
طنجة: محمد أبطاش
كشف سكان جماعة بني حرشن، التابعة لقيادة الجبل الحبيب بضواحي مدينة طنجة، عن اللجوء إلى جمع تبرعات مالية في ما بينهم، من أجل إصلاح عدد من المقاطع الطرقية التي أضحت وضعيتها متدهورة، في خطوة تعكس، حسب تعبيرهم، فقدان الأمل في التدخل الجماعي بعد سنوات طويلة من الانتظار دون نتائج ملموسة.
وقال السكان في تصريحات لـ«الأخبار» إن هذه المبادرة جاءت بعد تفاقم الأضرار التي لحقت بالطرق، نتيجة التساقطات المطرية الأخيرة، والتي زادت من هشاشة البنية التحتية، وحولت مسالك حيوية إلى أوحال وحفر تعيق حركة السير وتعرض سلامة السكان وممتلكاتهم للخطر.
وأضافت المصادر ذاتها أن الوضعية المزرية للطرقات لم تعد تحتمل المزيد من التسويف، خصوصا أن المنطقة تعتمد بشكل أساسي على هذه المسالك في التنقل اليومي، سواء للوصول إلى المؤسسات التعليمية أو المراكز الصحية أو تسويق المنتوجات الفلاحية، وهو ما تسبب أخيرا في حالة شلل تام بالجماعة جراء تضرر المسلك الطرقي الوحيد بالمنطقة.
وقال السكان إنهم فقدوا الثقة في أداء المجلس الجماعي، معتبرين أن بقاء رئيس الجماعة على كرسي الرئاسة لما يقارب 24 سنة لم ينعكس إيجابا على مستوى التنمية المحلية، ولا على تحسين البنيات التحتية الأساسية، وعلى رأسها الطرق والمسالك القروية.
وقالت بعض المصادر إن المبادرة، رغم طابعها التضامني، تكشف عن اختلال عميق في تدبير الشأن المحلي، حيث أصبح المواطن، حسب تعبيرها، «مجبرا على تعويض غياب الجماعة»، في وقت يفترض فيه أن تكون هذه الأخيرة مسؤولة عن صيانة الطرق، وضمان الحد الأدنى من شروط العيش الكريم. في وقت باتت هذه الوضعية تسائل أيضا الميزانيات المرصودة للجماعة، وعن أسباب استمرار تدهور البنيات التحتية، رغم الوعود المتكررة، وسط مطالب بتدخل عاجل من الجهات الوصية لفتح تحقيق في وضعية الجماعة، ووضع حد لما وصفوها بحالة الجمود التي تعيشها المنطقة منذ سنوات.
ونبهت المصادر إلى أن هذه الوضعية المزرية تسائل أيضا ميزانيات رصدها المجلس الإقليمي المحلي، في وقت سابق، بغية تأهيل الجماعات والقرى المحلية، بعدما أضحت تعيش وضعا مزريا من حيث البنيات التحتية وغيرها من مشاريع التنمية المحلية.




