
إعداد : سفيان أندجار
رغم التوترات السياسية القائمة بين الرباط والجزائر، فرضت كرة القدم منطقًا مختلفًا خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا، حيث تحوّل المغرب إلى فضاء مفتوح لحفاوة الاستقبال ودفء الترحاب، خصوصًا تجاه جماهير المنتخب الجزائري. واقع أكّدته شهادات عديدة لمناصرين جزائريين حلّوا بالمملكة، عبّروا عن مفاجأتهم الكبيرة بحجم الكرم الذي لمسوه من الشعب المغربي، في تناقض صارخ مع الصورة القاتمة التي سبقت وصولهم.
وانتشرت مقاطع فيديو لشباب جزائريين متواجدين في الرباط والدار البيضاء، يوثّقون لحظات يومية من الاحتضان الشعبي، ويشيدون بحسن الاستقبال الذي حظوا به في الشوارع والمقاهي ووسائل النقل. ولم يتردد هؤلاء المشجعون في وصف التوترات السياسية بـ«الفتنة»، مؤكدين أن الواقع على الأرض مختلف تمامًا عمّا روّجته أخبار زائفة وإشاعات تناقلتها بعض وسائل الإعلام الجزائرية، والتي حذّرت الجماهير من السفر إلى المغرب.
وفي هذا السياق أُثيرت بعض التصرفات الصادرة عن أفراد من الوفد الجزائري، وُصفت بالاستفزازية، وذلك رغم الأجواء الإيجابية التي صنعتها الجماهير. وكشفت مصادر متطابقة أن بعض أعضاء البعثة الجزائرية حاولوا، في أكثر من مناسبة، القيام بتصرفات استفزازية، غير أنها ووجهت برزانة كبيرة من طرف عدد من المغاربة. وأضافت المصادر ذاتها أنه جرى تقديم احتجاج رسمي إلى اللجنة المنظمة، التي وجّهت بدورها إنذارات إلى البعثة الجزائرية، شدّدت فيها على ضرورة احترام البلد المضيف وقوانينه.
وأفادت المصادر نفسها بأن السلطات المغربية قامت بترحيل صحافي جزائري إلى بلاده، بعدما تبيّن أنه دخل التراب المغربي بتأشيرة سياحية، دون أن يتوفر على اعتماد رسمي من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ورغم ذلك حاول ممارسة مهامه الإعلامية وقام بنشر أخبار مغلوطة، ما دفع السلطات إلى اتخاذ قرار ترحيله.
وشدّدت المصادر على أن حالة هذا الصحافي تبقى معزولة وشاذة، مؤكدة أن المغرب يتعامل مع الإعلام الجزائري الذي حلّ لتغطية المنافسات بالطريقة نفسها التي يتعامل بها مع باقي وسائل الإعلام القادمة من مختلف الدول، حيث تسري القوانين نفسها على الجميع، مع الإشارة إلى أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم يظل الجهة المسؤولة الأولى عن اعتماد وتنظيم عمل الإعلام خلال هذه التظاهرة القارية.
وتابعت المصادر ذاتها أن الأمر لم يقتصر على بعض الأفراد داخل الوفد الجزائري، بل شمل تصرفات صادرة عن عدد من المسؤولين الذين حاولوا، بحسبها، بشتى الطرق تلطيخ الصورة الإيجابية للتنظيم المغربي. غير أن ما زاد من حدة انزعاجهم، وفق المصادر نفسها، هو النجاح التنظيمي الكبير، وتوفير المغرب لجميع المتطلبات اللوجستية، إلى جانب توفره على بنية تحتية متميزة، ما أسكت كل الأصوات التي شككت في جاهزيته لاحتضان العرس الإفريقي.





