
طاطا: محمد سليماني
علمت «الأخبار» من مصادر تربوية، أن «شبهة» اختفاء مبالغ مالية قد لحقت ميزانية المديرية الإقليمية لطاطا في ظروف غامضة. وبحسب المصادر، فإن هذه المبالغ المالية المختفية تقارب 800 مليون سنتيم، دون أن تباشر الهيئات المختصة عمليات افتحاص مالي لتحديد هوية المتسببين في هذه الفضيحة وترتيب الجزاءات عليهم. وكشفت المصادر أن من تداعيات هذا المبلغ المختفي، الذي تم اكتشافه قبل ثلاثة مواسم دراسية، هو قيام المكتب الوطني للكهرباء بسحب عدد من العدادات الكهربائية الخاصة بعدد من المؤسسات التعليمية بالإقليم، نظرا لعدم تسديد فواتيرها، كما قام عدد من الممونين بتوقيف تموين المديرية، لعدم توصلهم بمستحقاتهم كما هو الشأن بالنسبة إلى مزود سيارات المديرية بالوقود، والشيء نفسه لحق بعمال النظافة والحراسة، حيث ظلت الشركات المدبرة لهذه المرافق تنتظر الحصول على مستحقاتها لمدة طويلة. وأضاف أحد المصادر أنه بعد اكتشاف هذه الفضيحة، تم التستر عليها، عبر نهج سياسة تقشف كبيرة من أجل جمع المبلغ المختفي، وتسديد فواتير الكهرباء والماء وصرف مستحقات الممونين والصفقات. وعلى إثر ذلك تم تخفيض كميات وجبات تغذية تلاميذ الداخليات بالمؤسسات التعليمية، وذلك لتوفير هامش مالي، كما تم توقيف عمليات الاستحمام الخاصة بتلاميذ الداخليات لفترة معينة. وتم أيضا تقليص اعتمادات التسيير الخاصة بالمؤسسات التعليمية، وحرمان الأطر التربوية من تعويضات الساعات الإضافية. كما أثرت سياسة التقشف تلك على مسألة التأخر في فتح مجموعة من المؤسسات التعليمية في موعدها، كما هو الشأن بالنسبة إلى ثانوية محمد السادس التأهيلية، التي بنيت وظلت مغلقة لسنوات لعدم اكتمال مرافقها، حيث وقع تقليص على مستوى صفقة إنجازها، والشيء نفسه بالنسبة إلى ثانوية العيون.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإنه تم تسديد كل الديون المتراكمة على عاتق المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بطاطا، عبر سياسة التقشف والاستغناء عن بعض الأمور في ميزانيات التسيير والتجهيز، دون أن تطال المحاسبة المتسببين في اختفاء هذا المبلغ الضخم، خصوصا ممن كانوا يتحملون مسؤوليات تدبيرية داخل المديرية الإقليمية وأيضا المصالح المادية داخل المؤسسات التعليمية.
وتعالت أصوات تطالب بضرورة فتح تحقيق عاجل ونزيه من قبل المفتشية العامة للوزارة، وأيضا من قبل المجلس الجهوي للحسابات ومفتشية وزارة المالية بخصوص ميزانيات المديرية الإقليمية لطاطا، خلال السنوات الخمس الأخيرة، خصوصا وأن بعض موظفي ورؤساء مصالح ظهرت عليهم علامات الغنى الفاحش، وراكموا ثروات مالية ضخمة واقتنوا عقارات ومنازل في بعض المدن الداخلية.





