
طاطا: محمد سليماني
تتواصل بإقليم طاطا للعام الثالث على التوالي “مبادرة آفاق” التي تستهدف التلاميذ المتفوقين الحاصلين على معدلات عليا في شهادة الباكالوريا لسنة 2025، على أساس تكوينهم من خلال حصص دعم مكثف لعدة أسابيع بمدينة أكادير، وذلك استعدادا للمشاركة في مباريات ولوج المدارس العليا والمعاهد والمؤسسات ذات الاستقطاب المحدود.
واستنادا إلى المعطيات، فإن هذه المبادرة التي أطلقتها عمالة طاطا بشراكة مع المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والمجلس الإقليمي، والجمعية الإقليمية لدعم التمدرس، تهدف إلى دعم التميز الدراسي وتسهيل ولوج التلاميذ المتفوقين إلى المؤسسات ذات الاستقطاب المحدود. وخلال هذه السنة تم انتقاء 160 تلميذا وتلميذة من المتفوقين والمتفوقات من مختلف مناطق إقليم طاطا، وانطلقوا عبر حافلات مخصصة لهم صوب مدينة أكادير يوم الثلاثاء المنصرم، منهم 120 تلميذا وتلميذة من الشعب العلمية، و30 تلميذا من شعب الاقتصاد والتدبير، و10 تلاميذ من الشعب الأدبية.
وتستند مبادرة “آفاق” في نسختها الثالثة إلى استفادة تلاميذ وتلميذات إقليم طاطا من تكوينات وتأطير ودعم لولوج مؤسسات عليا؛ من بينها كليات الطب والصيدلة، ومؤسسات الهندسة، ثم المدارس الوطنية للتجارة والتسيير. وستقوم الجمعية الإقليمية لدعم التمدرس بطاطا بالإشراف على عمليات التكوين والدعم لفائدة التلاميذ، كما ستتحمل جميع مصاريف التكوين والتنقل والتغذية والإيواء طيلة مدة التكوين المقررة بمدينة أكادير.
وتأتي هذه المبادرة التي استحسنها سكان بالإقليم، من أجل مساعدة التلاميذ وذويهم، وفتح تكوينات وتخصصات جديدة أمام أبناء وبنات الإقليم، ومساعدتهم على اختيار شعب جديدة تمكنهم من الولوج السريع لسوق الشغل، بعيدا عن التخصصات التقليدية. كما تهدف هذه المبادرة التي دخلت عامها الثالث بالمنطقة، إلى تأهيل تلاميذ وتلميذات الإقليم وتمهيرهم على التنافس مع تلاميذ مناطق أخرى على المقاعد المفتوحة بمؤسسات الاستقطاب المحدود.
واستنادا إلى المعطيات، فإنه خلال هذه السنة، استفاد من المبادرة 160 تلميذا، بينما في السنة الماضية استفاد من المبادرة 200 تلميذ وتلميذة، وخلال دورتها الأولى استفاد فقط 100 تلميذ وتلميذة. وقد تضاعف عدد المستفيدين من المبادرة، بعد نجاح عدد كبير من التلاميذ المستفيدين في ولوج معاهد عليا، ذلك أن السنة الماضية تم تمكين 65 تلميذا مستفيدا من ولوج مؤسسات ذات الاستقطاب المحدود.
وقد جاءت هذه المبادرة، بعدما تأكد للمسؤولين إقليميا أن غياب التأطير والتكوين والدعم اللازمين لفائدة الحاصلين الجدد على الباكالوريا بنفوذ إقليم طاطا، ظل يشكل عائقا أمامهم في ولوج قطاعات الطب والهندسة ومدارس التجارة والتسيير وغيرها من المعاهد العليا، كما أن بعد المسافة ما بين الإقليم وباقي المدن التي توجد فيها مراكز للتكوين والدعم لفائدة المقبلين على ولوج المعاهد العليا، كان بدوره عائقا أمام تلاميذ طاطا، إضافة إلى عدم قدرة أغلب الأسر الفقيرة على توفير مصاريف مالية إضافية لإرسال أبنائهم إلى هذه المدن للتكوين والحصول على الدعم اللازم.