حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةسري للغايةسياسية

ذكريات التازي مع علي كافي عقودا قبل أن يصبح الرئيس الخامس للجزائر

يونس جنوحي

مقالات ذات صلة

من الذكريات التي أشار إليها السفير محمد التازي في مفكرته الشخصية، تلك التي تربطه بالسياسي والدبلوماسي علي كافي -توفي سنة 2013- الرئيس الخامس للجزائر -كان رئيسا للبلاد ما بين يوليوز 1992 إلى يناير 1994- لكن معرفة التازي بعلي كافي تعود إلى فترة ما قبل تعيين الأخير رئيسا للبلاد.

يقول التازي إن علي كافي لم يكن على وفاق مع بومدين وبوتفليقة، وأن تعيينه سفيرا لم يكن إلا بهدف إبعاده عن العاصمة والقرار السياسي في البلاد. وهكذا، فإن كافي لم يصل إلى الرئاسة إلا بعد أن أصبح بوتفليقة خارج الجزائر.

عندما سجل السفير محمد التازي ذكرياته مع علي كافي، لم يكن الأخير أصبح رئيسا للبلاد بعدُ، وهكذا فإن كلام التازي لم يتضمن أي إشارة إلى أن كافي أصبح رئيسا للبلاد في ما بعد. والذين كانوا يعرفون التازي عن قرب يفهمون كيف أن الرجل لم يكن يجري أي تعديلات على ما سجله في مفكرته، وكان يحرص على إبقائها كما هي، حتى لا تتأثر بأي انطباعات مرتبطة بسياقات أخرى جاءت لاحقا.

يحكي التازي عما دار بينه وعلي كافي، بخصوص اتفاقية الحدود المغربية- الجزائرية، وكيف علق الملك الراحل الحسن الثاني على تحليل هذا السياسي الجزائري للأوضاع في بلاده، سنوات طويلة قبل أن يصبح رئيسا للبلاد. يقول:

«وأنا سفير لجلالة الملك في تونس، في السبعينات، كان السفير الجزائري هو السيد على كافي وكانت لي معه علاقة ودية جدا وأنا مستشار في سفارتنا ببيروت، وهو سفير للجزائر في الستينات، وكان من القادة العسكريين في جبهة التحرير الجزائرية.

ولم يكن على وفاق مع الرئيس هواري بومدين، ولا مع وزير خارجيته السيد عبد العزيز بوتفليقة، ولا أذكر أنهما التقيا في تونس، طيلة عمل علي كافي بها سفيرا، فقد كان يغادر العاصمة التونسية كلما علم أن بوتفليقة سيزور تونس. فقد كان معروفا لدى السلك الدبلوماسي في تونس ولديه أن مهمته الدبلوماسية هي إبعاد له من الجزائر، وكان هو أيضا حريصا على عدم التصادم مع الرئيس الجزائري أو المحيطين به، واستقال من السفارة، إلى أن عين رئيسا لمجلس الرئاسة.

كان يعبر لي عن يقينه بأن قضية الصحراء لم تكن من اهتمامات السياسة الجزائرية، في الستينات، وكانت الاستراتيجية الجزائرية ترى ضرورة وجود منفذ بحري على المحيط الاطلسي، باتفاق مع المغرب.

وبعد عقد اتفاقية الحدود في مدينة إفران بين المغفور له طيب الله ثراه، والمرحوم هواري بومدين عام 1972، ازداد يقين الجزائر بأن المغرب لن يمانع في إعطائها هذا الممر، ولكن تأخر المغرب في التصديق على الاتفاقية، والكلام ما يزال للسيد علي كافي، قد يكون هو السبب في تبني موقف البوليساريو للضغط على المغرب.

وكان يرى أن المصادقة على اتفاقية الحدود قد تساعد على إنهاء التوتر بين البلدين، وفي أحد لقاءاتي مع جلالته أشرت إلى علاقتي مع السيد علي كافي، وما سمعته منه، فاستبعد أن يكون عدم المصادقة على الاتفاقية هو سبب الموقف الجزائري، وأن أسبابا كثيرة أعمق من ذلك هي التي تحرك المواقف الجزائرية، ومع هذا، قال جلالته:

-سنوصل الكذاب إلى باب الدار.

فأوفد بعد فترة، إلى الرئيس الجزائري، الشاذلي بن جديد مستشار جلالته أحمد رضا كديرة، برسالة شفهية، تؤكد التزام المغرب باحترام اتفاقية الحدود بين البلدين، وأنه إذا كانت المصادقة عليها ستنهي التوتر في المنطقة، فإن جلالته على استعداد لتقديمها إلى البرلمان، وإذا رفضها البرلمان، فإن صلاحيات جلالته الدستورية تخول له عرضها على استفتاء شعبي.

كان رد الرئيس الجزائري أن توقيع جلالته على الاتفاقية هو الضمان لاحترامها وتنفيذها، وأن أحدا في الجزائر لا يشك في هذا».

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى