
أكادير: محمد سليماني
عرفت عدة أحياء بمدينة أكادير مباشرة بعد انتهاء شهر رمضان الفضيل تناميا ملحوظا في أعداد الجرائم المرتكبة الماسة بالأفراد، والاعتداءات على المواطنين في الشوارع العامة من قبل جانحين في حالات غير طبيعية، لعل آخرها الاعتداء على عميد شرطة الأسبوع الماضي بسلاح أبيض من قبل شاب يبلغ من العمر 34 سنة، من ذوي السوابق القضائية، كان في حالة تخدير متقدمة وعرض المواطنين وعناصر الشرطة لاعتداء جدي وخطير باستعمال السلاح الأبيض.
وقد اضطر موظفا شرطة من عناصر الدورية لاستخدام أسلحتهما الوظيفية بشكل احترازي وإطلاق عيارات تحذيرية في الهواء، قبل إصابة المشتبه فيه على مستوى أطرافه السفلى، بعدما أبدى الجانح مقاومة كبيرة.
وبعد تنامي هذه المخاطر، قررت المديرية العامة للأمن الوطني، تعزيز الحكامة الأمنية بمدينة أكادير، وذلك من خلال إرسال تعزيزات أمنية من مختلف الفرق والتشكيلات الشرطية؛ من بينها فرقة الأبحاث والتدخلات التابعة للفرقة الوطنية للشرطة القضائية، ووحدات الشرطة القضائية والأمن العمومي، والاستعلامات العامة، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، قصد القيام بمهام محددة بمدينة الانبعاث وبباقي مدن أكادير الكبير. كما حل بمدينة الانبعاث محمد الدخيسي المدير المركزي للشرطة القضائية، وذلك من أجل الإشراف الميداني على وضع خطط أمنية محكمة للقيام بمهام محددة، الغرض منها الإطاحة بعدد من المبحوث عنهم، ثم تجفيف منابع الجريمة وتفكيك العصابات، وإعادة الشعور بالأمن إلى المواطنين.
واستنادا إلى المعطيات، فليست هذه هي المرة الأولى التي تدفع فيها المديرية العامة للأمن الوطني، بتعزيزات أمنية عالية المستوى بولاية أمن أكادير، بل سبق أن قامت بذلك مرات متعددة، بعدما طفت على السطح تحركات للعصابات الإجرامية، وتنامي الاعتداءات على المواطنين وممتلكاتهم في الشارع العام. كما سبق أن أرسلت المديرية العامة للأمن الوطني تعزيزات أمنية قوامها أزيد من 500 شرطي، إذ انتشرت في كل مناطق مدينة الانبعاث، وقامت بحملات تمشيطية مكثفة أسفرت عن اعتقال المئات من الجانحين، خاصة في بعض الأحياء التي تعرف انتشارا واسعا للجريمة.
ويعول على هذه الحملة الموسعة، التي يشرف عليها ميدانيا المدير المركزي للشرطة القضائية، بتعليمات مباشرة من المدير العام للأمن الوطني، قصد تجفيف منابع الجريمة بمختلف أحياء مدينة أكادير وبمدن أكادير الكبير (إنزكان، الدشيرة، أيت ملول)، وإعادة الشعور بالأمن إلى المواطنين، بعد أيام من تنامي حدة الاعتداءات والسرقات وإشهار السيوف والأسلحة البيضاء.