النعمان اليعلاوي
أثار التدهور المتواصل، الذي تعرفه البنية التحتية بعدد من أحياء مدينة سلا، موجة من الاحتجاجات في صفوف الساكنة، تجسدت هذه المرة في مراسلات وشكايات رسمية وجهتها جمعيات محلية إلى السلطات المختصة، استنكرت من خلالها الوضعية المتردية لعدد من الطرق والأزقة، وضعف الإنارة العمومية وتعثر عدد من الأشغال العمومية التي ظلت، بحسب تعبيرها، حبيسة الوعود دون أثر ملموس على أرض الواقع.
وحسب مصادر جمعوية، فإن هذه المراسلات، التي وُجهت إلى كل من الجماعة الترابية والسلطات المحلية، رصدت اختلالات متعددة تطول البنية التحتية، من بينها تآكل الطرق وانتشار الحفر وغياب الصيانة الدورية، إلى جانب أعطاب متكررة في شبكة الإنارة العمومية، ما يفاقم من معاناة السكان، خاصة خلال الفترات الليلية، ويؤثر سلباً على الإحساس بالأمن داخل عدد من الأحياء.
وأكدت الجمعيات المحلية أن التساقطات المطرية الأخيرة كشفت، بشكل واضح، هشاشة الأشغال المنجزة في سنوات سابقة، حيث تحولت بعض الشوارع إلى برك مائية وتضررت أجزاء من الطرق، في وقت لم تُسجَّل، حسب تعبيرها، تدخلات استعجالية كافية لمعالجة الأضرار أو الحد من تداعياتها.
وأشارت المراسلات نفسها إلى تعثر عدد من مشاريع الأشغال العمومية، سواء تلك المتعلقة بإعادة تهيئة الطرق أو إصلاح قنوات الصرف الصحي، معتبرة أن بطء وتيرة الإنجاز وغياب التواصل حول آجال التنفيذ يكرسان حالة من الغموض والاستياء في صفوف الساكنة، التي لم تعد، بحسب تعبير عدد من الفاعلين المحليين، تلمس أي تحسن فعلي في جودة الخدمات الأساسية.
وفي السياق ذاته، عبّر سكان عدد من الأحياء عن استيائهم من ضعف الإنارة العمومية، نتيجة تعطل عدد من الأعمدة وعدم تعويضها أو إصلاحها في الوقت المناسب، مؤكدين أن هذا الوضع يطرح إشكالات تتعلق بالسلامة الطرقية والأمن، خصوصاً في الأزقة والشوارع التي تعرف حركة يومية مكثفة.
وطالبت الجمعيات، في مراسلاتها، بإجراء افتحاص شامل لبرامج التأهيل الحضري التي عرفتها سلا خلال السنوات الأخيرة، وربط المسؤولية بالمحاسبة في ما يخص تعثر المشاريع، وضمان احترام معايير الجودة في إنجاز الأشغال العمومية، مع إشراك ممثلي الساكنة في تتبع مراحل التنفيذ، مشيرة إلى أن هذه الاختلالات هيكلية في تدبير ملف البنية التحتية، وداعية إلى اعتماد رؤية شمولية ومستدامة تراعي النمو العمراني المتسارع الذي تعرفه المدينة، وتضمن توازناً بين التوسع الحضري وجودة الخدمات.
