حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

ألعاب صينية “ثقيلة”

يونس جنوحي

 

جل دول العالم تابعت الأحداث المُشتعلة للحرب بين إيران وإسرائيل، قبل أن “يستلّ” ترامب فتيل الحرب ويُجنب المنطقة كلها تداعيات وخيمة، بإجماع الخبراء العسكريين.

لكن الأغلبية لم تنتبه إلى ما وقع غير بعيد عن تلك الحرب، من تطورات لا تقل خطورة.

بمجرد ما أن أعلن التزام الطرفين بوقف إطلاق النار، حتى طار وزير الدفاع الإيراني الأسبوع الماضي إلى الصين، في زيارة رسمية استمرت ليومين.

أول دولة إذن تتواصل معها إيران بعد تجربة تبادل الصواريخ، هي الصين. لماذا؟

المعروف أن الصين، خلال السنوات العشرين الأخيرة، حجزت مركزا متقدما بين الدول الموردة للسلاح، إذ إن الصينيين أنتجوا، خلال السنوات العشر الأخيرة، معدات عسكرية بأسعار غالبا أقل بكثير من منافسيها، خصوصا الأوروبيين.

قدرة أغلب الدول النامية، بميزانياتها المحدودة المخصصة للدفاع، على تحمل تكاليف الحصول على الأسلحة الصينية، جعلتها تتمكن فعلا من حيازة أسلحة صينية متنوعة. إلا أن تقارير دولية تحدثت عن “نقص جودة قطاع الدفاع الصيني”، وهو ما يؤثر على موثوقية وفعالية الصادرات العسكرية الصينية، ويشكل على المستوردين مخاطر استراتيجية ومالية هائلة.

سبق للحكومة الصينية في أكثر من مناسبة أن أقالت وزير الدفاع؛ حيث طُرد وزيران للدفاع في أقل من خمس سنوات. وكلا الوزيرين المُقالين، حسب تقارير إعلامية متخصصة، سبق لهما أن اشتغلا في هياكل الحزب الشيوعي، على ما يتعلق بالمشتريات العسكرية.

الإقالة تُحيل على حجم الخلل داخل المجمع الصناعي العسكري الصيني.

وبحسب ما كشفته صحيفة “ذي إيراوادي” الآسيوية، فإن تحقيقات قد كشفت العقود المتضخمة في مؤسسات الدفاع الصينية الرئيسية. وأضافت الصحيفة أن الرئيس السابق لشركة صناعة الطيران الصينية يخضع لتحقيق رسمي، حول شبهات فساد وتلاعبات، تهم جودة الطائرات، وأيضا جودة الصواريخ التي يعتبرها الصينيون ركيزة أساسية مملوكة لوحدة الردع الاستراتيجي.

هذه التقارير تحدثت أيضا عن اختفاء بعض الضباط العسكريين الصينيين المكلفين بالإشراف على وحدات تصنيع الأسلحة، بشكل مفاجئ وغير مفهوم. وهو ما يكشف “وجود مشكلة منهجية في كيفية إنتاج وبيع المعدات العسكرية.

كما أوضح البنتاغون الأمريكي أن حالات فساد من هذا النوع، تعيق أهداف التحديث العسكري الصيني، وخاصة الطموح المتعلق بحيازة تايوان، التي يضع عليها الأمريكيون أعينهم منذ مدة. التقرير يقول صراحة إن “طبيعة الفساد المتفشي، داخل جيش التحرير الشعبي الصيني، يُثير مخاوف بشأن نزاهة جهاز الدفاع الصيني ومعداته العسكرية المُصدرة”.

عدد من الدول واجهت مشاكل مع المعدات الصينية. بنغلاديش مثلا أفادت بأن طائرات التدريب، التي اقتنتها من الصين، تُطلق الذخيرة بطريقة بدائية، وتفتقر إلى الدقة في التصويب.

في العام 2024، اقتنت مينمار طائرات صينية لتعزيز دفاعها الجوي، بالإضافة إلى طائرات أخرى للنقل. وسرعان ما اتضح وجود مشاكل تؤثر على أداء هذه المعدات وتعرض الضباط الذين يحلقون بها للخطر. كما أن الجماعات المسلحة المنتشرة في آسيا، أسقطت خلال نفس العام طائرات صينية، أشهرها طائرة من طراز متطور، يفترض أنها محصنة ضد الهجوم بالأسلحة الخفيفة.

تقول التقارير إن السبب راجع أساسا إلى وجود مشكل “متجذر” في مراقبة الجودة، بسبب الحث على تسريع الإنتاج، وتقليص الاختبارات أو عدم إجرائها من الأساس، والاهتمام بالكمية على حساب الجودة.

قد يتحمل العالم رداءة جودة الألعاب الصينية والخلاطات الكهربائية والمراوح التي يفترض أنها تُقلل من حرارة هذا الصيف اللاهب. لكن عندما يتعلق الأمر بصناعة الطائرات والصواريخ.. فإن المشكل لا ينتهي بالنزول من الطائرة الرديئة واستبدالها.. الحرب في النهاية ليست لعبة، يُطالب طرف بإعادة جولة من جولاتها المميتة.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى