أنشطة وتنقلات العماري تطغى على مشروع ميزانية 2019
طنجة: محمد أبطاش
طغت الأنشطة المتعلقة بتحركات رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، إلياس العماري، فضلا عن كافة الوسائل المرتبطة بالمجلس، على حساب التنمية المحلية والاستثمار وغيرها من الملفات، وذلك حسب ما تظهره أرقام مشروع الميزانية التي تمت المصادقة عليها أول أمس الاثنين بمقر مجلس الجهة، بحضور والي الجهة محمد اليعقوبي، والتي تأتي تزامنا وتوصيات وزارة الداخلية حول ضرورة ترشيد النفقات وخفض نسب المصاريف، إذ تكشف هذه الأرقام أن أنشطة المجلس لوحدها من المنتظر أن تلتهم 19 مليون درهم، كما هي مقدرة في مصاريف ميزانية السنة المقبلة 2019، فيما حاول العماري إدراج عدة ملفات لها صلة بالتنقلات والسيارات واستهلاكها، تحت بند «الأنشطة المتعلقة بوسائل التسيير الأخرى»، والتي خصص لها مبلغ 8 ملايين درهم، بينما من المنتظر أن يلتهم بند المساعدة الاجتماعية مبلغ 50 مليون درهم، علما أنه لم يتم توضيح هذا البند بشكل تفصيلي، وهو الأمر نفسه الذي عرفه البند المتعلق بالمصاريف الطارئة، والتي وصفت من قبل المتدخلين بالمجلس بالمبهمة نظرا لعدم وجود دقة في تفصيلها، حيث بلغ المبلغ المخصص لذلك نحو مليوني درهم، في الوقت الذي تأتي مذكرة سابقة لوزارة الداخلية والتي أوصت بضرورة ترشيد النفقات، حيث إنه لأول مرة سيتم خفض المبلغ المخصص للمصاريف بنسبة 35 في المائة، إذ بلغ مجموع مصاريف الجزء الأول من مشروع الميزانية الحالية 165 مليون درهم، مقارنة مع المصاريف المقبولة برسم سنة 2018، والتي بلغت تقديراتها ما مجموعه 257 مليون درهم، حيث تمثل هذه المصاريف نسبة 24 في المائة من مجموع تقديرات المداخيل للسنة المقبلة.
هذا ودفعت المراسلات الخاصة من وزارة الداخلية المجلس المذكور، للرفع من نسبة المداخيل حتى حدود مبلغ 683 مليون درهم، بعد أن كانت المصاريف تلتهم جزءا من ميزانية مجلس الجهة، خصوصا المرتبطة بأنشطة الرئيس ونوابه وتنقلاتهم وبنود الإطعام وغيرها، فضلا عن دعم الجمعيات والأنشطة الثقافية، وذلك على حساب تنمية الجهة، التي باتت تعاني الأمرين بسبب التهميش، سيما المدن والقرى الجهوية.
وشهدت أشغال الدورة السالف ذكرها، تمرير مجمل النقط الرئيسية به، خصوصا المرتبطة ببعض الصفقات التي قام المجلس بتوقيعها من شركات للطيران بغية إحداث خطوط جوية بين طنجة ومراكش والدار البيضاء، وذلك بمساهمة الجهة بمبالغ طائلة، حيث لم تتم مناقشة هذه الاتفاقيات والتي تمت المصادقة عليها بالإجماع بشكل مثير، في الوقت الذي قام حزب العدالة والتنمية بلعب ما يشبه دورا وصف بـ«المسرحي»، أثناء التصويت على مشروع الميزانية، حيث أبدى معارضته في هذا الصدد، غير أنه لم تتم مناقشة بنود وأرقام هذه الميزانية، باستثناء ما قال عنه رئيس الفريق نبيل الشيلح، أثناء كلمته، بأنها غير دقيقة وتم إعدادها من طرف الأغلبية في ظروف غامضة، في حين لوح العماري بالرحيل عن المجلس في حال فشله في تدبير هذا المجلس كما جاء على لسانه على هامش هذه الدورة، مضيفا أن هناك من ينتظر فشل المجلس في القيام بمهامه، وهناك من يتربص به خارج القاعة، على حد قوله، دون أن يكشف تفاصيل أكثر حول هذه الجهات.