شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمع

أعمال عنف تحول إعدادية بطنجة إلى “ساحة حرب”

إصابة أستاذ وتلميذة وحجر طائش يرسل المدير إلى العناية المركزة

طنجة: محمد أبطاش

أفادت مصادر تربوية بأن الثانوية الإعدادية محمد عابد الجابري، الواقعة بالحي الصناعي بجماعة أكزناية بطنجة، شهدت أول أمس السبت أحداث عنف حوّلتها إلى ما يشبه “ساحة حرب”، بعدما تطور خلاف بسيط بين تلميذين إلى مواجهات دموية استعان خلالها كل طرف بعناصر من خارج المؤسسة، في سلوك أشبه بتصفية حسابات بين عصابات الشوارع، مما خلّف حالة من الهلع وسقوط ضحايا في صفوف التلاميذ والأطر التربوية.

وتعود تفاصيل الحادث إلى خلاف شخصي نشب بين تلميذين داخل المؤسسة، سرعان ما خرج عن السيطرة، بعدما استعان كل واحد منهما بأصدقائه من خارج أسوار الثانوية، فتحوّلت ساحة المؤسسة إلى مطاردات وضرب مبرّح لأحد التلاميذ، الذي فرّ هارباً إلى داخل إدارة المؤسسة بحثاً عن الأمان، غير أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، إذ تسلّل المعتدون إلى داخل المؤسسة عبر تسلق الأسوار، وانخرطوا في تراشق عشوائي بالحجارة، وسط ذهول وخوف كبيرين في صفوف التلاميذ، وفق ما أفادت به المصادر.

وأوردت المصادر أن الحجارة المتطايرة أصابت عدداً من الأشخاص، من بينهم تلميذة وأستاذ ومدير المؤسسة، الذي تعرّض لإصابة خطيرة بالرأس، استدعت نقله على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجهوي محمد الخامس، حيث يرقد في وضع صحي حرج بانتظار عملية جراحية دقيقة، في حين غادر المستشفى كل من الأستاذ والتلميذة، بعدما تلقّيا الإسعافات الضرورية، فيما أصيب آخرون بجروح طفيفة.

وفور إشعارها بالحادث، حلّت السلطات المحلية ورجال الدرك الملكي بعين المكان، حيث باشروا تحقيقاتهم الميدانية، وقاموا بتقديم المساعدة للمصابين، قبل أن يتمكّنوا من توقيف الطرفين الرئيسيين المتسببين في هذه الفوضى، مع مواصلة البحث عن باقي المتورطين الذين فرّوا من المكان.

وفي السياق نفسه، أعلنت الأطر التربوية استنكارها لهذه السلوكات الإجرامية التي باتت تهدّد الأطر الإدارية والتربوية بمديرية طنجة-أصيلة، كما أعلنت عزمها خوض وقفة احتجاجية صباح اليوم الاثنين داخل المؤسسة، دفاعاً عن كرامة المؤسسة التعليمية.

وأعاد الحادث إلى الواجهة تصاعد مظاهر العنف المدرسي، وتحول بعض المؤسسات التعليمية إلى بيئة غير آمنة، خاصة في ظل الحوادث المسجّلة بعدد من المؤسسات التعليمية على المستوى الوطني خلال الأسبوعين الماضيين.

وتعالت دعوات لتشديد الحراسة الأمنية حول المدارس، وتفعيل آليات الوساطة والإنصات داخل المؤسسات التعليمية، فضلاً عن ضرورة تخصيص ميزانيات لتوفير حراس أمن خاصين، للحد من هذه الظاهرة التي باتت تجعل المؤسسات التعليمية تعرف انفلاتا حقيقيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى