شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمع

أربع سنوات حبسا لممرض أجرى عملية جراحية بطاقم طبي وهمي

العملية انتهت بعاهة مستديمة للمريض 

الأخبار

علم لدى مصادر جيدة الاطلاع أن الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالرباط أصدرت، أخيرا، أحكامها في حق الطاقم الطبي الوهمي الذي أجرى عملية جراحية بمستشفى تابع لمديرية ابن سينا بالرباط، تسببت في عاهة مستديمة لأربعيني كان يعاني من مرض «الجلالة» في عينه.

الطاقم المكون من ممرض متقاعد وحارس أمن خاص ومستخدم «SOS»، أدانتهم المحكمة بثماني سنوات حبسا نافذا، وهي نفس مجموع الأحكام التي أدينوا بها ابتدائيا، في يناير الماضي، من طرف غرفة الجنايات الابتدائية بالمحكمة ذاتها.

وتوزعت الأحكام بين أربع سنوات حبسا نافذا في حق الممرض، ومثلها موزعة بالتساوي على حارس الأمن والمستخدم، اللذين استدرجا المريض الضحية للعملية الجراحية الوهمية.

وتعود أطوار هذه القضية إلى شهر شتنبر من سنة 2022، حيث كانت «الأخبار» فجرت فضيحة من العيار الثقيل بمستشفى الاختصاصات بالرباط، أسفرت عن اعتقال ثلاثة أشخاص (ممرض متقاعد من مواليد 1960، وحارس أمن خاص، ومستخدم « «SOS بمستشفى التخصصات من مواليد الثمانينيات).

معطيات الفضيحة تشير إلى أن شخصا أربعينيا تقدم، بداية غشت من السنة نفسها، بشكاية رسمية إلى مصالح النيابة العامة المختصة بالمحكمة الابتدائية بالرباط، تفيد بتعرضه لعملية نصب وصفت بالخطيرة من طرف الموقوفين الثلاثة، بعد إخضاعه لعملية جراحية على عينه من طرف طبيب مزور نتج عنها فقدان البصر.

التفاصيل المثيرة والصادمة التي استنفرت المحققين بمصلحة الشرطة القضائية بمنطقة حسان أكدال ومسؤولي المستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط، انطلقت من مدخل مستشفى التخصصات بالعاصمة، عندما صادف حارس أمن خاص رجلا أربعينيا وهو في وضعية إحباط، بعد فشله في الحصول على موعد مناسب له لإجراء عملية مستعجلة بعينه، بسبب مرض «الجلالة»، حيث بادر إلى استغلال الوضع، من خلال اقتراحه عرضا مغريا على المريض، يتعلق بجاهزية طبيب متخصص في أمراض العيون لإجراء العملية، دون انتظار الموعد الذي حدده له الأطباء بمصلحة العيون، بعد استقباله وفحصه.

حارس الأمن وهو صاحب سابقة قضائية بتهمة خيانة الأمانة، طمأن المريض وأخبره بإمكانية الخضوع للعملية في أقرب وقت، بمساعدة زميل له يشتغل بقسم المستعجلات بالمستشفى نفسه، وهو ما تم بالفعل، حيث اتصل به بعد يومين، وأخبره بأن كل الترتيبات اتخذت لاستقباله بغرفة العمليات وإجراء العملية الجراحية.

ومباشرة بعد وصول المريض إلى مستشفى التخصصات، شرع الحارسان والطبيب المزور في تنفيذ السيناريو الخطير، حيث ولج الممرض المتقاعد إحدى القاعات الصغيرة المعزولة بالمستشفى وهي خاصة بحراس الأمن الخاص، وارتدى وزرة بيضاء وأمر الحارسين بإدخال المريض وتجهيزه للعملية، وقد سلم هذا الأخير مبلغا ماليا إلى أحد الحارسين بناء على طلبه، بدعوى أنه يتعلق بتكلفة «الخيط» المستعمل في العملية، قبل أن يمنح مبلغا مماثلا للطبيب الجراح المزور بعد انتهائه من العملية.

وأكدت مصادر مقربة من الضحية أن الطبيب الجراح المزور سلمه وصفة طبية غير مختومة، وأخبره بأن يزوره من أجل «الكونترول» بعد شهر ونصف الشهر، إلا أنه اكتشف قبل انصرام هذه المدة أنه لم يعد بمقدوره الرؤية وفقد بصره بالكامل، وهو الأمر الذي دفعه إلى الاتصال فورا بحارس الأمن الخاص بمستشفى التخصصات وزميله بقسم المستعجلات، اللذين ورطاه في إجراء هذه العملية الجراحية الخطيرة، حيث هددهما باللجوء إلى القضاء ومقاضاتهما رفقة الطبيب الجراح المزور، بدعوى تعريضه لخطأ طبي جسيم أفقده بصره، قبل أن يفطن إلى أنه تعرض لمؤامرة أكثر خطورة من الخطأ الطبي، بعد إخضاعه لعملية جراحية من طرف طبيب مزور، انتحل صفة جراح في طب العيون بإيعاز من حارس الأمن الخاص وشريكه.

ومن أجل استدراك الفضيحة حاول حارس الأمن طمأنة الضحية مجددا، حيث حجز له موعدا في اليوم الموالي لدى طبيبة عيون متخصصة بالمستشفى ذاته، قامت بفحصه رفقة طاقم طبي، قبل أن يؤكدوا له بكل مسؤولية أنه لم يعد بمقدوره الرؤية بالعين التي أجريت عليها العملية الجراحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى