
تحولت العديد من الممرات داخل حي درب الكبير إلى كابوس يهدد سلامة المارة، بالنظر إلى انتشار الجانحين ليلا، وفق شكايات للسكان، والذين يتخذون من البنايات الآيلة للسقوط المغلقة، التي جرى ترحيل سكانها، ملاذا آمنا لمعاقرة الخمر واستهلاك المخدرات، في ظل خصاص المنتزهات ودور الشباب في تراب المقاطعة.
حمزة سعود
يعيش سكان حي درب الكبير بمقاطعة مرس السلطان، حالة من الاستياء جراء الإهمال المتواصل الذي يطول أزقة الحي ومحيطها، بسبب الانتشار القياسي للأزبال والروائح الكريهة.
وتنتشر الروائح العطنة بالمنطقة، بالإضافة إلى الشجارات الليلية بين المنحرفين. وهو ما يعرض العديد من البنايات السكنية إلى أضرار تطول النوافذ، بسبب التراشق بالكؤوس الزجاجية والحجارة.
وتوجد داخل الحي العشرات من البنايات الآيلة للسقوط، بعد أن تم إغلاق العديد منها، عقب إعادة إيواء قاطنيها في إطار برنامج إعادة إيواء قاطني الدور الآيلة للسقوط، مما يحول البنايات المغلقة المهجورة إلى مرتع لتجمع الجانحين.
وتحولت حدائق ومنتزهات سابقة بالحي إلى بنايات مهجورة لم تكتمل الأشغال الخاصة بها، بحيث يطالب السكان بحث الجهات المعنية بتسريع تشييد هذه البنايات، أو هدمها، وخلق مرافق وفضاءات لخدمة السكان، تفاديا لانتشار الجريمة بالمنطقة.
وراسل السكان محمد بودريقة، الرئيس السابق لجماعة مرس السلطان، من أجل التدخل لإنقاذ وضعية الحي السكني دون جدوى، في حين أن شكايات السكان ما زالت متواصلة في عهد مجلس مقاطعة مرس السلطان الحالي برئاسة محمد التويمي بنجلون، بغية خلق دور للشباب وتنمية المنطقة اجتماعيا وثقافيا.
ويشير السكان إلى أن هذا الوضع مستمر منذ سنوات طويلة، دون تدخلات جدية من المجالس المنتخبة، في ظل وجود بنايات مهجورة ينتشر داخلها الجانحون، وسط مطالب بتعزيز الدوريات الأمنية لطرد الجانحين من هذه المناطق.
وتحولت هذه البنايات إلى مأوى للمتشردين والمتعاطين للمخدرات وبعض المواد الكحولية، مما يزيد من حالة الانفلات الأمني ويساهم في انتشار الجريمة. كما أعرب السكان عن استيائهم من سمعة الحي، التي تدفع المارة إلى تفادي الولوج إليه عبر الأزقة والمنافذ المتفرعة.
ويطالب سكان درب الكبير بتعزيز الدوريات الأمنية في الحي بشكل مكثف، بهدف طرد الجانحين من هذه البؤر المهجورة التي تحولت إلى ملاذ آمن لهم. معبرين عن استيائهم العميق من الصورة السلبية التي باتت لصيقة بالحي، خلال السنوات الأخيرة.