جددت صحيفة “نيويورك تايمز“ إثارة الإشكاليات المنتظر مواجهتها خلال مرحلة توزيع اللقاح المنتظر لفيروس كورونا، حيث أشارت إلى أن العملية وضعت المختبرات وشركات التوزيع وحكومات الدول أمام سؤال عريض يهم كيفية نقل اللقاح إلى مختلف أنحاء العالم مع الحفاظ عليه في درجة حرارة باردة جدا.
فما إن تبدأ مؤشرات التفاعل الإيجابي مع الأخبار المتداولة حول قرب الوصول إلى اللقاح ذي التركيبة المثالية، الفعالة والآمنة المؤهلة للقضاء على فيروس كورونا من أجساد المصابين به، حتى تطفو إلى السطح مشاكل ومعيقات لا تفرمل كل ذلك الاندفاع والترقب الإيجابي للحظة الإعلان عن انطلاق سلسلة إنتاج اللقاح وتوزيعه على سكان العالم.
وذكرت الصحيفة أنه من الحيوي الاحتفاظ بجرعة اللقاح في درجة حرارة تصل إلى 80 درجة مئوية تحت الصفر، من لحظة تعبئتها في القارورات الزجاجية إلى لحظة حقنها في أذرع المرضى، مع الحرص على نقل اللقاح عبر الجو ربحا للوقت ولأنه أكثر أمانا.
ولأن عملية الإنتاج ستتركز في دول بعينها تعد على رؤوس أصابع اليد الواحدة، لما تتوفر عليه من بنية تحتية مؤهلة، فإن هذا الأمر يشكل أحد عوائق التوزيع، كون عملية النقل من قارة لأخرى، ومن أماكن الإنتاج والتعبئة إلى مكان التفريغ ومبعده الشحن للمستشفيات والصيدليات، يطرح إشكالية حقيقية تتمثل في مدى توفر كل وسائل النقل وأماكن التخزين على مبردات ومجمدات تحافظ على استقرار درجة حرارة اللقاح حتى لا يتعرض للتلف.
وقال جيه ستيفن موريسون، نائب الرئيس الأول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: “لقد بدأنا الآن فقط في فهم تعقيدات جانب التسليم لكل اللقاح”، وأضاف “ولا مجال للالتفاف حولها. هذه لها متطلبات صعبة تقييد الوصول والتسليم“.
ولفتت الصحيفة الأمريكية الانتباه إلى أن لقاحين من اللقاحات الثلاث الأمريكية التطوير والانتاج، التي وصلت للمرحلة النهائية، وهما: لقاح فايزر ولقاح مودرنا، يتكونان من مواد وراثية تتفكك عند ذوبان الجليد، أما اللقاح الثالث وهو من إنتاج شركة استرازينيكا وجامعة أكسفورد، يجب أن يبقى باردًا ولكن لا يتم تجميده
وأضافت أنه لذلك سيعتمد توزيع اللقاح على الشركات اللوجستية الكبرى، مثل فيدكس و “يو بي إس”، فهما يمتلكان بالفعل شبكات من المجمدات التي تستخدمها لشحن المواد الغذائية والإمدادات الطبية القابلة للتلف، كما تتمتعان بخبرة في شحن اللقاحات لأمراض أخرى، بما في ذلك الأنفلونزا الموسمية
وقالت شركة “يو بي إس” إنها تقوم ببناء ما يسمى بمزرعة التجميد في لويزفيل بولاية كنتاكي، أكبر مركز للشركة، حيث يمكنها تخزين ملايين الجرعات في درجات حرارة تحت الصفر
كما أعلنت شركة فيدكس عن إنشاء مجمدات يمكنها الحفاظ على درجات حرارة منخفضة تصل إلى 80 درجة مئوية تحت الصفر، في عدد من مدن العالم مثل باريس.