النعمان اليعلاوي
رفض أعضاء المؤتمر الوطني الاستثنائي لحزب العدالة والتنمية مقترح الأمانة العامة للحزب بتأجيل المؤتمر لمدة سنة، حيث صوت 901 من المؤتمرين ضد المقترح مقابل 374 مؤتمرا صوتوا لصالحه، وهو ما فتح الباب لعودة بنكيران إلى قيادة الحزب من جديد، بعد الضغط الذي مارسه في اليومين السابقين بإعلانه أخذ مسافة من الترشح لقيادة الحزب إن صوت المؤتمر الوطني على قرار الأمانة العامة، واعتبر أن الأمانة العامة المستقيلة لا حق لها في تقرير مستقبل الحزب ومحملا الأمين سعد الدين العثماني مسؤولية الهزيمة المدوية للحزب في انتخابات 8 شتنبر.
وفتح تصويت المؤتمر الوطني الاستثنائي ضد قرار تأجيل المؤتمر العادي، الطريق سالكة أمام بنكيران الذي انتخب مساء أول أمس (السبت) أمينا عام لحزب العدالة والتنمية خلفا لسعد الدين العثماني. وحصل بنكيران على 1012 صوتا، بنسبة 81 في المائة من مجموع أصوات أعضاء المؤتمر الوطني، مقابل 221 صوتا لعبد العزيز العماري و15 صوتا لعبد الله بوانو، بينما بلغ عدد الأصوات الملغاة 4.
وشدد بنكيران، في كلمة ألقاها عن بعد بعيد انتخابه أمينا عاما للحزب، على علاقة الحزب بالمؤسسة الملكية، وهي العلاقة التي وصفها بـ”الاستراتيجية”، معتبرا أن الحزب بنى شرعيته من الشعب، وقال «نحن جئنا من التحت، ولا يمكن أن نفرط في مشروعية التحت ونبقى معلقين بمشروعية الفوق»، قبل أن يضيف «مشروعية الفوق تفرض علينا السمع والطاعة في المعروف والتوقير والاحترام للملك والأسرة المالكة»، على حد تعبير بنكيران الذي قال إنه من واجب الحزب التوقير والاحترام للملك والأسرة الملكية «نحن مع الأسرة الملكية، لكن من واجبنا القيام بدور النصح، وليس من واجبنا فقط قول نعم، لأن هناك ملايين يقولون نعم»، حسب بنكيران.
وعاد بنكيران إلى نكسة انتخابات 8 شتنبر، وقال «بأنه من غير المعقول أن يظل الحزب حبيس تلك النتائج، بالرغم من كونه قد عبر في ما سبق عن وجود اختلالات في العملية، في إشارة إلى موقف سعد الدين العثماني، الأمين العام السابق للعدالة والتنمية، الذي كان قد أشار إلى وجود شبهات استعمال مكثف للمال لشراء الأصوات أثناء الحملة الانتخابية لاستمالة الناخبين»، معتبرا أنه «كان على الحزب تقديم الأدلة على كل تلك الأمور والخروج بموقف صريح والانسحاب بشكل رسمي»، موضحا أنه «شخصيا عاجز عن استيعاب وضعية الحزب حاليا، مضيفا بأن الصورة مازالت غير واضحة بالنسبة له، لأن «الظروف ليست هي الظروف» حسب تعبيره، وقال بأنه «وجب علينا التشبث بحقنا الديمقراطي في المعارضة، وأنه لم يعد لدينا الحق لمناقشة فترة ما قبل تعيين الحكومة التي عينها جلالة الملك»، معتبرا أن «العدالة والتنمية اختار المعارضة وسنعارض الحكومة في كل ما نراه غير سليم وإذا قامت بشيء جيد فسنكون من أول مسانديها فيه».
وعاد بنكيران للحديث عن البناء الداخلي للحزب، مبرزا أمام إخوانه ما قال إنه الظرف الصعب الذي يعاد فيه تنصيبه أمينا عاما عليهم، بالقول «هناك أشخاص يتخيلون أنه يمكن أن نعيد بناء الماضي بهذه السهولة وننطلق من جديد»، قبل أن يضيف «أنا لست بطلا من أبطال كرة القدم، أنا لست ميسي، لكني سوف أبذل جهدي»، وأضاف بنكيران أنه بلغ من العمر 70 عاما، وبالتالي فهو لا يستطيع أن يشتغل وحده، وإنما بالاستعانة بأعضاء من الحزب من القدامى ومن الجدد، وقال إن أعضاء الحزب «سيعيدون تحقيق انتصارات أخرى»، لكنه قال لهم في نفس الوقت بأن «العودة إلى الوزارات والسفارات أصبح أمرا بعيدا»، مشددا على ضرورة بقاء الحزب في الساحة وقال «يجب أن نبقى في الساحة، دورنا لم ينته، تغيرت الظروف ويجب أن نغير المقاربة».