شوف تشوف

الرئيسية

هكذا تكلف حوادث السير المغرب 2 بالمائة من ناتجه الداخلي الخام

آلاف الضحايا و115 مليارا من الخسائر وفشل وزاري رغم الميزانيات المرصودة

إعداد: النعمان اليعلاوي

تواصل حرب الطرق في المغرب حصد العديد من الأرواح والخسائر المالية التي يحصدها من حوادث السير، إذ تعد ضحايا حوادث الطرق المغربية بالآلاف، بينما تقدر الخسائر المادية لها سنويا بأكثر من 115 مليار سنتيم، حسب إحصائيات وتقارير دولية سابقة، والتي حددت خسائر المغرب من حرب الطرق في ما يعادل نسبة اثنين في المائة من إجمالي الناتج الداخلي الخام الوطني، وذلك على الرغم من أن حظيرة المغرب من العربات تبقى منخفضة في معدلها مقارنة بالدول الأخرى، حيث لا تتعدى ثلاثة ملايين عربة حسب أرقام سنة 2013.

لم تفلح السياسات الرسمية في قطاع النقل الذي يشرف عليه كاتب الدولة في النقل، نجيب بوليف، منذ 2013، في وقف نزيف الطرقات المغربية وتصنيف المغرب في لائحة البلدان الأخطر عالميا في حرب الطرق وانعدام السلامة الطرقية، خصوصا مع غياب استراتيجية واضحة المعالم للحد من حوادث السير داخل البلاد، بالاستثناء الاستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية، التي كشفت عنها الوزارة الوصية والتي حددت من بين أهدافها تقليص عدد ضحايا حوادث السير بنسبة 25 في المائة في أفق 2020، ولكي لا يتجاوز عدد ضحايا حوادث السير 2800 ضحية في أفق 2020 أي التقليص من عدد الضحايا بنسبة 25 في المائة على مدى خمس سنوات.
وتشهد الطرق المغربية حوادث سير مروعة تسفر عن سقوط آلاف القتلى والجرحى سنويا، بل إن الطرق المغربية باتت تشهد في السنوات الأخيرة حوادث سير مفجعة تزهق حياة العشرات بالجملة، لم تكن آخرها حادثة انقلاب حافلة للركاب في منطقة تيزي نتيشكا والتي أدت إلى مقتل 43 شخصا وأصيب 24 آخرون بجروح بالغة الخطورة، وهزت تلك الحادثة الرأي العام في السنة الأولى لتولي حزب العدالة والتنمية مقاليد السلطة، وفاجعة طانطان إثر احتراق حافلة للنقل، ووفاة 35 شخصًا جلهم من الأطفال في سنة 2015 .
 

حوادث السير.. الحرب الدامية
وبالعودة إلى الإحصائيات الرسمية حول حوادث السير خلال السنوات السبع الأخيرة، يتضح أن حرب الطرق مازالت ضروسا في المغرب، ففي سنة 2013 عرفت الحصيلة النهائية لحوادث السير الجسمانية 67.926 حادثة سير خلفت 3.832 قتلى، حسب الأرقام المعلنة في التقارير الرسمية للجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، والتي أشارت إلى أن سنة 2014، أي بعد سنة من تولي نجيب بوليف حقيبة النقل، شهدت أرقام حوادث السير ارتفاعا بنسبة 20,5 في المائة لينتقل عددها إلى 68.279 حادثة سير، في حين سجلت الأرقام في السنة ذاتها عدم نزول عدد قتلى حوادث السير عن عتبة ثلاثة آلاف قتيل وإن كانت قد عرفت انخفاضا طفيفا حيث بلغ 3.489 قتلى.
وبدورها لم تكن سنة 2015 استثناء في حصيلة حوادث السير، إذ عرفت الحصيلة النهائية لحوادث السير الجسمانية برسم سنة 2015، ارتفاعا بنسبة 14,24 في المائة وانتقلت من 68.279 حادثة سير إلى 78.003 ، كما عرفت الحوادث المميتة ارتفاعا بنسبة 11,39 في المائة، إذ انتقلت من 3.021 حادثا مميتا إلى 3.365 ، كما ارتفعت نسبة قتلى حوادث السير سنة 2015 بنسبة 8,23 في المائة وانتقلت من 3.489 قتلى إلى 3.776 ، كما شهدت سنة 2015 كذلك ارتفاعا بنسبة 4,54 في المائة في عدد المصابين بجروح بالغة الذي انتقل من 10.185 مصابين إلى 10.647 آخرين بجروح بالغة، ارتفاعا بنسبة 14,65 في المائة في عدد المصابين بجروح خفيفة الذي انتقل من91.057 مصابا إلى 104.395 مصابا بجروح خفيفة.

أرقام صادمة ..
لم تفلح الاستراتيجيات الرسمية في خفض الأرقام الصادمة حول حوادث السير في المغرب، فعلى الرغم من أن سنة 2016 التي كانت السنة الأولى لتنزيل الاستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية، شهدت انخفاضا طفيفا في نسبة الحوادث وانتقلت من 3.265 حوادث مميتة إلى3.021 حادثة مميتة، كما انخفاض بنسبة 12,51 في المائة عدد المصابين بجروح بالغة وانتقل عددهم من 11.641 مصابا إلى 10.185مصابا بجروح بالغة، إلى أن عدد المصابين بجروح خفيفة ارتفع بنسبة 0,73 في المائة، كما عرفت أشهر غشت وشتنبر من سنة 2016 تسجيل أكبر نسبة من القتلى مقارنة مع الأشهر الأخرى من السنة، حيث تم تسجيل 404 قتلى خلال شهر غشت أي حوالي 28,25 في المائة أكثر من المعدل الشهري للسنة، وتم تسجيل 408 قتلى خلال شهر شتنبر، أي حوالي 29,52 في المائة أكثر من المعدل الشهري للسنة. وسنة بعد تنزيل للاستراتيجية الوطنية للوقاية من حوادث السير عادت أرقام الحوادث للارتفاع، إذ عرفت الحصيلة الإحصائية لحوادث السير وضحاياها خلال الخمسة أشهر الأولى لسنة 2017، مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2016، باستثناء الانخفاض المسجل في عدد المصابين بجروح بالغة بنسبة 6,14 في المائة، ارتفاعات في عدد حوادث السير و في عدد القتلى و في عدد المصابين بجروح خفيفة، على التوالي بنسب 7,45 في المائة و1,27في المائة و9,25 في المائة، وسجلت أعداد حوادث السير ارتفاعات خلال الفترة من يناير- ماي 2017 ، تراوحت بين نسبة 5.83 في المائة خلال شهر يناير و17.95 في المائة خلال شهر ماي 2017.
87 قتيلا في غشت 2019
وتشير الأرقام الحديثة إلى مواصلة حوادث السير في المغرب منحى الارتفاع حيث لقي 19 شخصا مصرعهم، وأصيب 1691 آخرون بجروح، إصابات 69 منهم بالغة، في 1135 حادثة سير داخل المناطق الحضرية خلال الأسبوع الممتد من 19 إلى 25 غشت الجاري، ولقي 30 شخصا مصرعهم، وأصيب 1615 آخرون بجروح، إصابات 80 منهم بالغة، في 1115 حادثة سير داخل المناطق الحضرية خلال الأسبوع الممتد من 12 إلى 18 من نفس الشهر.
ولقي 16 شخصا مصرعهم، وأصيب 2096 آخرون بجروح، إصابات 87 منهم بالغة، في 1606 حادثة سير داخل المناطق الحضرية خلال الأسبوع الممتد من 5 إلى 11 غشت من نفس السنة، بينما لقي 22 شخصا مصرعهم، وأصيب 1987 آخرون بجروح، إصابات 80 منهم بالغة، في 1468 حادثة سير داخل المناطق الحضرية خلال الأسبوع الممتد من 29 يوليوز إلى 04 غشت الجاري، بما مجموعه 87 قتيلا في الفترة الممتدة من 29 يوليوز إلى 25 غشت، في 5324 حادثة سير قبل متم شهر غشت الجاري.

حرب المدن أكثر دموية
يعرف المجال الحضري سنويا تسجيل حوالي ثلاثة أرباع حوادث السير مقابل حوالي الربع منها داخل المجال القروي، وفي ما يخص عدد القتلى، حيث يتم خارج المجال الحضري تسجيل الثلثين من العدد الإجمالي للقتلى مقابل الثلث بالمجال الحضري، ويعزى هذا التفاوت بين المجالين أساسا إلى كون الحوادث المسجلة خارج المجال الحضري غالبا ما تكون مقرونة بالسرعة المفرطة وحالة الطرق مما يرفع من درجة خطورة الإصابات الجسمانية ويؤدي إلى الزيادة في عدد الضحايا، في الوقت الذي ترتبط الحوادث التي تقع داخل المجال الحضري بالمخالفات المرورية التي يرتكبها السائقون.
في السياق ذاته، يمثل المشاة والأطفال أكثر الفئات من ضحايا حوادث السير وفق ما كشفت عنه منظمة الصحة العالمية في تقريرها السنوي عن حالة الطرق، والذي أوضحت فيه أن حوادث المرور تعتبر القاتل الأول للأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و29 سنة، على صعيد العالم، وقالت المنظمة، إن الوفيات الناجمة عن هذه الحوادث تتفاوت أيضا حسب نوع مستخدم الطريق، فعلى الصعيد العالمي، يمثل المشاة وراكبو الدراجات الضحايا 26 في المائة من مجموع الوفيات الناجمة عن حوادث السير، فيما يصل هذا الرقم إلى 44 في المائة في إفريقيا، و36 في المائة في دول شرق البحر المتوسط.
الأرقام الرسمية في المغرب تشير إلى أن فئة مستعملي الدراجات الهوائية وذات محرك تمثل أعلى نسبة من ضحايا حوادث السير بنسبة 45.09 في المائة من عدد القتلى، متبوعة بفئة الراجلين بنسبة 37.55 في المائة من عدد القتلى، مما يجعل فئة عديمي الحماية تمثل 82.64 في المائة من مجموع عدد القتلى في الوسط الحضري خلال سنة 2016.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى