
النعمان اليعلاوي
يعيش سكان أحياء متعددة بمدينة سلا الجديدة، منذ أيام، على وقع معاناة يومية جراء أشغال عمومية غير مهيكلة، تسببت في قطع خدمة الإنترنت وانقطاع التيار الكهربائي، مما خلق عزلة حقيقية للسكان، خاصة العاملين عن بعد والتلاميذ والطلبة، الذين يعتمدون على الإنترنت بشكل أساسي في دراستهم.
ففي أحياء الرحمة، وأبي طالب، والحسن الثاني، تسبب أشغال الحفر المرتبطة بتهيئة البنية التحتية – والتي لم يتم التنسيق بشأنها بشكل محكم- في قطع مفاجئ للتيار الكهربائي وتعطيل شبكة الإنترنت لساعات طويلة، بل وأحيانا لأيام، دون تقديم أي إشعار مسبق من الجهات المعنية. وأدى هذا الانقطاع إلى توقف خدمات حيوية، منها الاشتغال على المنصات الرقمية والإدارية، وانقطاع التواصل لدى عدد من الأسر، فضلا عن خسائر مادية للتجار المحليين، بسبب تعطل الأداء الإلكتروني والتواصل مع الزبائن.
وفي الوقت الذي يعزو فيه السكان هذه المشاكل إلى غياب التنسيق بين الشركات المكلفة بالأشغال ومصالح الجماعة وشركات التوزيع، أوضح عدد من المتضررين في تصريحات متطابقة لـ”الأخبار” أن عمليات الحفر تتم بشكل عشوائي، ودون احترام معايير السلامة، أو التواصل المسبق مع المواطنين، ما يجعلهم في مواجهة معزولة مع الانقطاعات المفاجئة وتبعاتها النفسية والمادية، خصوصا في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وحاجة الأسر إلى استعمال أجهزة التبريد.
الاستياء لا يقف عند حدود هذه الانقطاعات، بل يندرج ضمن سلسلة من التذمرات المتكررة التي تعرفها المدينة في ظل احتلال الفضاء العام من طرف الباعة الجائلين، مما يزيد من تفاقم معاناة السكان مع الفوضى المرورية، إضافة إلى انتشار النفايات ومخلفات الباعة، والتلوث السمعي الناتج عن الدراجات النارية المعدلة، والتي تحرم السكان من النوم والسكينة.
ويطالب سكان سلا الجديدة السلطات الإقليمية والمحلية، خاصة المجلس الجماعي ومصالح المكتب الوطني للكهرباء والاتصالات، بالتدخل العاجل من أجل ضبط عمليات الأشغال العمومية، وضمان التنسيق المحكم بين مختلف المتدخلين، مع إعمال الشفافية في جدولة الأشغال، والتواصل مع المواطنين قبل الشروع فيها، منعا لتكرار الأضرار التي تهدد حياتهم اليومية وحقوقهم الأساسية في السكن والخدمات.





