
ولد سعد الدين العثماني يوم 16 يناير 1956، بمدينة إنزكان، حيث تابع دراسته الابتدائية والثانوية، إلى أن حصل على البكالوريا بثانوية عبد الله بن ياسين بإنزكان سنة 1976، وعلى الإجازة في الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة بأيت ملول، وحاز شهادة الدراسات العليا في الفقه وأصوله سنة 1987 بدار الحديث الحسنية بالرباط، ودبلوم الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط (1999). كما نال الدكتوراه في الطب العام، بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء سنة 1986، ودبلوم التخصص في الطب النفسي بالمركز الجامعي للطب النفسي بالدار البيضاء (1994)، وعمل طبيبا نفسانيا بمستشفى الأمراض النفسية بمدينة برشيد ما بين سنتي 1994 و1997.
الطبيب النفسي الذي أصبح رئيسا للحكومة
تميزت مسيرة سعد الدين العثماني بالعديد من الأنشطة العلمية والثقافية، فقد تولى مهام عضو المكتب التنفيذي لجمعية العلماء بدار الحديث الحسنية منذ 1989، وعضو مؤسس في الجمعية المغربية لتاريخ الطب النفسي، وعضو مؤسس بالجماعة الإسلامية وعضو مكتبها الوطني، وعضو المكتب التنفيذي لحركة الإصلاح والتجديد، وعضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح.
أصبح مديرا لمجلة «الفرقان» الثقافية الإسلامية، ومحرر صفحة الصحة النفسية بجريدة «الراية»، ثم جريدة «التجديد»، ومستشار صفحة «مشاكل وحلول» لموقع «إسلام أو لاين».
تقلد العثماني عددا من المسؤوليات، وتولى منصب نائب رئيس مجلس النواب وانتخب عضوا بالمجلس لعدة ولايات، وانتخب رئيسا للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، وكان عضوا بالمؤتمر العام للأحزاب العربية، وشغل منصب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بين 2004-2008، ثم عاد إلى المنصب بعد ترؤسه للحكومة سنة 2017. كما تقلد منصب وزير الشؤون الخارجية والتعاون بحكومة بنكيران بين 2012-2013.
ونشر العثماني العديد من المؤلفات: «في الفقه الدعوي.. مساهمة في التأصيل»، و«في فقه الحوار»، و«فقه المشاركة السياسية عند شيخ الإسلام ابن تيمية»، و«قضية المرأة ونفسية الاستبداد»، و«طلاق الخلع واشتراط موافقة الزوج»، و«تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم بالإمامة.. الدلالات المنهجية والتشريعية»، و«الطب العام بالمغرب».
كما كتب العديد من المقالات في مجلات مغربية وعربية وفرنسية، سيما في المحاور المرتبطة بـ«الفقه السياسي والفقه الدعوي» و«الصحة النفسية».
مصاهرة بين سوس وآيت عتاب
ارتبط سعد الدين العثماني برفيقة دربه حليمة صغور، وهي ربة بيت تعهدت بتربية أبنائها الثلاثة (ابن وبنتان). وتنحدر حليمة من إقليم أزيلال، وتحديدا من آيت عتاب، كان والدها قد هاجر المنطقة مبكرا ليستقر في الدار البيضاء.
رافقت زوجها في جميع محطاته من إنزكان إلى الدار البيضاء وبرشيد والرباط، وكانت رفيقة دربه وهو طبيب وسياسي ودعوي.
ظلت حليمة، زوجة سعد الدين، مقلة في ظهورها الإعلامي إلى أن تولى زوجها مهمة وزير الخارجية، حيث كشفت عن مرافقتها لسعد الدين في سفرياته خارج أرض الوطن، ومشاركتها إياه في مهامه الدبلوماسية بعقدها للقاءات مع زوجات وزراء خارجية عدد من الدول الصديقة والشقيقة، كما تفرض عليها أحيانا أعراف الدبلوماسية.
في أول خروج دبلوماسي لها رفقة زوجها، في مهمة رسمية خارج المغرب، ظهرت حليمة صغور، في عشاء رسمي، بعاصمة كوريا الجنوبية سيول، ونقلت وكالة الأنباء الكورية «يونهاب نيوز» صورة حليمة رفقة سعد الدين، إلى جانب الوزير الأول الكوري لي ناك يون وحرمه، قبيل توجههم إلى مأدبة العشاء الرسمية التي دعا إليها الزعيم الكوري نظيره المغربي.
قالت حليمة صغور إن زوجها سعد الدين ليس من أولئك الأزواج الذين لا يساعدون زوجاتهم في البيت، وأكدت في برنامج بث على القناة الأمازيغية أن السياسة تشغل فضاء المنزل، وأن هذا الأمر لا يزعجها، بل إنه ضرورة لمشاركة زوجها في السياسة بمفهومها العام.
وأكدت ابنتا العثماني خولة ومروة أن العثماني دائما قريبا منهما، وهذا ما أكدته بشكل حاسم خولة باعتبارها البنت البكر، وهي التي كانت تتدبر شغلها دون وساطة من والدها، حيث كانت تبحث عن عمل في سوق الشغل، حين كان والدها وزيرا، بل إنها عاشت فترة من العطالة.
وبالعودة إلى حليمة الزوجة، فقد أكدت أنها تنتمي إلى أمازيغ الأطلس، وبالضبط آيت عتاب إقليم أزيلال، وأنها لم تكن تتكلم الأمازيغية، في الوقت الذي ينحدر فيه العثماني من منطقة سوس، وكان يحب ويجيد الأمازيغية منذ الصغر، لكن هذا الانتماء المختلف وإن بشكل طفيف لم يكن له تأثير على الأسرة، على حد قول الزوجة.
نجل رئيس الحكومة خارج محيط السياسة
خلافا لوالده، فضل نجم الدين العثماني التخصص في دراسة المعلوميات، فبعد حصوله على شهادة البكالوريا، فضل الولد استكمال تعليمه في هذه الشعبة بتركيا بعيدا عن الأضواء، رافضا الخرجات الإعلامية التي تدخله دائرة الشهرة.
وحرص نجم الدين على أن يضع مسافة بينه وبين تخصصات والده الطبية أو الفقهية أو السياسية، وقال مقربون منه إن الفتى كان يخفي في كثير من الأحيان انتماءه لأسرة الوزير العثماني.
كان نجم الدين يراهن على الاستقلالية في تدبير حياته، وكان يفضل الاشتغال بعيدا عن دوائر السياسة والحزب، مع الإصرار على بناء حياة خاصة محصنة ضد الاختراق الإعلامي.
لكن ابن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني سيتحول، في منتصف شهر غشت 2019، إلى مادة إعلامية دسمة، حين حل أفراد عائلته بمدينة طنجة من أجل حضور حفل زفافه على الآنسة عفراء ططري، ابنة مالك شركة للنسيج سابق من أصل سوري. حرصت عائلتا ططري والعثماني على ألا يتجاوز حفل الزفاف حدوده من حيث البذخ، فجاء بسيطا بساطة العائلتين.
نجم الدين يطلب القرب من عائلة شامية
سكان مدينة طنجة الأقدمون يعرفون عائلة الططري الحلبية، وهي عائلة سورية استقرت بالمدينة منذ ما يزيد على نصف قرن، شيدت مسجدا بتصميم شامي وقدمته كهدية رمزية إلى المملكة المغربية، بعد مشاركة بطولية للقوات المسلحة المغربية في جبهة الجولان السورية في عام 1973، وتمتينا لأواصر الأخوة بين الشعبين المغربي والسوري. وكان المهندس الذي وضع تصميمه هنغاري الجنسية مقيما بدوره في طنجة، منذ أن كانت تحت الوصاية الدولية.
استمد مسجد السوريين تسميته من الحي الذي يوجد فيه وسط المدينة، وأيضا من جنسية العائلتين اللتين أشرفتا وتكفلتا ببنائه وتشييده، يتعلق الأمر بكل من عائلة ططري الحلبي وترجمان الدمشقي، المقيمتين بمدينة طنجة، منذ عقود طويلة. ستأخذ العائلتان على عاتقهما، مبادرة تشييد هذا المسجد ليظل منذ تلك الفترة، معلمة إيمانية تشع روحانية يزداد فيح عبيرها.
رسخت عائلة ططري السورية جذورها في المغرب بعد أن أصبحت ترتبط بآصرة المصاهرة مع رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، حين ارتبط نجله نجم الدين بعفراء، سليلة عائلة ططري التي تقيم منذ عقود طويلة بطنجة، وتستثمر في عدة مشاريع في المغرب، وحصلت على الجنسية المغربية بقرار من الملك الحسن الثاني.
قصة هجرة ططري إلى المغرب ترجع إلى عام 1964، حين أصدر رئيس الجمهورية السورية مرسوما يقضي بتأمين عدة شركات، منها شركة الحاج أحمد ططري وأولاده. سافر ططري إثر ذلك إلى المغرب، وخسرته سوريا التي كان سيساهم في نهضتها الصناعية، وافتتح أكبر مصانع النسيج في طنجة في المغرب، مثل مصنع تيسمار ومصنع تاريمكس وغيرهما، وبات واحدا من أثرياء المغرب.





