النعمان اليعلاوي
عرفت جماعة أولاد يوسف بإقليم بني ملال، مساء الجمعة الماضي، تطوراً خطيراً في واقعة اعتصام شخص أربعيني فوق خزان ماء مرتفع، وذلك بعد أكثر من أسبوعين من تمسكه بالبقاء في الأعلى احتجاجاً على أوضاعه، حيث أقدم المعني بالأمر على دفع عنصر من الوقاية المدنية من علو شاهق، خلال تدخل إنساني لتقديم المساعدة.
ووفق معطيات رسمية، فقد تم نقل عنصر الوقاية المدنية المصاب على وجه السرعة إلى المستشفى، حيث خضع لتدخلات طبية مستعجلة، ووفق معطيات حصلت عليها “الأخبار”، فقد خرج عنصر الوقاية المدنية المصاب من قسم العناية المركزة، وهو في وضعية صحية مستقرة، ويتماثل للشفاء بعد تلقيه العلاج اللازم بالمركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال. واستدعت الواقعة استنفاراً واسعاً من قبل مختلف المصالح، إذ حلت بعين المكان تعزيزات من عناصر الدرك الملكي والسلطة المحلية والقوات المساعدة، في محاولة لتطويق الوضع وتفادي أي تطورات تهدد السلامة العامة.
وكان المعني بالأمر قد دخل في اعتصام مفتوح فوق الخزان المائي منذ أكثر من أسبوعين، ورفض خلال هذه الفترة جميع محاولات الحوار والوساطة التي قادها ممثلو السلطات المحلية، وأفراد من عائلته، وممثلون عن اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان. كما سجلت السلطات سلوكاً عدائياً منه تجاه المتدخلين، إلى جانب مؤشرات ترجّح معاناته من اضطرابات نفسية.
وفي ليلة الجمعة، أوهم المعتصم عناصر الوقاية المدنية بتعرضه لوعكة صحية، ما دفع عنصرين منهم للصعود بهدف تقديم الإسعافات، إلا أنه أقدم على احتجاز أحدهما وتعريضه للعنف بواسطة آلة حادة، قبل أن يقوم بدفعه من أعلى الخزان، مما أدى إلى إصابته بكسور خطيرة.
وبعد الحادث، تدخلت عناصر الدرك الملكي في محاولة لإنهاء الاعتصام، غير أن المعني بالأمر أبدى مقاومة عنيفة، مستعملاً أدوات راضة وحادة، إلى أن قام في الأخير بإلقاء نفسه من أعلى الخزان، رغم وضع حاجز مطاطي لتخفيف الصدمة أسفل البرج، وقد تم نقله هو الآخر إلى المستشفى الجهوي ببني ملال، حيث وُضع بقسم العناية المركزة في حالة حرجة، بينما فتحت مصالح الدرك الملكي بحثاً قضائياً تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات.
