حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

من الدفاع إلى الحرب

 

يونس السيد

 

يصعب تصور جمع الحرب والسلام معا، إلا عند الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يعرف، على ما يبدو، كيف يجمع المتناقضات ويترك للعالم مهمة تفسير قراراته، حتى وإن كانت هذه القرارات مغلفة بطابع شخصي يشي بمظاهر القوة والعظمة، ربما لتخليد اسمه في صفحات التاريخ.

ومع ذلك، ليس صدفة أن يصدر ترامب أمرا تنفيذيا بتغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب، وهو الاسم الذي كان مستخدما منذ عام 1789 في عهد جورج واشنطن حتى عام 1949، عندما قام هاري ترومان بتغييره إلى «وزارة الدفاع» للدلالة على السياسة التي ستنتهجها الولايات المتحدة في العصر النووي. لكن ترامب اكتشف أن كلمة «الدفاع» لا تليق بعظمة الولايات المتحدة، لأنها تشي بموقف الضعف وليس القوة في ظل التحديات الراهنة، وبالتالي فقد اقترح أن يتم تغيير الاسم إلى الهجوم، ثم إلى «وزارة الحرب»، وهو الأمر الذي دفع الكثير من المراقبين والمحللين إلى التساؤل عما إذا كان هذا التغيير يحمل مفهوم استعراض القوة، أم أنه مسألة شكلية؟ وما إذا كان هناك ما يشير إلى استعداد الولايات المتحدة لتوجيه ضربة عسكرية في مكان ما، أو أن هناك استعدادات أمريكية للعودة إلى عصر المواجهة المباشرة.

صحيح أن هذا الأمر التنفيذي لا يزال يحتاج إلى تصديق الكونغرس، الذي تعود إليه الموافقة أو رفض تغيير الاسم، لكن هناك من يرى أن هذا التغيير يحمل رمزية تاريخية، خصوصا أن ترامب قال بنفسه للصحافيين في 25 غشت الماضي: «ربحنا الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، وكانت تسمى وزارة الحرب، وهذا برأيي ما هي عليه حقا، والدفاع جزء من ذلك. كان لدينا تاريخ مذهل من الانتصارات عندما كانت تسمى وزارة الحرب».

لكن الأمر قد يكون أبعد من ذلك بكثير، إذ إن توقيع ترامب للأمر التنفيذي جاء بعد استعراض الصين العسكري في 3 شتنبر الحالي، بحضور الرئيس الصيني ونظيريه الروسي والكوري الشمالي، الذي فسر بأنه «ضد الهيمنة الأمريكية»، وبالتالي فإن تغيير اسم الوزارة إلى «وزارة الحرب» قد يكون نوعا من الرد، وهو يتماشى مع شعارات ترامب «أمريكا أولا» و«جعل أمريكا عظيمة»، من خلال إظهار قدراتها وقوتها الفائقة.

ويذهب بعضهم إلى حد القول بأن هذا التغيير يحمل رسالة استراتيجية تتعلق بمفهوم القوة الأمريكية ذاتها والآلية التي يجب أن يدار بها «البنتاغون»، خصوصا لجهة إظهار الجاهزية العملياتية للحرب وتعزيز الردع، وأن الغاية، في نهاية المطاف، ليست الدفاع وإنما النصر والحسم. ويستند هؤلاء إلى ما يتردد عن إعجاب ترامب بإصرار نتنياهو على تحقيق ما يسمى «النصر المطلق» في الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ نحو عامين. لكن يبقى السؤال عن كيفية مواءمة ترامب بين وعوده بإنهاء الحروب ورغبته في الحصول على جائزة نوبل للسلام، فيما هو يستعد لإشعالها من جديد.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى