
إنزكان: محمد سليماني
تعيش مدينة إنزكان منذ أيام على وقع جدال كبير بخصوص غياب مقبرة لدفن الأموات، بعدما امتلأت المقبرة المستعملة حاليا عن آخرها، وتم اللجوء إلى حلول ترقيعية لمدة سنة، من خلال دفن الأموات في الممرات واللجوء للمساحات الإضافية غير المستعملة.
واستنادا إلى المعطيات، فقد أثير نقاش كبير بين سكان المدينة حيال غياب مقبرة لدفن الأموات، بعدما رفضت الجماعات المحيطة بمدينة إنزكان استقبال أموات هذه الجماعة لدفنها بمقابرها، وذلك لكون هذه الجماعات هي الأخرى، أضحت مقابرها ممتلئة عن آخرها.
وقد صب الكثيرون غضبهم على المجلس الجماعي لمدينة إنزكان، واتهموه بأنه لم يبادر إلى معالجة هذا المشكل بشكل استباقي إكراما للأموات، وذلك بتوفير عقار مناسب وإحداث مقبرة به.
في المقابل، كشف رئيس جماعة إنزكان، في تصريح له، أن مشكل غياب فضاءات لاتخاذها مقبرة جديدة بالمدينة، ليس وليد اللحظة، بل هو مشكل عجزت عنه المجالس الجماعية السابقة. وأبرز أن مدينة إنزكان تعاني من صغر حجهما، إذ إن مساحتها لا تتجاوز 14 ألف كلم مربع، وتقطنها كثافة سكانية كبيرة تتجاوز 650 ألف نسمة، فيما يتراوح معدل الأموات بالمدينة ما بين 10 و18 حالة في اليوم.
وكشف الرئيس أن مقابر المدينة أغلبها مغلق منذ قرون، فيما المقبرة الوحيدة المستعملة حاليا أصبحت ممتلئة عن آخرها منذ ما يزيد عن سنة، لذلك لجأ المجلس إلى البحث عن وعاء عقاري لاتخاذ مقبرة للدفن، غير أن ذلك لم يتم، لكون المدينة محاطة بواد سوس، وبالغولف من جهة، وجماعات الدشيرة الجهادية وأيت ملول من جهة ثانية.
ومن بين الإجراءات التي تم اتخاذها لتجاوز أزمة المقابر بمدينة إنزكان حسب الرئيس، قيام المجلس الجماعي بمراسلة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بخصوص الدفن بمقبرة الجرف المغلقة منذ حوالي 100 عام، فكان جواب الوزارة هو أن الأمر ينظر فيه من قبل المجلس العلمي، وهو ما دفع المجلس الجماعي إلى مراسلته، غير أنه أجاب بأن الأمر يقتضي استصدار فتوى من الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى، وهو ما لم يتم من قبل. أما الإجراء الثاني، فهو اقتراح تمديد المقبرة الحالية على عقار محاذ لها تتجاوز مساحته 8000 متر مربع، إلا أن المكان تبين أنه غير مناسب للدفن، لقربه من السكان وفضاءات عمومية.
واستنادا إلى المعطيات، فإنه أمام أزمة غياب فضاءات لدفن الأموات بإنزكان، فإنه ينتظر أن يتم فتح المقبرة البينجماعاتية الموجودة قرب مطار المسيرة، والتي تتجاوز مساحتها 40 هكتارا، وستخصص لدفن أموات جماعات عمالة إنزكان- أيت ملول.