حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

راه راه والغوت وراه

 

 

حسن البصري

كلما شارك فريق أو منتخب جزائري في دورة رياضية بالمغرب، إلا ودعي لاعبوه لاستظهار دروس الضغينة وخضعوا لتمرين الكره وحصص الجفاء.

قبل إقلاع المنتخب النسوي الجزائري نحو المغرب، أقلعت اللاعبات عن ذكر ما علق بالأذهان من القيم الفضلى للرياضة.

بعد الانتهاء من آخر الحصص التدريبية، دعيت اللاعبات لاجتماع طارئ مع مسؤول يتأبط ملفا سحب منه ورقة وشرع في سرد تعليمات، قبل السفر إلى المغرب، قرأها بسرعة كنادل في مطعم.

كانت التعليمات الأخيرة عبارة عن وصايا للاعبات في رحلة ليست ككل الرحلات:

لا تنشرن في حساباتكن الفايسبوكية وعبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي كل ما هو جميل.

لا تشدن بالتنظيم الذي يميز مشاركتكن في نهائيات كأس أمم إفريقيا، مهما بلغت درجته.

لا تقدمن تصريحات أو تستجبن لدعوات حوار مع الصحافة الأجنبية.

لا ترافقن مغربيات مهما كانت دعواتهن.

لا تفرطن في العلم الجزائري واحفظن النشيد الوطني عن ظهر قلب.

لا تفوتكن فرصة الكشف عن بطء أشغال ملاعب المغرب وطرقه وفنادقه، كلما مرت حافلتكن بالقرب من الأوراش.

كل هذه اللاءات حولت اللاعبات إلى بطاريات تحت الشحن السياسي، وجعلت أداءهن في دورة إفريقية أمرا ثانويا.

فهمت كثير من اللاعبات ورئيس البعثة أن مهمتهم الرياضية محشوة بصلصة السياسة، وأن الفوز أو التعادل أو الهزيمة في الميدان لا يبعث على القلق في الجزائر.

دخلت التعليمات حيز التنفيذ، حين تغيب ممثل المنتخب الجزائري وعميدته عن الجلسة الرسمية للكشف عن المجسم الجديد لكأس إفريقيا للسيدات، كما سجل المنظمون غيابهم عن جلسة التصوير الخاصة، وهما الجلستان اللتان نظمهما الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.

كما غابت تمثيلية المنتخب النسوي الجزائري عن أول اجتماع تنظيمي، وسجل غياب عميدة الفريق عن الوصلة التسويقية للدورة التي تم تصويرها في بهو ساحة مسجد حسان، بحضور عميدات المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا.

حين طلب من رئيس البعثة الجزائرية توضيحات حول الغياب غير المبرر، قال إنه ينتظر تعليمات من رئيس الاتحادية الجزائرية للتحرك خارج الفندق.

انخرط الإعلام الجزائري في هذا الجدل، ففتح جبهة عراك حين حذف اسم المغرب من منشوراته المتعلقة ببطولة كأس إفريقيا للسيدات المنظمة على أرض مملكتنا، وتجنب الإشارة إلى البلد المنظم وشعاره، في سابقة أثارت سخرية الجزائريين قبل المغاربة. بل إن البعض تساءل عن مكان إقامة الدورة، بعد أن أدخلتها الصحافة الجزائرية في خبر كان، في انتهاك صريح لأبسط القواعد المهنية للإخبار.

انخرطت لاعبات المنتخب الجزائري في نوبة العداء للمغرب من أول مباراة رسمية، جمعت الفريق النسوي الجزائري بنظيره البوتسواني، مساء أول أمس الأحد، بملعب الأب جيكو بالدار البيضاء، وهي المباراة التي انتهت نتيجتها بفوز الجزائريات بهدف لصفر سجلته اللاعبة كرشوني.

لكن المثير للانتباه في هذه المباراة، هو ما تمخض عن الهدف، إذ كشفت اللاعب الجزائرية عن قميصها الداخلي الذي كتبت فيه عبارة مساندة للملاكمة الجزائرية إيمان خليف، «لا تغضبي عزيزتي» ما جعل الملاكمة الجزائرية «المترجلة» تتفاعل مع «الكلاش»، وتشكر اللاعبة على الهدف الذي سجلته في مرمى المغاربة، فهو بالنسبة إليها أهم من الإصابة التي سجلت في مرمى بوتسوانا.

تفاعل الإعلام الجزائري مع رسالة اللاعبة الجزائرية وحولها إلى مادة صالحة للرد على الإعلام المغربي، الذي طالب بسحب الميدالية الأولمبية التي «أحرزها إيمان» في أولمبياد باريس، بسبب ارتفاع هرمونات الرجولة لديها.

يا إلهي كيف حول الإعلام الجزائري مباراة في كرة القدم إلى فرصة لرد دين قديم؟ هكذا خيل لأقلامهم.

وما دخل «ملاكمة» متحولة في مباراة لكرة القدم؟

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى