الرئيسيةن- النسوة

هكذا ينصح الخبراء لتجاوز آثار العلاقات الفاشلة

إعداد: سارة مصباح
سواء عشت علاقة عاطفية فاشلة كانت مدتها، 10 سنوات، 3 سنوات أو حتى سنة أو أقل من ذلك أو أكثر، فالأكيد أن الخروج من ذكريات هذه العلاقة وتفاصيلها لن يكون بالأمر اليسير، فمهما كانت مدة العلاقة قصيرة، فالأكيد لا تؤثر بقدر ما تؤثر الذكريات التي حملتها طيات الأيام التي شهدها، الأمر الذي يجعل العودة إلى نقطة الصفر في بعض الأحيان أمرا صعبا بالنسبة للكثير من الأشخاص. هنا نقدم من خلال هذه الصفحة بعض النصائح التي جمعناها من أشهر خبراء علم النفس، والتي من شأنها أن تجعل كل محبط من علاقة فاشلة يمضي قدما متفائلا بعد أن طوى خلفه ذكريات تجربة مريرة ستجعله مستقبلا أكثر قوة وصلابة وقادرا على مواجهة المشاكل بشجاعة وفراسة.

مهما بلغت شدة الألم بعد الفراق، ومهما كان الشعور عنيفا، يمكن التغلب على الأمر، وكل ما يجب القيام به هو أخذ استراحة وفترة نقاهة، لكن قبل أخذ هذا القسط من الراحة لا بد من التأكد من إنهاء العلاقة كليا، ومحو أي بصيص أمل في العودة، ويقدم كثير من المختصين عدة نصائح ينبغي العمل بها بعد اتخاذ قرار الطلاق أو الانفصال.
قضاء المزيد من الوقت رفقة الأصدقاء
محاولة قضاء الوقت مع الأصدقاء بعد الانفصال أو الطلاق هي أهم نصيحة يقدمها خبراء علم النفس، لكن يشترط في هؤلاء الأصدقاء ألا يكونوا متزوجين أو مرتبطين، وأن يكونوا عزابا أو عازبات، لأن المتعة برفقتهم تكون أكثر، كما أن المواضيع التي سيتم التحدث فيها معهم لن تكون لها علاقة بالأسرة، الأمر الذي سيسهل الخروج من العلاقة الفاشلة. كما أن للخروج برفقة هؤلاء الأصدقاء متعة خاصة، بحيث يستمتعون بحياة العزوبية بعيدا عن ضوضاء الحياة الزوجية، الأمر الذي يمنح طعما ممتعا وفريدا للحياة، بحيث يعيد لها حلاوتها. هذه الطريقة تمنح الشخص الخارج من علاقة زوجية فاشلة فرصة أكبر للتركيز على جوانب أخرى من حياته كصحته العقلية والبدنية، الأمر الذي سيتيح له الفرصة لتغيير أفكاره، وفتح صفحة جديدة من حياته، كما سيصبح أكثر تقديرا للوقت، بحيث سيلاحظ أن الوقت يمر بسرعة وأن عليه أن يستغله في ادخال البهجة والسرور على حياته بدلا من التفكير في تفاصيل تجربة فاشلة لن يعود عليه التفكير بها سوى بالألم والحزن.
إعطاء الوقت الكافي للنسيان
الوقت كفيل بمحو وعلاج كل الأحزان، عبارة لا يحب سماعها من خرج لتوه من علاقة فاشلة، إلا أنها عبارة في الصميم، عبارة تلخص ما مر وما سوف يمر بعد انتهاء العلاقة، لأن أكثر العلاجات فعالية في مثل هذه الحالة يكون إعطاء النفس الوقت الكافي للنسيان، فالشهور والأيام كفيلة بمحو ملامح علاقة فاشلة ومؤلمة، وبجعلها عبرة يستفاد منها مستقبلا. لا تضغط على نفسك أن لاحظت مع مرور الأيام دوام تعلقك بماضيك وبشريكك السابق، ولا تفقد اعصابك أن وجدت نفسك لازلت تفكر به، فهذا أمر طبيعي، فلطالما جمعت بينك وبينه احاسيس وذكريات لا يمكن نسيانها بين ليلة وضحاها، وهنا نعود لنقطة البداية لنتحدث عن أهمية الوقت في التخلص من العلاقات الفاشلة. لكن كخطوة جريئة منك نحو المستقبل حاول التخلص من أي ذكرى قد ترجعك للوراء، سواء كانت هدية أو صورة… وامسح كل البومات الصور التي جمعتك بشريكك سابقا على الهاتف، وحبذا لو قمت بسحبه من قائمة اصدقائك على المواقع الاجتماعية والتواصلية، فهذا التصرف لن يعبر ابدا عن ضعف شخصيتك كما تظن، بقدر ما سيعبر عن قوتك ورغبتك الكبيرة في الخروج من تفاصيل علاقة فاشلة لم تلحق بك سوى الأذى، ليس عليك سوى التحلي بالصبر وإعطاء الوقت الفرصة ليقوم بعمله.
الامتناع عن علاقة جديدة
نسبة كبيرة من الأشخاص يلجؤون للبحث عن علاقة جديدة أو شريك جديد ليعوض الفراغ الذي تركه الشريك السابق بعد الطلاق أو الانفصال، وكأن الجسم توقف فجأة عن تناول دواء أو مسكن تعود عليه لفترة، فبدأ يطالب صاحبه بإعطائه هذا الدواء مجددا، الأمر الذي يجعل الشخص الخارج من العلاقة يرغب بالعودة بالزمن للوراء، سلوك يفسره خبراء النفس على انه أمر جد طبيعي، فلسنوات عديدة اعتاد الشخص على وجود شريك بحياته يشعره بوجوده (رجولة أو انوثة)، ويقدم له الاهتمام و العطف والحنان، و بمجرد أن يصبح عازبا من جديد، فانه يشعر بنقص وفراغ كبيرين كما لو أنه كان مدمنا على لحظات الحنان وهي التي مثلناها سابقا في الدواء المسكن. لكن ومع ذلك على الشخص الخارج من علاقة زوجية فاشلة ألا يتعثر، فإذا وصلت علاقته لدرجة استدعت الانفصال، فالأكيد بأنها لم تكن مثالية لتستحق أن يشعر بالندم على انتهائها أو فقدانها.
معظم الأشخاص يرتكبون نفس الخطأ بعد الانفصال، يحاولون الدخول في أي علاقة وكأن هذه العلاقة ضماد للجروح التي يشعرون بها، وهذا ليس أبدا بالقرار الصواب، لأنه لن يزيد الطين إلا بلة، وان كنت في هذه الحالة فخبراء علم النفس ينصحونك مجددا بأخذ الوقت الكافي قبل الدخول في أي علاقة جديدة، فكر في الألم الذي شعرت به سابقا، وامنح قلبك الصفاء، وذهنك الصفاء والهناء اللذين يستحقانهما من خلال استراحة لن تعود عليك سوى بالمنفعة. وكن على يقين بانك خلال هذه الفترة التي تمر بها لست ابد مؤهلا لاتخاذ قرارات مصيرية جديدة تحدد من خلالها مسار جديدا لحياتك.
كن الغالب لا المغلوب
حتى وإن كنت أنت الضحية بعد انتهاء علاقة باءت بالفشل، خرجت منها وحيدا محطم القلب، ما عليك سوى أن تتخيل نهاية مختلفة تكون أنت فيها المنتصر وليس العكس. فحسب خبراء علم النفس فإن هذه الطريقة تجعلك حتى وإن وقع عليك الأذى تشعر بالقوة والراحة إلى حد كبير. فكر في المشاكل اليومية التي كنت تعيش تحت ظلها، وفكر في كونك أصبحت حرا طليقا صاحب قرار لن يفكر في تفاصيل اتخاذه أحد سواك، وبأنك لست مجبرا على اتباع تعليمات وأوامر شريكك مجددا.
حذار من التفكير بالانتقام
حتى وإن كنت أنت الضحية، وأنت الشخص الذي ترك وليس من أخذ قرار الانفصال أو الابتعاد، فلا تحاول التفكير في الانتقام بجعل شريكك السابق يشرب من نفس الكأس الذي شربت منه.
الأكيد أنك ستشعر برغبة في إيذاء من هجرك، لكن بالرغم من ذلك لا تسمح لهذه المشاعر السلبية بالسيطرة عليك حتى وإن ظننت بأنها ستشعرك بالراحة النفسية، فخبراء علم النفس يؤكدون على وجود خطوط حمراء لا ينبغي أن يتعداها المرء بعد انتهاء العلاقة، وأهمها عدم نشر الشائعات الكاذبة أو حرق ملابس الطرف الآخر كما يفعل البعض، بالإضافة إلى عدم وضع منشورات وتعليقات مسيئة على وسائل التواصل الاجتماعي حول الشريك أو المساس بعائلته أو إفشاء أسراره.
زيارة المعالج النفسي
ينصح الخبير النفسي الأمريكي غاي وينش من خرج من علاقة حب أو زواج بأن لا يقسو على نفسه، حتى وإن شعر بالانهزام والانكسار وضياع الكرامة، لأن هذه المشاعر لن تزيد الوضع إلا سوءا. ويضيف وينش أنه يفضل الاستعانة بخبير نفسي أو مستشار للعلاقات النفسية في مثل هذه الحالات من الأمور الضرورية للتمكن من الخروج من العلاقة الزوجية الفاشلة، فالتحدث إلى المعالج النفسي يساعد الشخص إلى حد كبير في التخلص من أحزانه، والتمكن من البدء بمرحلة جديدة بعيدا عن ذكريات العلاقة الفاشلة.
التفكير بالعودة لحب قديم
بعد الانتهاء من العلاقة الفاشلة، تنتاب الشخص رغبة كبيرة في التنقيب داخل ذكرياته القديمة والبحث عن حب قديم ليعوض به ما يشعر به من أسى اليوم، كمحاولة منه للتغلب على آثار الانفصال الحديث. هذا التصرف يحذر منه خبراء علم النفس بشدة،
وحسب راشيل سوسمان، المعالجة النفسية والخبيرة في العلاقات الأسرية فإن «الأمر يشبه الإدمان وانسحاب المخدر من الجسم. تشعر برغبة شديدة في التحدث مع حبيبك الأسبق في هذا الوقت».
وتفسر الأخصائية هذا التصرف على أنه رغبة من الشخص في العثور على دليل يثبت أن الحبيب أو الشريك السابق يعاني أيضا من مشكل الفراق أو الانفصال، وبالتالي بإمكانهما أن يساندا بعضهما البعض في هذه الحالة، وهو ما حذرت منه
الخبيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى