الأخبار
كما كان منتظرا، حسمت الهيئة القضائية بالغرفة الجنحية التلبسية الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالرباط، في وقت متأخر من مساء أول أمس الاثنين، ملف شبكة وصفات الأقراص الطبية المخدرة الوهمية الذي توبع فيه خمسة أشخاص في حالة اعتقال، بينهم طبيبة عامة محلفة معتمدة لدى محاكم المملكة وطبيب متخصص في علاج السرطان، إلى جانب متهمين، توبعا في حالة سراح بينهما صيدلي.
المتهمون السبعة الذين مثلوا، أول أمس، أمام هيئة المحكمة بالغرفة الجنحية التلبسية بمحكمة الاستئناف بالعاصمة، صعقتهم هيأة الحكم مرة أخرى بتأييد الأحكام الابتدائية التي كانوا قد أدينوا بها بالمحكمة الابتدائية بسلا، قبل أشهر قليلة، والتي تراوحت بين 8 أشهر حبسا نافذا و6 سنوات سجنا نافذا، وذلك على خلفية متابعتهم، كل حسب المنسوب إليه، بتهم جد خطيرة تتعلق بمسك واستهلاك مواد معتبرة مخدرات، والاتجار فيها، وتسلم مواد مصنفة ضمن فئة المخدرات بواسطة وصفات صورية، والمشاركة في صنع شهادة تتضمن وقائع غير صحيحة، والمشاركة في منح طبيب بقصد محاباة شخص إقرارا كاذبا.
وضمن تفاصيل الأحكام، أدانت المحكمة طبيبة بأربع سنوات حبسا نافذا وغرامة 10000 درهم، وهي العقوبة نفسها التي أدينت بها ابتدائيا. كما أيدت المحكمة الحكم الابتدائي الصادر في حق زميلها المتخصص في علاج السرطان بإحدى مصحات الرباط، وهو 8 أشهر حبسا نافذا وغرامة 5000 درهم، وهي العقوبة ذاتها التي أدين بها صيدلاني توبع في حالة سراح، وسيدة أخرى توبعت في وضعية سراح في الملف نفسه.
وضمن باقي الأحكام، أيدت المحكمة الحكم الابتدائي الصادر في حق تاجر أقراص مهلوسة وصاحب سوابق قضائية وهو ست سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية بلغت 40 ألف درهم. أما زميله الذي كان يساعده في ترويج الأقراص المخدرة بعد الحصول عليها من الصيدلية، سواء بوصفات مزورة أو بدونها، فقد أدانته المحكمة بأربع سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية بلغت 30 ألف درهم. فيما أدين متهم خامس توبع في حالة اعتقال، إلى جانب الطبيبين وتاجري الأقراص الطبية المخدرة، بسنتين حبسا نافذا وغرامة 15 ألف درهم.
وتعود أطوار هذه الفضيحة التي تفجرت بسلا الجديدة، مطلع شهر ماي الماضي، عندما رصدت المصالح الأمنية والاستخباراتية بالمدينة شبكة تروج الأقراص المهلوسة بعد الحصول عليها من إحدى الصيدليات بحي القرية باستعمال وصفات مزورة، حيث كانت عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية بسلا قد توصلت بمعطيات سرية تفيد بأن مسيرة صيدلية بحي القرية تزود تجار الأقراص الطبية المهلوسة بكميات مهمة، دون احترام القانون وتقديم الوصفات الطبية اللازمة.
وانتهت التحريات السرية التي أنجزتها الشرطة بسلا الجديدة إلى إيقاف شخصين مشبوهين، أحدهما مبحوث عنه وطنيا وله سوابق قضائية متعددة في ترويج المخدرات و«القرقوبي»، وبعد إخضاعهما للبحث سقطت مكونات الشبكة، تتقدمها طبيبة عامة تملك عيادة طبية بسلا المدينة، ومحلفة ومعتمدة لدى المحاكم، كشفت الأبحاث أنها كانت تسير صيدلية مملوكة لابنتها وعاثت فيها فسادا، بعد أن استباحت أدوية غير مرخصة للعموم وتستوجب الحصول عليها وصفات طبية، وهو ما أكده الجانحان اللذان أقرا بأنهما كانا يحصلان على الأقراص المخدرة بنفس الصيدلية من لدن الطبيبة، بدون وصفات طبية وبكل سهولة، ما دفعها هي نفسها إلى الاعتراف بهذه الجريمة أثناء البحث معها.
كما ورطت الأبحاث طبيبا عثر المحققون على وصفة مذيلة بتوقيعه وخاتم الصيدلية، مكنت سيدة الحصول على الأقراص الطبية الممنوعة دون استحقاق، وقد اعترف بأن خاتمه استعمل من طرف زميله بالمصحة، ونفى علاقته بمعطيات المريضة الوهمية المدونة بالوصفة، إلا أن هذه المبررات لم تشفع له وأدانته المحكمة بثمانية أشهر حبسا نافذا وغرامة 5000 درهم، بعد متابعته في حالة اعتقال بسجن العرجات .
