شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

التركيبة الثلاثية

 

مقالات ذات صلة

حسن البصري

اهتدى المجلس الوطني، المنبثق من المؤتمر الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة، لصيغة توافقية جعلت فاطمة الزهراء المنصوري، أمينة عامة جديدة للحزب إلى جانب كل من محمد المهدي بنسعيد وصلاح الدين أبو الغالي، فيما تم انتخاب نجوى كوكوس رئيسة للمجلس الوطني.

اللجوء إلى خيار القيادة الثلاثية مكن من نزع فتيل الصراع من عجين مؤتمر بوزنيقة، ولطف مناخ هذه المحطة الحارقة التي أسقطت الأمين المثير للجدل عبد اللطيف وهبي.

التركيبة الثلاثية ليست بدعة في السياسة والرياضة، وليست غريبة عن حزب الجرار، الذي عاش تجربة التدبير ثلاثي «الأبعاد» في المراحل الأولى لـ«البام» من خلال قيادة ثلاثية كانت تتكون من بنعدي، خشيشن وبلكوش.

التركيبة مستوحاة من الفكر الكروي، الذي كلما استعصى تعيين مدرب أو انتخاب رئيس، إلا وتم اللجوء لجبر الخواطر، وحشر من يسكنهم عشق الزعامة خلف مقود واحد، حفاظا على تماسك الفريق.

ولأن السياسة تستلهم من الكرة الكثير من قواعدها وضوابطها، فإن الأحزاب تنهل في أبرز محطاتها من قواميس اللعبة الشعبية، فتعيش حالات تسلل في قواعدها وتستمتع بالانتقالات الشتوية والصيفية والإعارة من هذا الحزب إلى ذاك وتلغي صناديق الاقتراع من جموعها.

حين نبحث عن الكرة في التركيبة الثلاثية لحزب الجرار، سنكتشف أن فاطمة الزهراء المنصوري مسكونة بحب الكوكب المراكشي، وصلاح الدين أبو الغالي كان عضوا في المكتب المسير للوداد الرياضي لسنوات، والمهدي بنسعيد كان بدوره رئيسا لاتحاد يعقوب المنصور، المنتمي للقسم الأول هواة، قبل أن يستقيل من منصبه تجنبا لحالة التنافي. بل إن نجوى كوكوس، رئيسة المجلس الوطني للجرار، كانت لسنوات رئيسة للجنة متابعة أشغال مركب محمد الخامس لكرة القدم، وقضت في محيط الكرة سنوات. علما أن «البام» حزب الكرة بامتياز، فلا يخلو قيادي من ولاء للمستديرة المحشوة بالهواء، حتى أن زعيمه السابق عبد اللطيف وهبي كان ولازال محاميا لفريق حسنية أكادير.

علاقتنا بالتركيبة الثلاثية أو الرباعية المسكنة للأوجاع وللغضب الساطع في المدرجات، ليست وليدة مؤتمر بوزنيقة، فقد تمت تجربتها على مستوى المنتخب الوطني لكرة القدم مرات ومرات، وما كل مرة تسلم الجرة.

في عهد رئيس الجامعة السابق علي الفاسي الفهري، تم تعيين طاقم تقني رباعي لقيادة المنتخب الوطني، مكون من المدربين حسن مومن، الحسين عموتة، جمال السلامي وعبد الغني بناصيري، بأجور زهيدة إلى درجة أن البعض منهم رفض تسلم أجره.

أعيدت التجربة مع منتخب الشباب المغربي، وتابعنا حصصا تدريبية يقودها طاقم تقني مكون من أربعة مدربين، وهم: الهولندي مارك فوت ومصطفى مديح وجمال السلامي ثم سمير عجام. تزامن اللجوء للتركيبة الرباعية مع وصلة إشهارية تروج لياغورت محشو بمكونات رباعية الدفع.

كان المدير التقني الوطني ناصر لاركيط وراء اقتراح الأسماء المذكورة للاشتغال في معسكر الأشبال ضمن قطب تقني موحد، لكن مع مرور الأيام تبين أن الوجه «المشروك» لا يغسل كل صباح.

حين حل الملك الراحل الحسن الثاني جامعة كرة القدم في دجنبر 1979، عين تركيبة ثلاثية على رأس العارضة التقنية للمنتخب المغربي، مكونة من جيست فونتين وحمادي حميدوش ثم المدرب جبران، لم تكتمل الخلطة بعد استقالة الإطار فونتين بسبب حادثة سير، وتحولت التركيبة إلى «دويتو» تقني مغربي احتل الصف الثالث قاريا.

لم ينس الوداديون الجمع العام التاريخي الذي استمر إلى مطلع الفجر، في نهاية التسعينات، والذي أفرز رئيسين لمكتب واحد، عبد المالك السنتيسي وأبو بكر اجضاهيم، لكن كان من الصعب الجمع بين طبيب ومسؤول أمني في غرفة قيادة واحدة.

لا أنصح الفرق الرياضية بعقد جموعها العامة في بوزنيقة، خذوا العبرة من مؤتمرات الأحزاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى