حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

أياد سوف تغزو العالم

 

 

يونس جنوحي

 

مع بُطء تدفق الطلبات على إفريقيا وأمريكا اللاتينية من السوق الرئيسية بسبب الحرب في أوكرانيا، ارتفع الطلب في القارة الإفريقية على الصادرات الهندية.

وحسب الأرقام الرسمية التي أعلنت عنها «الفاينانشال إكسبريس»، أحد أهم المنابر الاقتصادية في آسيا، فإن الصادرات الهندية إلى القارة الإفريقية ارتفعت بحوالي 46 بالمائة مقارنة مع العام الماضي. وهذه الأرقام تعود إلى غشت الأخير، أي أنها مُحينة وتعود إلى الأسابيع القليلة فقط التي تلت الضربات الروسية والأزمة الأوروبية.

واردات الهند إلى إفريقيا قفزت إلى الضعف، ووصلت قيمتها حاليا إلى ما يفوق 4 مليارات ونصف المليار، فقط في الفترة ما بين أبريل وغشت 2022.

مصائب قوم عند قوم فوائد. ويبدو أن الإعلام الغربي الذي يقلل دائما من شأن اقتصاد الدول التي التحقت بركب الدول الصناعية وكانت في السابق مستعمرات لأوروبا، لم يعد قادرا على تعتيم هذه الأرقام التي تكشف تقدم القوة الاقتصادية الهندية في القارتين الإفريقية وأمريكا اللاتينية. إذ إن أرقام الصادرات الهندية نحو البرازيل ارتفعت بشكل ملفت لتصل إلى 71 بالمائة مقارنة بالعام السابق. أي أن السوق البرازيلية بكل ما تمثله، انفتحت هي الأخرى على الواردات الهندية، خصوصا في الصناعات الدوائية.

وحسب متخصصين اقتصاديين، فإن الهند استفادت كثيرا من تأثر الصين بتداعيات انتشار فيروس كورونا. وعملت على توزيع السلع في كل الأسواق التي سيطرت عليها الصين في السابق.

العالم كله أصبح يتجه نحو السلع منخفضة التكلفة. لم يعد المواطنون، حتى في الدول الأعلى دخلا في العالم، يستهلكون المنتجات الفاخرة بقوة أو مرتفعة التكلفة. في الولايات المتحدة مثلا، لم تعد الطبقة المتوسطة تُمانع اقتناء سلع بأسعار معقولة وجودة مقبولة. تعلم العالم كله من الأزمة المالية قبل أكثر من عشر سنوات، التحكم في الإنفاق. وهكذا عملت الهند خلال السنوات الأخيرة، حسب مؤشرات السوق الدولية، على الاستثمار في هذا الجانب والتركيز الصناعي على السلع الأكثر طلبا في العالم بأسعار منخفضة، تنافس الصين، التي تعتبر أكثر مُنتج في العالم للسلع منخفضة التكلفة والجودة أيضا.

الدراسة الاقتصادية التي نشرتها «الفاينانشال إكسبريس»، عرضت بالتفصيل لصادرات الهند نحو كل مناطق إفريقيا، وكشفت أن دول شمال إفريقيا، أي الدول المغاربية تحديدا، سجلت إقبالا على السوق الهندية بارتفاع مهم، في حين أن دول الوسط الإفريقي عرفت تراجعا في الواردات، والسبب طبعا هو الأوضاع العصيبة التي تمر بها حكومات هذه الدول، وتوالي سنوات الأزمة، خصوصا في مالي التي عانت مطولا من الحرب على الإرهاب والضربات الفرنسية.

هناك حكمة اقتصادية بليغة، لم ينتبه إليها العالم إلا في الثلث الأخير من القرن الماضي، عندما استطاعت دول القفز على الحاجز الذي رسمته أوروبا، ووصلت إلى مصاف الدول التي حققت ثورة صناعية واقتصادية، خصوصا دول شرق آسيا التي نافست بقوة في مجال الصناعات الدقيقة.

منذ أن لوحت شركة «آبل»، بإمكانية نقل معاملها الضخمة لتجميع أجزاء الهواتف الأكثر طلبا والأعلى سعرا في العالم، من الصين إلى الهند، والعالم يراقب هذه الحرب الصناعية الجديدة التي لم يعد فيها أي مكان للفحم ولا للغاز الذي تكابد أوروبا هذه الأيام للحصول على نسبتها المعهودة منها حتى يواجه مواطنوها الشتاء القاسي في منازل دافئة.

أما الحرب الحقيقية، فهي هذه التي تجري في الموانئ وسفن نقل السلع، إذ أن البقاء مستقبلا، لن يكون فقط للدول التي تتوفر على رؤوس نووية، ولكن لتلك التي تتوفر على ما يكفي من اليد العاملة لغزو أسواق العالم.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى