النعمان اليعلاوي
تشهد الساحة السياسية في مدينة الرباط، خلال الأسابيع الأخيرة، تحركات لافتة لأحزاب الأغلبية الحكومية، في محاولة لإعادة ترتيب صفوفها الداخلية، وتجاوز حالة البرود التنظيمي التي طبعت أداءها منذ الانتخابات الأخيرة.
مصادر مطلعة أكدت لـ”الأخبار” أن هذه التحركات تأتي في إطار “إعادة الهيكلة وضخ دماء جديدة داخل الأجهزة المحلية والإقليمية”، استعدادًا لمراحل سياسية مقبلة، سواء على مستوى تدبير الشأن المحلي أو في أفق الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
وبحسب المعطيات المتوفرة، فقد عقدت بعض الأحزاب المشكلة للأغلبية سلسلة لقاءات تنظيمية مع مناضليها ومنتخبيها في الرباط، ركزت بالأساس على تقييم الحصيلة الحالية، ومعالجة ما وُصف بـ”الاختلالات الداخلية ومظاهر الفتور السياسي”، إلى جانب فتح نقاش حول سُبل استرجاع المبادرة على مستوى التواصل مع القواعد وعموم المواطنين، خاصة في ظل تزايد الانتقادات المرتبطة بتدبير الشأن المحلي بالعاصمة.
وفي هذا السياق، علمت “الأخبار” أن حزبًا مركزيًا ضمن الأغلبية أطلق مشاورات داخلية لإعادة النظر في توزيع المهام داخل فروعه بالرباط، ويفكّر في إحداث تغييرات تشمل بعض المسؤوليات التنظيمية، وذلك بعد تقارير داخلية تحدثت عن غياب الفعالية السياسية وتراجع الحضور الميداني، فضلاً عن صعوبات في التنسيق بين المنتخبين والهياكل الحزبية.
من جهة أخرى، تحاول قيادات محلية لأحزاب أخرى الدفع في اتجاه مصالحة داخلية وتجاوز بعض التوترات التي طفت على السطح بين تيارات متباينة داخل التنظيمات، خصوصًا في مقاطعات مثل اليوسفية، أكدال-الرياض، والرباط المدينة، حيث تسعى الأطراف المتنازعة إلى تجاوز منطق التكتلات الشخصية وإعادة الاعتبار للعمل الجماعي.
وأشارت المصادر إلى أن هذه التحركات تعكس وعيًا متزايدًا لدى أحزاب الأغلبية بأن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يُضعف حضورها السياسي والتنظيمي في مدينة تشكل واجهة سياسية وإدارية للبلاد، لاسيما وأن المعارضة بدأت تستثمر الفراغ الناتج عن غياب خطاب سياسي قوي للأغلبية على المستوى المحلي، وتكثّف من خرجاتها التواصلية الميدانية.
