شوف تشوف

الرئيسيةخاصسياسيةوطنية

القرض الفلاحي يعقد شراكات استراتيجية على هامش «سيام 17»

وزراء يوقعون إعلان «مكناس» لتكييف الفلاحة الإفريقية مع المناخ

أقيمت، مساء أول أمس الخميس، مأدبة عشاء رسمية بمشور الستينية صهريج السواني بمدينة مكناس، احتفاء بضيوف الدورة السابعة عشرة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب (سيام 2025). وقد ترأس هذه المناسبة عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، نيابة عن الملك محمد السادس، الذي حرص على تنظيم هذا الحفل، تكريما للمشاركين والداعمين لهذا الحدث الفلاحي البارز.

وعرفت هذه المأدبة حضور عدد من الشخصيات الرفيعة، على رأسها رئيس مجلس النواب وأعضاء من الحكومة المغربية، إلى جانب وزراء ومسؤولين أفارقة مكلفين بقطاع الفلاحة، فضلا عن ممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد في المغرب، ووالي جهة فاس مكناس، وعاملي عمالتي فاس ومكناس، إضافة إلى  وفود وشخصيات فاعلة في الحقل الفلاحي على المستويين الوطني والدولي.

وشكل هذا اللقاء الرسمي مناسبة لتعزيز أواصر التعاون بين الفاعلين في القطاع الفلاحي ومختلف الشركاء الدوليين، حيث تمت مناقشة التحديات الراهنة والفرص المستقبلية لتنمية الفلاحة المستدامة بالمغرب وإفريقيا، في ظل الرهانات العالمية المرتبطة بالأمن الغذائي والتغيرات المناخية.

وفي إطار هذا الحفل، قام رئيس الحكومة بتسليم جوائز تقديرية لعدد من الوحدات الإنتاجية المتميزة، حيث تم تتويج 12 وحدة إنتاجية في كل جهة من جهات المملكة، إلى جانب 12 وحدة حسب مختلف القطاعات، إضافة إلى 16 مساهمة متميزة في أقطاب الملتقى، وذلك اعترافا بالمجهودات الكبيرة المبذولة لتطوير الفلاحة وتعزيز الأمن الغذائي.

 

القرض الفلاحي يعقد شراكات استراتيجية على هامش «سيام 17»

شراكة لرقمنة تدبير الكفالات البنكية لاستيراد الحبوب وشراكة مبتكرة مع «تربة»

 

شهدت فعاليات المعرض الدولي للفلاحة بمكناس (سيام 2025) توقيع اتفاقية شراكة ثلاثية جمعت مجموعة القرض الفلاحي للمغرب، والمكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني، وشركة «PortNet S.A»، المنصة الوطنية الموحدة لإجراءات التجارة الخارجية. وقد جرى التوقيع بحضور أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، في إطار سعي الأطراف المعنية إلى  تحديث رقمنة عمليات الاستيراد.

وتهدف هذه الشراكة إلى  إرساء منظومة رقمية متكاملة لتدبير الكفالات البنكية المتعلقة باستيراد الحبوب والبقوليات، وذلك بما ينسجم مع التوجهات الوطنية نحو الرقمنة وتبسيط المساطر الإدارية. وتشكل هذه المبادرة جزءا من مسار التحول الرقمي لسلسلة التوريد، حيث ستُمكن من تقليص آجال معالجة الطلبات، وترشيد التكاليف، وتقليل الأخطاء البشرية.

وتستند هذه الاتفاقية إلى  تبادل البيانات المؤمّنة والمهيكلة عبر منصة «PortNet»، ما سيعزز من الشفافية والنجاعة في العمليات التجارية. كما تُعد خطوة نوعية نحو تحسين بيئة الأعمال وتسهيل معاملات الاستيراد في قطاع الحبوب، الذي يُعد من بين أبرز مكونات الأمن الغذائي الوطني.

وتعكس هذه المبادرة التزام مجموعة القرض الفلاحي للمغرب بتعزيز الولوج إلى  الخدمات المالية العصرية، عبر تطوير أدوات تكنولوجية تستجيب لحاجيات الفلاحين والفاعلين في القطاع. كما تندرج في سياق الرؤية الاستراتيجية للمكتب الوطني للحبوب والقطاني، الساعية إلى  تحديث آليات التدخل والتتبع السوقي.

ويعزز هذا التعاون الثلاثي المكانة الريادية لمنصة «PortNet» كفاعل محوري في تحسين مناخ الأعمال بالمغرب، من خلال توسيع استعمالها ليشمل مختلف مكونات التجارة الخارجية، وخاصة ما يتعلق بالإجراءات البنكية واللوجستيكية والجمركية، بما يسهم في تكريس التنافسية الاقتصادية الوطنية.

وفي سياق الشراكات، وفي إطار جهوده لتكريس الزراعة المستدامة وتعزيز مرونة الفلاحين في مواجهة التغيرات المناخية، وقّع القرض الفلاحي للمغرب اتفاقية شراكة جديدة مع شركة «تربة»، التابعة لمنصة الابتكار«INNOVX»، وذلك أول أمس الخميس، ضمن فعاليات المعرض الدولي للفلاحة بمكناس (سيام 2025). وجرت مراسم التوقيع بحضور كل من أحمد البواري، وزير الفلاحة، ومحمد فكرات، رئيس مجلس إدارة القرض الفلاحي.

وتهدف هذه الاتفاقية إلى تمكين الفلاحين من الولوج إلى حلول تمويلية مخصصة لاقتناء معدات البذر المباشر، وهي تقنية فلاحية حديثة تعتبر من الركائز الأساسية للزراعة الكربونية. وتعتمد هذه التقنية على تقليل الحرث وتقوية التربة، بما يسهم في الحفاظ على التوازن الكربوني داخل الاستغلاليات ويحد من التدهور البيئي.

وتُعد هذه المبادرة امتدادا لبرنامج «استدامة» الذي أطلقه القرض الفلاحي، ويهدف إلى مرافقة التحول نحو ممارسات زراعية مسؤولة بيئيا وقادرة على تحقيق مردودية اقتصادية واجتماعية. وتعمل الشراكة مع «تربة» على دعم تبني البذر المباشر، والتناوب الزراعي، والتدبير الذكي لبقايا النباتات، وكلها ممارسات تسهم في تعزيز خصوبة التربة وترشيد استهلاك الموارد المائية.

وتعكس هذه الخطوة توجه القرض الفلاحي نحو دعم نموذج فلاحي مبتكر يحترم البيئة، ويستند إلى مبادئ الاقتصاد الأخضر. كما تؤكد التزام المؤسسة بمرافقة الفلاحين في تبني الممارسات المستدامة، من خلال تعبئة التمويلات والبرامج التحفيزية التي تراعي الخصوصيات الاجتماعية والاقتصادية للعالم القروي.

قطاع الأغنام والماعز في صلب النقاش حول الفلاحة المستدامة بمكناس

شكل قطاع تربية الأغنام والماعز محور جلسة نقاش انعقدت ضمن فعاليات الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، بحضور خبراء دوليين ومسؤولين مغاربة وأجانب. وقد سلط المشاركون الضوء على الأهمية الاستراتيجية لهذا القطاع الحيوي في التنمية الفلاحية المستدامة.

وأبرز المتدخلون مرونة قطاع الأغنام والماعز في مواجهة التغيرات المناخية والتحديات الاقتصادية، مؤكدين على ضرورة تحسين السلالات وتطوير منظومة التكوين المهني في مهن تربية المواشي، بهدف تعزيز القيمة المضافة وإدماج المربين في النسيج الاقتصادي.

وفي هذا السياق، دعا جان لوك شوفيل، رئيس لجنة الموارد الوراثية الحيوانية بفرنسا، إلى تجديد التعاون مع المغرب في إطار شراكات ثلاثية تجمع بين الشمال والجنوب، معتبرا أن المغرب يمكن أن يشكل محورا استراتيجيا في هذا المجال.

من جانبه، شدد سعيد شطيبي، المدير العام للجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز (ANOC)، على أهمية الدور الذي تضطلع به الجمعية في تحسين الإنتاج وتحقيق نتائج إيجابية، من خلال دعم المهنيين وتقديم المواكبة التقنية في مجالات التسمين وتحسين الأداء.

واختتمت الجلسة بدعوات لتعزيز الدعم العمومي لهذا القطاع، الذي يظل من أبرز ركائز السوق الوطنية للحوم والأضاحي، خاصة في ظل التحديات المناخية الأخيرة، مثل الجفاف، الذي أثر سلبا على الإنتاج، لكن دون أن ينال من قدرة القطاع على التعافي والاستمرار.

 

وزراء يوقعون إعلان «مكناس» لتكييف الفلاحة الإفريقية مع المناخ

اختتم المؤتمر الوزاري الخامس لمبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية، المنعقد بمكناس، يوم الأربعاء الماضي، باعتماد إعلان مشترك بين وزراء الفلاحة وممثلي المؤسسات الإقليمية والدولية، أكدوا من خلاله ضرورة تسريع التحول نحو فلاحة مستدامة ومرنة في وجه التغيرات المناخية.

وأوصى الإعلان بوضع استراتيجيات تكيف فعالة وتعبئة التمويلات المناخية، مع التركيز على دعم الفاعلين الأكثر هشاشة، وتكثيف التعاون بين بلدان الجنوب، وتطوير الزراعة الذكية مناخيا، بما يعزز الأمن الغذائي وخلق فرص الشغل في القارة الإفريقية.

كما دعا الموقعون إلى تعزيز المبادرات الإقليمية الكبرى، من قبيل لجان المناخ الإفريقية ومبادرة أبيدجان، معتبرين أن التكامل بين هذه الجهود هو السبيل الأمثل لإرساء استراتيجية إفريقية موحدة وطموحة.

وشدد الإعلان على ضرورة نقل التكنولوجيا وتبادل الممارسات الفضلى، إضافة إلى الاستثمار في قدرات الفلاحين ومنظماتهم، وذلك بهدف خلق فضاءات للتبادل وتكوين الفاعلين المحليين لمواجهة التحديات المناخية.

وأكد المشاركون على أهمية الدور الذي تضطلع به المملكة المغربية في مجال التعاون جنوب- جنوب، واعتبروها نموذجا يحتذى به في دعم التنمية الفلاحية المستدامة، مطالبين بدعم دولي أكبر لتمكين القارة الإفريقية من رفع تحديات التغير المناخي بفعالية.

 

«الحراجة الزراعية» تتصدر النقاشات الإفريقية حول الأمن الغذائي بمكناس

أبرز أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، خلال مشاركته في المؤتمر الوزاري الخامس بمكناس، أهمية «الحراجة الزراعية» كحل استراتيجي لمواجهة التحديات المناخية وتحقيق الأمن الغذائي في إفريقيا. وأكد أن هذه الممارسة الزراعية تمثل ركيزة لسياسات مستقبلية قائمة على التوازن بين الطبيعة والفلاحة.

وفي كلمته بالمؤتمر، أوضح الوزير أن الحراجة الزراعية تسهم في تأهيل التربة والمحافظة على الموارد المائية وخلق فرص الشغل والدخل، داعيا إلى جعلها أساسا للسياسات المناخية والفلاحية. وأكد على ضرورة دمج النساء والشباب في هذه الدينامية لضمان تحول فلاحي عادل ومستدام.

وأشار إلى أن التحولات الكبرى مثل الجدار الأخضر العظيم ومبادرة AFR100 تمثل تجارب ناجحة في استعادة الأراضي الفلاحية والغابوية، داعيا إلى تطوير نموذج إفريقي جديد قائم على الذكاء البيئي والسيادة الغذائية.

من جانبه، أكد سيني نافو، الأمين العام للمبادرة، أن انعقاد مؤتمر «COP30» المقبل يشكل فرصة للدفع بملف الحراجة الزراعية إلى واجهة المفاوضات الدولية، مشددا على ضرورة توحيد الصوت الإفريقي للتأثير في السياسات العالمية.

وشدد المشاركون على أن الحراجة الزراعية ليست فقط تقنية، بل هي خيار استراتيجي لتحقيق تنمية مستدامة، معتبرين أن الملتقى الدولي للفلاحة يشكل منصة فعالة لترسيخ هذه الرؤية وتعزيز التعاون القاري في مواجهة التحديات البيئية والاجتماعية المتصاعدة.

وتعتبر «الحراجة الزراعية l’agroforesterie»، مفهوما جديدا يجمع بين الزراعة والغابات، أي أنه نظام استغلال أرضي يجمع في آن واحد أو بالتناوب بين زراعة النباتات (كالخضر أو الحبوب) وتربية الأشجار الخشبية أو المثمرة في نفس المساحة، مع إمكانية دمج تربية الحيوانات أيضا.

 

………………………………………………………………………..

 

تونس تشيد بدور «سيام 2025» كمنصة دولية للترويج الفلاحي

أشاد المركز التونسي للنهوض بالصادرات بالدور المحوري الذي بات يضطلع به الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، واصفا إياه بـ«المنصة الأساسية» للإشعاع التجاري والفلاحي على الصعيد الدولي. جاء ذلك ضمن بلاغ رسمي صادر بمناسبة مشاركة تونس في الدورة السابعة عشرة للملتقى، المنعقد بمكناس إلى غاية 27 أبريل الجاري.

وأوضح البلاغ أن هذا الحدث الفلاحي، الذي يقام على مساحة تناهز 12.4 هكتارا، ويشهد مشاركة 1500 عارض من 70 بلدا، أصبح فضاء نموذجيا لعرض المنتجات الفلاحية وترويج الصناعات الغذائية، سيما في ظل توقعات تفوق حاجز المليون زائر. وقد أتاحت هذه التظاهرة، منذ انطلاقتها، فرصا حقيقية لتبادل الخبرات واستكشاف آفاق استثمار جديدة.

وسلط المركز الضوء على أهمية المشاركة التونسية ضمن استراتيجية شاملة لتعزيز وجود المنتجات الفلاحية والصناعية التونسية في الأسواق الإفريقية والأوروبية، وذلك عبر تواصل مباشر مع الفاعلين الاقتصاديين وصناع القرار في القطاع.

وأشار البلاغ إلى أن الملتقى يتيح لقاءات عمل مثمرة بين المنتجين والمستثمرين، بما يفتح الباب أمام مشاريع شراكة في ميادين الزراعة والصناعات الغذائية، ويعزز من فرص تبادل التكنولوجيا بين الضفتين الإفريقية والأوروبية.

وأكد المركز أن هذه المشاركة التونسية تندرج في إطار دينامية إقليمية للنهوض بالتعاون جنوب- جنوب، كما تعكس رغبة تونس في ترسيخ حضورها ضمن المحافل الاقتصادية الكبرى ذات البعد الدولي، سيما في ظل الأهمية المتزايدة للقطاع الفلاحي في الأمن الغذائي العالمي.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى