حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةتقارير

الوليدية… احتجاج ضد العزلة وتردي الأوضاع والمطالبة بالتنمية

سكان قطعوا 19 كيلومترا مشيا واعتصموا أمام الجماعة والباشوية

مصطفى عفيف

 

 

نظم قاطنو عدد من دواوير جماعة الوليدية، التابعة لإقليم سيدي بنور، الأسبوع الماضي، وقفة احتجاجية أمام مقر الجماعة والباشوية للتعبير عن رفضهم للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي يعانون منها منذ سنوات، والمطالبة بحقوقهم المشروعة في التنمية والخدمات الأساسية.

وكان سكان دواوير أولاد الحاج الطاهر، الدهاهجة والساحل نظموا مسيرة على الأقدام انطلاقا من نقطة الانطلاقة التي تبعد عن مركز الجماعة بحوالي 19 كيلومتراً، في اتجاه المركز، حيت نظموا وقفة احتجاجية عجلت بتدخل السلطات المحلية دون أن يثني ذلك عزيمتهم.

ورفع المحتجون شعارات قوية تطالب بتوفير التعليم، الصحة والطرق، والماء والكهرباء، إلى جانب النقل المدرسي ورخص البناء، مؤكدين أن مناطقهم تعيش عزلة تامة بسبب غياب البنيات التحتية والخدمات الضرورية للحياة الكريمة.

وأكد المحتجون أن هذه الوقفة ليست الأولى، وأنه سبق لهم أن عبّروا مراراً عن مطالبهم عبر مراسلات رسمية وتقارير إعلامية، من بينها ما نشر في تغطيات سابقة لمنابر صحفية، دون أن يجدوا آذاناً صاغية من الجهات المسؤولة. ومن أبرز المشاكل التي تعاني منها المنطقة، الوضعية المتدهورة لمجموعة مدارس الدهاهجة، حيث غياب الماء والكهرباء ووجود أقسام متهالكة لا تليق بتمدرس التلاميذ، بالإضافة إلى غياب أستاذ لمستويي الخامس والسادس بفرعية أولاد الحاج الطاهر منذ بداية الموسم الدراسي.

ويعاني السكان المحتجون، كذلك، مع قطاع الصحة، حيث يضطر المرضى للتنقل إلى الجديدة أو آسفي بسبب ضعف التجهيزات الطبية ونقص الأطر الصحية بالمستوصف الوحيد في مركز الوليدية، بينما تعجز سيارة الإسعاف عن الوصول إلى عدة دواوير بسبب الطرق غير المعبدة والتي لم يتم إصلاحها منذ فترة الحماية الفرنسية، خاصة الطريق رقم 3403 التي تمر وسط المنطقة.

يأتي هذا في وقت لا تزال العديد من المساكن خارج الربط بشبكة الكهرباء، بسبب تجميد عدد من الرخص لسنوات، وهو أمر ينطبق على الماء الصالح للشرب، إذ يعتمد السكان على مياه الآبار أو شراء المياه بصعوبة في ظل غياب شبكة مائية منظمة.

وتطرق الغاضبون، أيضاً، إلى ملف الأراضي السلالية، إذ رفض عدد من السكان التوقيع على عقود استغلال جديدة فرضتها السلطات، معتبرين أنهم من ذوي الحقوق ولديهم وثائق تثبت ملكيتهم لهذه الأراضي التي توارثوها عبر الأجيال، رغم ما تعانيه من قلة المياه وضعف الإنتاج الفلاحي، بسبب الجفاف وعزلة المنطقة.

وتأتي هذه الوقفة تعبيراً عن غضب شعبي متزايد من سياسة التهميش، حيث تؤكد الساكنة أنها لم تعد قادرة على تحمل أوضاع العزلة والحرمان من أبسط حقوقها، مطالبة بتدخل فوري من الجهات المعنية من أجل تلبية مطالبها وتحقيق تنمية منصفة وشاملة للمنطقة.

وتبقى الكرة الآن في ملعب المسؤولين، في انتظار تجاوب جاد ومسؤول يقطع مع سياسة الآذان الصماء ويمنح لساكنة الوليدية أملاً جديداً في مستقبل أفضل.

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى