في حربها على غزة. وما هو ما يثير تساؤلات حول مدى انسجام سياساته مع المعايير الأخلاقية والإنسانية التي تُبنى عليها عادة قرارات لجنة نوبل.

 

تناقض في التصور

في الوقت الذي يدافع فيه مؤيدو دونالد ترامب عن أحقيته بجائزة نوبل للسلام، مستندين إلى ما يصفونه بـ”نتائج ملموسة”، سيما بعد تدخله الأخير الذي ساهم في إنهاء تصعيد حاد بين إيران وإسرائيل، يرى بعض أعضاء الحزب الجمهوري أن هذا النوع من التكريم لا ينسجم مع الشخصية التي يقدّمها ترامب عن نفسه أو الصورة التي يعمل على ترسيخها في الرأي العام.

ويستبعد النائب الجمهوري السابق توماس غاريث، الذي كان يعمل ضمن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، أيّ احتمال بأن يُمنح ترامب جائزة نوبل “لأن هناك فجوة قيم حقيقية بينه وبين الجهة التي تختار الفائزين”.

ويشيد غاريث، في حديث خاص للجزيرة نت، بما اعتبره “تحركا مذهلا” من ترامب، أوقف من خلاله اندلاع حرب إقليمية مفتوحة، قائلا “العالم الآن أكثر أمانا مما كان عليه قبل شهر فقط، لو سألتني قبل أسبوعين فقط لقلت إننا على شفا كارثة”.

ويفصّل في 3 ملفات قد تشكّل برأيه من الناحية النظرية مبررات حقيقية لترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام: الملف الأول: يستند على ما وصفه باحتواء خطر الانزلاق إلى مواجهة نووية بين باكستان والهند، معتبرا أن التهدئة التي تمّت في حينها لا تحظى بالتقدير الكافي.

والملف الثاني: يشير إلى اتفاقيات أبراهام التي وُقّعت في الولاية الأولى لترامب، ويرى أنها تجاوزت ما حققه أي رئيس أمريكي خلال 50 عاما.

أما الملف الثالث: يتمثل في إدارة التصعيد الأخير مع إيران الذي يرى فيه “إنجازا نادرا” في القدرة على إيقاف الحرب في لحظة حرجة.

 

صورة مزدوجة

رغم اعترافه بما يصفه بأنه نجاح غير متوقع حققه ترامب على الصعيد الدبلوماسي، خاصة في ما يتعلق بالملف الإيراني وقضايا أخرى، يؤكد النائب الجمهوري السابق أنه لا يُحسب على التيار “الترامبي” المتشدد. ويصف علاقته بالرئيس الأمريكي بأنها تراوحت بين التقارب والاختلاف، مشيراً إلى أنه لا يشارك أولئك الذين يرفعونه إلى مصاف القداسة، كما لا يوافق من يرفضونه رفضاً قاطعاً دون تمييز.

ويرى غاريث أن ترامب يستفيد من ادّعاء الاستحقاق أكثر من الفوز نفسه، ويوضح أن الجائزة بحد ذاتها لا تخدم الصورة التي يحرص ترامب على ترسيخها لدى قاعدة أنصاره، فهو “لا يسعى للاعتراف المؤسسي بقدر ما يستثمر في كونه ضحية مرفوضة من المؤسسة”، وهي -وفقا له- فكرة مركزية في “البراند” (العلامة) السياسية الخاصة به.

ووفقا له، يعرف ترامب أن الجائزة لن تُمنح له، ويستمتع بترويج هذه المفارقة، و”هو يحب أن يردد: أنا أستحق الجائزة لكنهم لن يمنحوها لي، وحتى لو حصلت معجزة وفاز بها، فإن ذلك قد يفقده جزءا من صورته أمام قاعدته لأنها قائمة على الصدام مع المؤسسة، لا الاعتراف بها”.

وفي المقابل، يرى معارضو ترامب أن مجرد الحديث عن جائزة نوبل في سياق سجله السياسي يمثل مفارقة أخلاقية كبيرة. فخلال ولايتيه الأولى والثانية، يواجه انتقادات حادة بسبب قراراته المتعلقة بمنع مواطني دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة، وتصريحاته التي توصف بـ”التحريضية” ضد المهاجرين، فضلا عن انحيازه ودعمه المطلق لإسرائيل في حرب غزة.

 

 

مفارقة مثيرة

اعتبر صلاح الدين مقصود، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) في ولاية نيوجيرسي، أن محاولة ترامب للحصول على جائزة نوبل للسلام “أشبه بالنكتة”. وصرّح بأن “سلوك الرئيس السابق ومواقفه تتنافى تمامًا مع المبادئ التي تمثلها جائزة نوبل تقليديًا”.

ويرى مقصود أن أي مرشح يجب أن يُظهر التزاما حقيقيا بالقيم الإنسانية ليُعتبر جديرا بهذا النوع من التقدير، مضيفا أن “الرئيس ترامب -لأسباب كثيرة- أقرب لأن يكون نكتة من أن يكون مرشحا جديا لهذه الجائزة المرموقة”.

ومنذ إنشائها عام 1901، تحتفظ لجنة نوبل النرويجية بالجائزة لمن يسهمون بجهود استثنائية في تسوية النزاعات وإحلال السلام. وقد فاز بها 4 رؤساء أمريكيين: ثيودور روزفلت عام 1906 لدوره في إنهاء الحرب اليابانية الروسية، وودرو ويلسون عام 1919 لمبادرته في تأسيس عصبة الأمم، جيمي كارتر عام 2002 تقديرا لجهوده في تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان. وباراك أوباما عام 2009، بعد أقل من 9 أشهر على توليه الرئاسة تقديرا لما وصفته اللجنة بـ”تعزيز الدبلوماسية الدولية”، وقد أثار القرار نقاشا واسعا آنذاك داخل الولايات المتحدة وخارجها، كما أثار سخرية ترامب الذي علّق في أكثر من مناسبة قائلا “حتى أوباما لا يعرف لماذا مُنح الجائزة”.

 

آلية الجائزة: من يحق له الفوز؟

بحسب وصية الصناعي السويدي ألفريد نوبل، مخترع الديناميت ومؤسس الجائزة، تُمنح نوبل للسلام لمن يحقق مساهمة متميزة في “تعزيز العلاقات السلمية بين الدول، وتقليص الجيوش، أو دعم مؤسسات تعزز السلام”. وتشمل قائمة المؤهلين جميع الأفراد والمؤسسات النشطة ما داموا على قيد الحياة.

ويشير يورغن واتن فريدنيس، رئيس لجنة نوبل للسلام، إلى أن الجائزة يمكن أن تذهب نظرياً لأي شخص في العالم، وأن تاريخ الجائزة يثبت تنوع خلفيات الفائزين، من مختلف القارات والمجتمعات.

وتعلن نتائج الجائزة عادة في أكتوبر، فيما تُغلق أبواب الترشيحات في يناير الثاني الذي يسبقه، ما يعني أن ترشيح نتنياهو لن يُدرج ضمن قائمة هذا العام.

 

من يملك صلاحية الترشيح؟

 

الترشيحات متاحة لآلاف الأشخاص، من بينهم رؤساء دول، وبرلمانيون، وأساتذة جامعيون في تخصصات مثل القانون والفلسفة والعلوم السياسية، إضافة إلى الحاصلين السابقين على الجائزة. في المقابل، لا يمكن للأشخاص ترشيح أنفسهم.

وتظل لائحة المرشحين محاطة بالسرية لمدة خمسين عاماً، وإن كان بإمكان من قدّموا الترشيحات الإعلان عنها علناً من تلقاء أنفسهم.

 

كيف يتم اختيار الفائز؟

اللجنة المسؤولة عن الاختيار مؤلفة من خمسة أعضاء يُعيّنون من قبل البرلمان النرويجي. وغالباً ما يكون هؤلاء من الشخصيات السياسية السابقة، رغم أن ذلك ليس شرطاً دائماً. وتترأس اللجنة حالياً شخصية بارزة في منظمة “بن إنترناشيونال”، التي تُعنى بحرية التعبير.

الترشيحات تُناقش في أول اجتماع للجنة في فبراير، حيث يمكن للأعضاء أيضاً اقتراح أسماء جديدة. ثم تبدأ مرحلة التصفيات واختيار قائمة مختصرة، قبل أن تُعرض على خبراء ومستشارين لتقييم المرشحين بشكل معمّق. وفي النهاية، تتخذ اللجنة قرارها عادة بالإجماع، أو عبر التصويت بالأغلبية.

 

هل الجائزة محايدة؟

على مدار تاريخها، لم تسلم الجائزة من الجدل السياسي، إذ غالباً ما يُنظر إليها كأداة لإرسال رسائل دولية. وقد أثار منحها لباراك أوباما، بعد شهور قليلة فقط من توليه الرئاسة، جدلاً واسعاً. كما قوبل قرار منحها في عام 1973 لهنري كيسنجر والسياسي الفيتنامي لي دوك ثو باحتجاج من داخل اللجنة نفسها، ما أدى إلى استقالة عضوين منها. وكذلك الحال في عام 1994، حين تقاسم ياسر عرفات الجائزة مع إسحاق رابين وشمعون بيريز، ما دفع عضواً آخر للاستقالة.

 

موعد الإعلان والتكريم

إلى جانب الميدالية والدبلوم الرسمي، يحصل الفائز على مبلغ قدره 11 مليون كرونة سويدية، أي نحو 1.1 مليون دولار أمريكي، بالإضافة إلى اهتمام عالمي واسع.

وسيُعلن عن الفائز بجائزة نوبل للسلام لهذا العام في 10 أكتوبر، من مقر معهد نوبل في العاصمة النرويجية أوسلو. أما حفل تسليم الجائزة، فسيُقام كما جرت العادة في 10 دجنبر، تزامناً مع ذكرى وفاة ألفريد نوبل.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى