
دق سكان مجموعة من الدواوير بجماعة الردادنة أولاد مالك، إقليم بنسليمان، ناقوس الخطر بسبب استنزاف الفرشة المائية نتيجة تزايد الزراعات السقوية (الجزر والبطاطس)، ودخلوا في احتجاجات زادت حدتها بعد إقدام أحد المزارعين المنحدر من إقليم سطات على كراء أزيد من 30 هكتارا بدوار القطابة قيادة احلاف جماعة الردادنة أولاد مالك لتهيئتها من أجل زراعة الجزر، في وقت تعرف المنطقة نقصا كبيرا في الماء بسبب تراجع منسوب مياه الآبار التي جف بعضها. وقام مكتري تلك الأراضي باستغلال عدد من الآبار بطرق ملتوية من أجل استعمالها في السقي، وهو الوضع الذي كان أدى، في أكثر من مناسبة، إلى خروج ساكنة دوار المعيزين أولاد سيدي حمد بجماعة الردادنة أولاد مالك للاحتجاج على الوضع والمطالبة بتدخل السلطات المحلية والإقليمية لوضع حد لهذه الفوضى جراء نضوب عشرات الآبار غير القانونية داخل عشرات الهكتارات التي يتم كراؤها من طرف مزارعي الجزر والبطاطس، والتي يتم استغلال مياهها الجوفية من طرف العديد من المزارعين، من أجل الزراعة السقوية، مستغلين مجموعة من الآبار التي تعمل على مدار الساعة، بالإضافة الى استعمال أنابيب لسقي أراض أخرى ما جعل الآبار، التي كانت في وقت سابق بعمق 80 مترا وتستغل في الشرب، تجف بسرعة، فضلا عن انخفاض منسوب المياه الجوفية ببعض المناطق، ما خلق أزمة عطش لدى الساكنة وكذا الفلاحين الصغار، الذين كانوا يستعملون الآبار في الشرب أو لسقي الأراضي ذات المساحات الصغيرة، فضلا عن الكارثة الكبرى التي تتسبب في هدر المياه من خلال غسل الجزر الذي يتطلب كميات كبيرة من مياه الآبار، ما أثر سلبا على الفرشة المائية وآبار الفلاحين الصغار.
هذا الوضع عجل بدخول جمعية الأدارسة للتنمية والبيئة على الخط من خلال وضع تعرض لدى السلطات المحلية والإقليمية لمنع زراعة الجزر على مستوى قيادة أحلاف وجماعة الردادنة أولاد مالك، وذلك لما في الأمر من خطورة على الفرشة المائية بسبب استمرار زراعة الجزر التي تحتاج كميات كبيرة من المياه، ما يؤدي إلى ضغط كبير على الفرشة المائية التي تعاني من استنزاف متزايد.
وطالبت الجمعية، في رسالة وضعتها لدى السلطات المحلية، بضرورة تفعيل قرار سابق للسلطات يقضي بمنع زراعة الجزر بالمنطقة حفاظا على الموارد المائية وضمان استدامتها للأجيال القادمة.
يأتي هذا في وقت أكد السكان على عجز السلطات المحلية عن إيجاد حلول لأزمة العطش بالمنطقة ووقف استنزاف الفرشة المائية لأغراض فلاحية، مطالبين بإيصال قنوات الماء الصالح للشرب إلى أقرب التجمعات السكنية أو إنشاء ثقوب جوفية لجلب المياه من أجل التخفيف من حجم المعاناة اليومية التي يواجهونها في مسيرة يومية للبحث عن مياه الشرب.
ودعا السكان إلى فتح تحقيق في مآل الشكايات والتعرضات التي سبق أن وضعوها لدى عمالة إقليم بنسليمان ووزارة الداخلية ووكالة الحوض المائي والسلطات المحلية بقيادة أحلاف، والتي لم تعرف طريقها نحو المطلوب.





