
النعمان اليعلاوي
ما زال ملف اختلالات تدبير الإنارة العمومية بسلا يثير الجدل في أوساط المنتخبين والجمعيات المحلية، حيث تجددت المطالب بتحرك المجلس الجماعي الحالي، الذي يوجد على رأسه عمر السنتيسي، عمدة سلا، من أجل التعجيل بمعالجة الملف الذي كان المجلس الجماعي السابق قد وجه فيه اتهامات إلى مسؤولين ومنتخبين بالتلاعب بأموال عمومية وتبديدها واستغلال أملاك الجماعة، وقد أثار الملف حينها صراعات سياسية واتهامات متبادلة، خلال دورات المجلس جماعة سلا السابق، قبل أن ينتقل الجدل من جديد إلى المجلس الحالي، وذلك في ظل الانتقادات التي تلاحق شركة «سلا نور» المكلفة بالتدبير المفوض لهذا القطاع، بعد تسجيل أعطاب في الإنارة العمومية بعدد من أحياء المدينة.
وفي هذا السياق، يعيش سكان حي الروسطال بتابريكت على وقع خطر متزايد، بسبب انتشار الأسلاك الكهربائية العارية بأعمدة الإنارة العمومية، خاصة بشارع السودان الذي يشهد حركة كثيفة للمارة، دون أي تدخل يذكر من الجهات المسؤولة، وتعود هذه الظاهرة، وفق ما أفادت به مصادر محلية، إلى عمليات سرقة تستهدف الأغطية المعدنية لأعمدة الإنارة، حيث يُعتقد أن الجناة يقومون ببيعها في أسواق المتلاشيات بعد تذويبها، مما يؤدي إلى ترك الأسلاك مكشوفة ومعرضة للمس المباشر، مهددة بذلك حياة المواطنين، خصوصا الأطفال ومستعملي الأرصفة. كما أن بعض الأغطية تسقط بفعل التقادم والإهمال، ما يزيد من تفاقم المشكلة، سيما خلال هذه الأيام الماطرة، ما دفع جمعيات محلية إلى مراسلة مجلس الجماعة والمصالح المختصة، مطالبة بالتحرك الفوري لإصلاح هذه الأعمدة وتأمينها، تفاديا لأي كارثة محتملة.
وتأتي هذه الاختلالات في ظل استمرار التحقيقات التي تجريها الفرقة الوطنية مع منتخبين بارزين، على ضوء شكاية من الرئيس السابق إلى الوكيل العام للملك، والمتعلقة باستغلال النفوذ وتلاعبات مالية جسيمة بشركة «سلا نور»، والتي تتولى تدبير مرفق الإنارة العمومية بسلا، وقد استدعت السلطات القضائية من جديد بعض المنتخبين البارزين بالمدينة، إضافة إلى بعض المسؤولين بالشركة، للتحقيق على خلفية ما أثارته الشكاية التي قدمت من طرف عمدة سلا السابق، والتي استندت بدورها إلى تقرير أعدته المفتشية العامة للإدارة الترابية، بعد رصد مجموعة من الاختلالات الجسيمة والتلاعبات المالية والمحاسباتية بشركة التنمية المحلية «سلا نور».