شوف تشوف

الرئيسيةتقاريروطنية

تعثر إنجاز مستشفى الأمراض العقلية والنفسية بأكادير

أوضاع مزرية لنزلاء مصلحة الطب النفسي بإنزكان بسبب الاكتظاظ

إنزكان: محمد سليماني

 

يعرف مشروع إنشاء مستشفى الأمراض النفسية بأكادير تعثرا كبيرا، دون أن يبدأ في الخدمة، رغم مرور أزيد من خمس سنوات على إعطاء انطلاقة هذا المشروع، الذي يدخل ضمن برنامج التنمية الحضرية لأكادير (2020- 2024)، والذي أعطى جلالة الملك انطلاقته في 7 فبراير 2020.

واستنادا إلى المعطيات، نتج عن تأخر إنشاء هذا المستشفى تفاقم وضعية نزلاء مصلحة الطب النفسي والأمراض العقلية بالمركز الاستشفائي لإنزكان، باعتبار أن هذه المصلحة هي الوحيدة التي تستقبل مرضى الجهة ومن الجهات الجنوبية للمملكة.

وحسب مصادر مطلعة، فإن نزلاء المصلحة يعيشون أوضاعا حاطة من الكرامة الإنسانية والأطر العاملة بالمصلحة ذاتها تزاول عملها في ظروف صعبة، أما عملية استشفاء المرضى فتتم بصعوبة في ظل النقص الحاد في الأدوية والمعدات، إضافة إلى البنية المهترئة لهذه الوحدة التي لا تستجيب للمعايير المعمول بها.

وأماط المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية لقطاع الصحة اللثام عن الوضعية «الكارثية» التي تعيشها مصلحة الطب النفسي بالمركز الاستشفائي الإقليمي لإنزكان، والتي أجملها في تجاوز الطاقة الاستيعابية لهذه الوحدة والمقدرة في 70 سريرا فقط، لتصل حاليا إلى أزيد من 120 نزيلا، مع ما لذلك من تأثير سلبي على ظروف استشفاء المرضى ومراقبتهم وتقديم الرعاية الصحية اللائقة بهم. إضافة إلى النقص الحاد في الأدوية والتجهيزات الأساسية، التي تعرف انقطاعات مستمرة في التزود بها، على غرار مضادات الدهان ومضادات الاكتئاب، ومضادات الذهان التي تعطى عن طريق الحقن وتلك المزيلة للقلق. ويؤدي النقص الكبير لهذه الأدوية إلى تدهور حالة المرضى، وطول مدة الاستشفاء وتعقيد مهمة مقدمي العلاج مع تزايد الخطر الذي يشكله المرضى على بعضهم البعض وعلى الأطر الصحية.

إلى ذلك تعاني المصلحة من نقص كبير في غرف العزل مقارنة بعدد النزلاء، إذ إن عددها لا يتجاوز 12 غرفة، من بينها بعض الغرف المتهالكة غير الصالحة للاستعمال، وغياب أسرة تتوفر على وسائل تثبيت طبية للمرضى في حالة هيجان، أو لديهم أفكار انتحارية، ما قد يسهم في تعريض سلامتهم وسلامة المرضى الآخرين للخطر، خصوصا في ظل تواجد بعض حالات الهيجان التي تستدعي العزل بشكل منفرد.

ونبهت رسالة الهيئة النقابية، الموجهة إلى كل من مدير المستشفى والمديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية، إلى أن عملية استشفاء المرضى الوافدين من وحدة المستعجلات على وحدة الطب النفسي خلال فترة الحراسة الليلية، تتم بشكل غير قانوني، وذلك بغياب برتوكول العلاج ووصفة طبية مسلمة من طرف طبيب مختص في الأمراض النفسية والعقلية. إضافة إلى غياب حواجز حديدية بالنوافذ داخل مكاتب الاستشارات الطبية، وقصر الحائط خارجها، ما قد يسهل عملية هروب المرضى ووقوع إصابات وكسور جراء السقوط من الحائط.

واستنادا إلى المعطيات، فإن أوضاع نزلاء مصلحة الطب النفسي والأمراض العقلية بالمركز الاستشفائي الإقليمي لإنزكان تظل في تفاقم مستمر، اعتبارا لوضعية هذه البنية الاستشفائية نفسها، في الوقت الذي كان الجميع ينتظر خروج مستشفى الأمراض النفسية بأكادير إلى حيز الوجود.

وكان الملك محمد السادس أعطى انطلاقة هذا المستشفى الجديد في فبراير 2020، وذلك باستثمار يصل إلى 55 مليون درهم، لتعزيز عرض الطب النفسي، والتكوين الطبي وشبه الطبي، وتحسين التكفل بالمرضى المصابين باختلالات عقلية.

وحددت الطاقة الاستيعابية لهذا المرفق الطبي في 120 سريرا، على أساس أن يشيد على قطعة أرضية مساحتها 25.097 مترا مربعا، وستشتمل على مستشفى النهار، وخدمات الطب النفسي، والطب النفسي للأطفال، والطب النفسي للمسنين، ووحدة للطب الشرعي وأخرى لطب الإدمان، فضلا عن قطب للاستشارات الخارجية وآخر للاستشفاء (رجال، نساء، وأطفال)، ووحدة للمستعجلات.

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى