
بتجديد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، في برقية إلى الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش، التأكيد على اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية على الصحراء، ودعمها للمقترح المغربي للحكم الذاتي «باعتباره الأساس الوحيد من أجل تسوية عادلة ودائمة لهذا النزاع»، تكون الأزمة المفتعلة قد طويت بشكل نهائي، وفُتح باب العمل لتنزيل كافة القرارات والاستثمارات الضخمة بالصحراء المغربية.
وطبعا فإن التاريخ والجغرافيا وشعوب المنطقة، وكل أحرار العالم، يشهدون بأن الصحراء مغربية وأن المملكة اختارت الخيار الديبلوماسي لحل الأزمة المفتعلة، وتمكنت من ضبط النفس في أحلك اللحظات المتعلقة بخرق القوانين والقرارات الدولية، ومحاولة بلقنة المنطقة وإشعال فتن الحروب والإرهاب وزعزعة الاستقرار بشمال إفريقيا.
إن ملف الصحراء المغربية من الملفات الواضحة التي حاولت جهات معادية خلق ضبابية حولها، لكنها فشلت في ذلك فشلا ذريعا، وواجهت نجاعة الآلة الديبلوماسية الملكية المغربية التي تعمل وفق الحكمة والقراءة العميقة للواقع الدولي والإقليمي، والالتزام بتقديم خدمة الشعوب والتنمية والسلام في كل التحركات وليس رد الفعل والهواجس النفسية والأجندات الشخصية.
وتطرقت برقية رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى مواصلة التعاون بين البلدين من أجل تعزيز الاستقرار والأمن والسلام على الصعيد الإقليمي، وهو الشيء الذي يحتم الآن قبل الغد تفكيك شبكة البوليساريو التي تهدد أمن بوابة إفريقيا، برعايتها للإرهاب والعلاقة مع شبكات الاتجار في المخدرات القوية وقطاع الطرق والاتجار في البشر واستغلال الأطفال في حمل السلاح.
وينتظر أن تضخ الولايات المتحدة الأمريكية استثمارات ضخمة بالصحراء المغربية، ما يعود بالنفع على البلدين ويحقق هدف التنمية والتشغيل، فضلا عن منح دفعة قوية للمشاريع الكبرى التي أطلقتها المملكة على الواجهة الأطلسية، وحسن الاستثمار في الثروات الباطنية التي تشكل عصب الصناعات الحديثة.
وعندما نسجل كل هذه الانتصارات الديبلوماسية تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، فإن ذلك لا يعني العداء لأي طرف أو إعلان الانتصار عليه، بل الأمر يتعلق بحق ساطع ومحطة المسيرة الخضراء التي حررت أقاليمنا الجنوبية من المستعمر بعدما خطها ملك وشعبه لإيمانهما بأن القوة تستمد من الحق والسلام، وأنه مهما طال سواد الظلم لابد لشمس الحق أن تشرق من جديد، وهو الشيء الذي يتحقق الآن من إنهاء الأزمة المفتعلة، وفتح باب مستقبل زاهر بالصحراء المغربية يعود بالنفع على الشعب المغربي وشعوب شمال إفريقيا ويمتد نفعه إلى باقي الدول الإفريقية ودول العالم أجمع شرط احترام السيادة المغربية.





