تمكنت عناصر الشرطة بالمنطقة الإقليمية للأمن بطانطان وفي ظرف قياسي من تفكيك لغز عصابة روعت سكان الحي الجديد، واعتدت على عدد من العمال والعاملات الذين كانوا في شوارع الحي في تلك اللحظة ينتظرون وصول حافلات نقل العمال نحو معامل تصبير السمك.
واستنادا إلى المصادر، فإن عناصر الشرطة تمكنت من إيقاف عنصرين من أفراد العصابة بعد ساعات قليلة من الاعتداءات على هؤلاء العمال، فيما البحث ما يزال جاريا لإيقاف باقي أفراد العصابة الذين ظلوا يتحركون بشكل مفزع طيلة ليلة يوم السبت الماضي بالحي الجديد وببعض الأحياء الأخرى.
وبحسب المعطيات، فإن عمالا تابعين لمصنع بمدينة الوطية، خرجوا من ديارهم حوالي الساعة السادسة والنصف صباحا، والتأموا بتقاطع كل من شارع 30 والزنقة 16 بالحي الجديد ينتظرون حافلة نقل العمال التي ستقلهم إلى مقر عملهم، إلا أنهم تفاجؤوا قبل وصولها بلحظات، بسيارة رباعية الدفع ذات لون فضي تقف بجانبهم بشكل مروع، قبل أن ينزل منها أربعة أشخاص ملثمين، ويحملون سيوفا وسكاكين، فلم يجد العمال من سبيل غير الفرار عبر أزقة الحي، حيث تمكن البعض منهم من الفرار بجلده، فيما تمكنت العصابة من القبض على أحد العمال، إذ انهالوا عليه بالضرب والركل والسحل، كما وجهوا له ضربات على مستوى الرأس والرقبة، قبل أن يسلبوه هاتفه النقال ويعودوا أدراجهم إلى سيارتهم رباعية الدفع. بعد ذلك تمكن العامل المعتدى عليه من القيام ومغادرة المكان نحو منزل أسرته، وقبل وصوله التقى من جديد بالعصابة نفسها بأحد الأزقة، غير أنه أفلت بجلده هذه المرة. وبعد وصول المصاب إلى منزل أسرته، تم الاتصال بالشرطة وبسيارة الإسعاف الذين حلوا على وجه السرعة بعين المكان، حيث قدم أوصاف أفراد العصابة لعناصر الشرطة، وموقع تحركهم، فيما تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية.
وبعد عودته من المستشفى انتقل إلى مقر الشرطة، حيث تم الاستماع له في محاضر قانونية، كما استمرت أبحاث عناصر الشرطة لتتمكن في وقت قصير من تفكيك العصابة عبر اعتقال عنصرين منها، كما تم ضبط الهاتف المسروق بحوزة أحدهما.
ومن تداعيات هذا الحادث المروع، أن عددا من عمال وعاملات شركات تصبير السمك أو غيرها من الشركات الأخرى الخاصة بعمال إنجاز الطريق السريع، تخلفوا يوم أول أمس السبت عن الالتحاق بمقرات عملهم، خوفا على أنفسهم، ذلك أن العصابة ظلت تطارد العمال قبيل أذان الصبح بلحظات عبر شوارع الحي الجديد، حيث تفيد المصادر أن بعض العاملات عدن أدراجهن إلى بيوتهن خوفا على حياتهن، بعدما اكتشفن مطاردات العصابة وصياح أفرادها بشكل مخيف جدا.
طانطان: محمد سليماني