اقتصادالرئيسية

وزراء الفلاحة الأفارقة يلتئمون في بنكرير لبحث مستقبل القارة الزراعي

أخنوش: «الآثار الضارة لتغير المناخ تشكل تهديدات خطيرة للأمن الغذائي الهش في إفريقيا»

النعمان اليعلاوي

قال عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات والتنمية القروية، إن «إفريقيا هي واحدة من المناطق الأكثر تضرراً من تغير المناخ في العالم»، مضيفا أن «الآثار الضارة لتغير المناخ- الجفاف، وندرة الموارد المائية، والتصحر، والفيضانات والعواصف- تشكل تهديدات خطيرة للأمن الغذائي الهش من الأساس في إفريقيا، وتؤثر بشكل خاص على الفلاحة الصغيرة والفلاحة المعيشية والسكان الأكثر عرضة للهشاشة».
وأوضح أخنوش أن «هنالك حاجة إلى موارد تمويل دولية ومحلية كبيرة، في الواقع، لمواجهة هذه التحديات، بالنسبة لإفريقيا وحدها».
وفي السياق ذاته، أشار أخنوش، في كلمة خلال المؤتمر الوزاري السنوي الثاني للمبادرة الإفريقية للتكيف مع التغيرات المناخية (مبادرة تريبل أ)، الذي احتضنته جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببنكرير، بحضور 28 وفدا وزاريا، من ضمنهم 20 وزيرا إفريقيا وممثلون عن الحكومات الإفريقية والمؤسسات المالية الدولية، مثل البنك الدولي، ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو) والبنك الإفريقي للتنمية، والجهات المانحة، وعدد من الباحثين العلميين البارزين دوليا، (أشار) إلى أن «تكلفة التكيف مع تغير المناخ تتراوح بين 7 و15 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2020 وقد تصل إلى 35 مليار دولار بحلول عام 2050 و200 مليار دولار بحلول عام 2070»، مضيفا أنه «حتى لو افترضنا أن ارتفاع درجة الحرارة سيستقر في أقل من درجتين مئويتين، ستبقى التكلفة مرتفعة»، حسب أخنوش الذي طالب، في هذا الصدد، الهيئات المالية، بتعبئة الموارد اللازمة وجعل مشاريع التكيف في الفلاحة ضمن خانة أولوياتها.
وأكد أخنوش على قدرات التكيف الداخلية للقارة الإفريقية، مع التذكير بالتقدم المحرز في السياسات والاستراتيجيات الفلاحية الوطنية، التي أدمجت التكيف في التخطيط القطاعي، قائلا: «إن الإمكانات الفلاحية لقارتنا هائلة، ويجب علينا أن نثمنها من أجل ازدهار مشترك، فمن الضروري أن يكون القطاع الفلاحي هو المشغل الأول لشبابنا»، وأضاف أن «الفلاحة قطاع حيوي للقارة، إذ يوظف القطاع 70 بالمائة من اليد العاملة ويساهم بأكثر من 25 بالمائة من الناتج الداخلي الإجمالي. في مقابل ذلك، يواجه تحدي الأمن الغذائي في إفريقيا تطوراً ديموغرافياً قوياً، حيث من المتوقع أن يتجاوز عدد السكان ملياري شخص بحلول عام 2050، وبالتالي فإنه من الضروري دعم تمويل التكيف مع تغير المناخ للقارة».
يشار إلى أن مبادرة «تربيل أ- «AAA هي مبادرة إفريقية من أجل إفريقيا بدعم ورعاية من الملك محمد السادس نصره الله، وتم إطلاق هذه المبادرة من طرف المملكة المغربية خلال مؤتمر «كوب 22» من أجل الإجابة عن إشكالية تكيف الفلاحة الإفريقية مع تغير المناخ من خلال معالجة ثلاثة تحديات رئيسية، هي زيادة فرص الحصول على التمويل، وتحسين عزل الكربون في التربة وتحسين الإنتاجية الفلاحية.
وتطمح المبادرة إلى الحد من هشاشة الفلاحة الإفريقية في مواجهة التغيرات المناخية، وتتبع نهج عملي موجه نحو تشجيع المشروعات ذات الإمكانات الكبيرة لصالح الشعوب الإفريقية، وتمويل المشاريع ذات الأولوية التي تهدف لمقاومة آثار تغير المناخ على الفلاحة في إفريقيا، مع ضمان الأمن الغذائي لكل الأفارقة.
ونجحت مبادرة «تريبل أ»، خلال ثلاث سنوات من إحداثها، في وضع الفلاحة الإفريقية على جدول الأعمال العالمي لمفاوضات المناخ. ومنذ 2016، تمت مصاحبة سبع دول (المغرب، كوت ديفوار، مالي، الكونغو، غانا، بوركينا فاسو والكاميرون) في تنفيذ خطط الاستثمار الوطنية من أجل تحديد مصادر لتمويل مشاريع تكييف الفلاحة مع التغيرات المناخية، وتم إطلاق مشروعين في المغرب، يتعلق الأول بالتكيف مع تغير المناخ في المناطق الواحية، موجه لحوالي 40.000 مستفيد. فيما يركز المشروع الثاني على تنمية سلسلة الأركان في ثلاث مناطق معرضة للخطر في المغرب (سوس- ماسة، مراكش- آسفي وكلميم واد نون)، وهو المشروع الذي يستهدف 26000 مستفيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى