حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

المعارضة الرمادية

يحتار الكثير من المتتبعين للمشهد السياسي في تصنيف موقع الاتحاد الاشتراكي في الخريطة الحزبية، وهو الذي غير اسم فريقه إلى المعارضة الاتحادية.

والحقيقة والواقع يقولان إن حزب عبد الرحيم بوعبيد فشل خلال السنتين الأوليين من هذه الولاية في وضع هوية لمعارضته كما عهده المغاربة، وهو ما أثر سلبا على هاته الوظيفة الدستورية وجعلها تتحول إلى حركات بهلوانية وذبذبات صوتية مثيرة للاشمئزاز، ليس بسبب نقص في احترافية من يمارسونها، بل بسبب عجز واضح في المصداقية لدى بعض الوجوه التي تفتري على وظيفة المعارضة.

والواقع الذي لا يرتفع يقول المعارضة القوية والناجعة للثلاثي الحكومي الذي اجتاح الأخضر واليابس لن تقوم بها الحركة الشعبية، التي يوما بعد يوم نسمع عن برلمانييها ورؤساء جماعاتها يتم عزلهم ومتابعتهم قضائيا بسبب الفساد، كما أنه ليس هناك من سيصدق أن أوزين أو السنتيسي بكل ما علق بهذين الاسمين من شوائب يمكن أن يقودا سفينة المعارضة التي نحتاجها اليوم أكثر من أي وقت مضى، وحتى العدالة والتنمية، الذي سقط من الطابق 17 كما قال أمينه العام، تحول إلى كمشة من بقايا حزب لا تهش ولا تنش، دورها الوحيد أنها تحاول خلق «البوز السياسي»، أثناء حضور رئيس الحكومة إلى البرلمان، لاستفزازه وجره نحو الأسفل.

لذلك المعارضة الحقيقية التي يراهن عليها المغاربة يمكن أن يلعبها حزب الاتحاد الاشتراكي وكذلك التقدم والاشتراكية، بالنظر إلى تاريخهما الطويل في معارضة الحكومات، لذلك لا بد للاتحاد أن يخرج من «منطقة الراحة» التي وضع نفسه فيها منذ أكثر من سنة ونصف السنة، وعليه أن يغادر «المعارضة الرمادية» التي لا ينسب لها موقف أو قول، فلا هي بالمعارضة الواضحة والجريئة ولا هي بزائدة دودية موصولة بالأغلبية الحكومية.

فلا يمكن لهذا الحزب أن يبقى في منطقة «بين- بين»، مهما كانت المبررات، صحيح أن «الاتحاد» لا يمكن أن يلتقي مع «المصباح» على قاعدة تحالف المعارضة، بالنظر إلى الطعنات المتتالية التي يسددها أمين عام «البيجيدي» لكل تاريخ ورموز الاتحاد، لكن هذا ليس مبررا لكي تذوب المعارضة الاتحادية في عشق الحكومة وتفقد هويتها السياسية ووزنها الانتخابي.

إن خطر غياب معارضة حقيقية ومتمرسة في البرلمان يعني شيئا واحدا، هو التوجه نحو السكتة القلبية سياسيا، وهي مرحلة يتبعها التحلل أو على الأقل هجرة المعارضة من المؤسسات نحو الشارع ومن الأحزاب نحو المجهول، وهنا يكمن الخطر على كل مساحات الفراغ داخل الحقل السياسي، والتي تسارع الطحالب والكائنات الموتورة والحاقدة على المؤسسات بكل أشكالها لملئها.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى